الخميس، 29 مايو 2025

09:04 ص

«واشنطن تُغري وبروكسل تُراقب»، أمريكا تجذب المصانع وأوروبا تنزف الوظائف

الثلاثاء، 27 مايو 2025 02:37 م

أوروبا وأمريكا

أوروبا وأمريكا

تحليل/ ميرنا البكري

من يربح في السباق الاقتصادي الكبير؟ أمريكا التي تغري الشركات بحوافز ضخمة، أم أوروبا التي تحاول اللحاق بنفسها قبل أن تخسر مصانعها ومكانتها العالمية؟ في خطوة تكشف حجم القلق الأوروبي، المفوضية الأوروبية أرسلت استبيانات عاجلة لأكبر الشركات الصناعية في القارة، وتسألهم بشكل مباشر: أين ستكون وجهتكم للاستثمار ولو أمريكا، فكم التكلفة؟". 

هذه الخطوة ليست عشوائية أو مجرد إجراء إداري، بل محاولة حقيقية من أوروبا إنها تمسك أول الخيط قبل أن تترك صناعات القارة ترديجيًا وتتجه لبيئة أكثر جذبًا  مثل أمريكا، التي تقدم حوافز مالية وسياسات جذابة تحت شعار "ابقى معنا". 

أوروبا حاليًا في سباق مع الزمن لكي تحافظ على قاعدتها الصناعية، ومراقبة حركة رؤوس الأموال، والاستثمارات أصبحت ضرورة وليس رفاهية.

مسارات متصاعدة.. الانعكاسات المحتملة للحرب التجارية بين أوروبا وأمريكا |  القاهرة الاخبارية

 استنفار أوروبي، تتبع نزيف الاستثمارات نحو أمريكا

الاتحاد الأوروبي طلب من 42 اتحاد تجاري، ومعهم 59 شركة صناعية كبيرة، إنهم يرسلوا بيانات دقيقة عن خطط استثمارهم في أمريكا خلال الخمس سنوات المقبلة. هذا الطلب  ليس إداري فقط، بل له هدف سياسي واستراتيجي كبير.لماذا؟ لأن الاتحاد الأوروبي يشعر  إن أمريكا تكسب الشركات الأوروبية تدريجيًا، ويريد أن يعرف حجم الخسائر بدقة تامة.

أمريكا تقدم إغراءات، وأوروبا تنزف استثمارات

بعد ما أقرت أمريكا خطط التحفيز الصناعي ومبادرات الطاقة النظيفة، مثل قانون "الحد من التضخم"، الشركات الأوروبية بدأت تهرب وتذهب للاستثمار هناك؛ نظرًا لأن لأن الحكومة الأمريكية تعطي دعم مباشر، تسهيلات ضريبية، وأراضي بأسعار رمزية. غير  البنية التحتية الجاهزة والبيئة التكنولوجية القوية. والنتيجة؟ مصانع كانت من الممكن  أن يتم بناءها في فرنسا أو ألمانيا،  أصبحت  في تكساس وأوهايو.

 الاتحاد الأوروبي يجهز ورقة ضغط تفاوضية

البيانات التي يجمعها الاتحاد الأوروبي هدفها الأساسي ليس المتابعة فقط، لكن ورقة ضغط قوية أمام واشنطن. حينما تدخل أوروبا مفاوضات تجارية ومعها أرقام دقيقة عن حجم الاستثمارات التي ذهبت لأمريكا، أي بالمختصر “إذا لم تعدلوا قوانينكم، سنلعب لعبتنا بذكاء ونحمي شركاتنا”

اقرأ أيضًا: 

ترامب ينتقد أوروبا بشأن التجارة والاتحاد الأوروبي يرفض الرسوم الجمركية

زيارة وتسريح عمال.. أوروبا ترد بالفعل على “رسوم ترامب الجمركية”

دول الاتحاد الأوروبي تتوصل لاتفاق

 قارة العجوز تواجه أزمة صناعية حقيقية

الموضوع ليس أموال فقط، بل مستقبل الصناعات الثقيلة في أوروبا، وإذا استمرت الشركات في نقل مصانعها لأمريكا، سنجد أنفسنل نلاقي نفسنا بعد 10 سنين لدينا شركات أوروبية دون مصانع أوروبية. أوروبا وقتها ستصبح مجرد مكتب إداري ليس أكثر، والقدرات التكنولوجية والصناعية ستصبح هناك وليس هنا.

 التوقعات، هل تستطيع اوروبا اللحاق بنفسها

1. من المتوقع أن نرى في الفترة المقبلة حوافز أوروبية ضخمة لمنافسة أمريكا، سواء إعفاءات ضريبية أو دعم مباشر للصناعة.

2.إذا رفضت أمريكا التراجع عن سياساتها، من الوارد أن نرى تصعيد في المفاوضات أو حتى فرض قيود أوروبية مضادة.

3.بعض الشركات قد تراجع قرارها إذا لم تقدم أوروبا نفس المميزات التي تقدمها أمريكا.

ختامًا، ما يحدث الآن في بروكسل هو محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أمريكا دخلت السباق الصناعي والتكنولوجي بكل قوتها، وأوروبا إذا تأخرت ستخسر أموال كثيرة، وأيضًا دورها كمركز صناعي عالمي. وهو معناه أزمة اقتصادية وهيكلية طويلة المدى.

Short Url

search