الأحد، 15 يونيو 2025

09:36 ص

«رسوم ترامب على السفن الصينية»، قرار يهز سوق النفط العالمي

السبت، 14 يونيو 2025 10:10 م

السفن الصينية

السفن الصينية

في خطوة جديدة تُنذر بتصعيد حاد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على السفن الصينية، في قرار يُهدد بإعادة خلط أوراق سوق النفط العالمي، ويثير مخاوف من أزمة لوجستية عابرة للقارات.

خطط أميركية لـ
السفن الصينية

الرسوم الجديدة، التي ستبلغ 18 دولارًا لكل طن صافي مع زيادة سنوية قدرها 5 دولارات، لن تدخل حيز التنفيذ إلا في أكتوبر 2025، إلا أن مفعولها بدأ يُحدث ارتدادات في تحليلات الأسواق منذ لحظة الإعلان.

اضطرابات نفطية قادمة من آسيا إلى خليج المكسيك

إن هذه الرسوم قد تؤدي إلى تفكك سلاسل التوريد الحالية، وخصوصًا في شحن النفط الخام والغاز الطبيعي المسال بين الولايات المتحدة وآسيا. 

حيث أن استبعاد السفن الصينية من المعادلة سيدفع بشركات الشحن إلى إعادة رسم خرائط الإبحار، لتفادي الموانئ الأميركية، مما سيؤدي إلى تأخيرات وتكاليف أعلى.

النتيجة؟ شحنات النفط الأميركي المتجهة إلى آسيا، تحديدًا الصين وكوريا واليابان، قد تُواجه تحديات في التسليم، وسط احتمال ردود انتقامية من بكين، ما يفتح الباب أمام انخفاض في الطلب على النفط الأميركي لصالح بدائل من روسيا، الشرق الأوسط، أو إفريقيا.

اقرأ أيضًا:

الحرب التجارية تصل للموانئ، «أمريكا» تعتزم فرض رسوم على السفن الصينية

من أعالي البحار إلى أعماق الرسوم، ترامب يستهدف أسطول الصين التجاري

من العولمة إلى التجزئة، سوق النفط يتحول

الرسوم قد تُعيد تشكيل خارطة تجارة النفط العالمية، إننا مقبلون على تجزئة إقليمية في تدفقات النفط، مع احتمالية اعتماد الولايات المتحدة على ناقلات غير صينية، فيما تتجه بكين إلى موردين خارج نطاق الضغط الجمركي، هذه التبدلات قد تُفقد السوق مرونته، وترفع علاوات المخاطر في الأسعار.

ولا يقتصر الأمر على اضطراب المسارات، فالصين تمتلك نحو 15% إلى 20% من أسطول ناقلات النفط العملاقة (VLCCs)، وهو ما يجعل استبعادها من معادلة النقل ثغرة لوجستية يصعب سدها سريعًا، خاصة في ظل عجز الأسطول الأميركي عن تلبية الحاجات المتنامية.

قد ينمو الاقتصاد الصيني أسرع بمرتين ونصف من الأمريكي
الصادرات الصينية

تكاليف أعلى وممرات بحرية أكثر توترًا

الأزمة لا تقتصر على السوق الأميركي وحده، وإن تأثير هذه الرسوم سيتجاوز أميركا ليصل إلى شرايين التجارة البحرية الآسيوية. 

مع تحول مستأجري السفن إلى ناقلات من كوريا الجنوبية أو النرويج، فإن ممرات حيوية كبحر الصين الجنوبي قد تشهد اكتظاظًا أو توترات جديدة، علمًا أن أكثر من ثلث الشحنات النفطية العالمية تمر عبر تلك المنطقة.

 

اقرأ أيضًا:

الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم على السفن المرتبطة بالصين

ترامب يشعل حربًا تجارية جديدة بمليون دولار رسوم على السفن الصينية!

إن تكاليف الشحن سترتفع لا محالة، مع تقديرات أولية من مجلس الشحن العالمي تشير إلى زيادات تتراوح بين 150 و300 دولار لكل حاوية من الصين إلى الساحل الأميركي. 

هذه الزيادة قد تتسلل تدريجيًا إلى أسعار البنزين والطاقة للمستهلكين النهائيين، ما يُنذر بضغوط تضخمية إضافية في الولايات المتحدة.

رسوم ناقلات النفط العملاقة تهوي لـ 75% بعد خفض الشحنات عالميًا - بوابة  الأهرام
ناقلات النفط

هل تتحول ناقلات النفط إلى أدوات حرب تجارية؟

بعيدًا عن تفاصيل الرسوم، تُعيد هذه التطورات فتح النقاش حول عسكرة أدوات الاقتصاد العالمي. في وقت تُستخدم فيه السفن وطرق الشحن كوسائل ضغط ومساومة، تزداد هشاشة سلاسل التوريد، وتتعمق الشكوك بشأن مستقبل التعاون الاقتصادي بين أكبر اقتصادين في العالم.

إن القرار الأميركي قد يبدو تكتيكًا في معركة تجارية، لكنه يُخفي وراءه إعادة ترتيب جيوسياسية تتقاطع فيها مصالح الطاقة، الأمن البحري، والتنافس التكنولوجي.

رسوم ترامب الجمركية على السفن الصينية قد تكون بداية لمرحلة جديدة من حرب الطاقة، حيث لا تقتصر المواجهة على التعريفات الجمركية أو صادرات التكنولوجيا، بل تمتد لتشمل قلب النظام التجاري العالمي، الشحن والطاقة.

وبينما تتأهب الأسواق، يبقى السؤال، هل يستوعب الاقتصاد العالمي هذه الصدمة... أم أن الأمواج القادمة ستكون أعنف؟

Short Url

search