المال العربي يهيمن، 5 أندية بـ12.2 مليار دولار في صدارة كرة القدم

الإثنين، 26 مايو 2025 09:10 م

الاستثمار الخليجي في الأندية العربية

في ساحة تتسابق فيها العوائد المالية والألقاب الكروية، تسطع الأندية المملوكة عربيًا كقوى اقتصادية صاعدة تثبت يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد واجهات للاستثمار الرمزي، بل أدوات استراتيجية لتوسيع النفوذ الرياضي والاقتصادي عالميًا.

فقد كشف تصنيف سبورتيكو الأميركي لأغلى 50 ناديًا لكرة القدم في العالم عن وجود خمسة أندية مملوكة عربيًا، ضمن قائمة الـ25 الأوائل، بقيمة إجمالية تبلغ 12.2 مليار دولار أي ما يعادل 14.2% من إجمالي قيمة القائمة البالغة 86 مليار دولار.

من الخليج إلى القمة الأوروبية

الاستثمارات العربية توزعت بين الخليج ومصر، لكنها توحدت في اتجاه الصعود، على رأس القائمة العربية، حافظ مانشستر سيتي المملوك للشيخ منصور بن زايد عبر مجموعة سيتي فوتبول على مكانته كأغلى نادي عربي وسادس أغلى نادي في العالم، بقيمة بلغت 5.16 مليار دولار، بنمو 8.6% عن العام الماضي.

هذا النمو ليس محض صدفة، بل نتيجة منظومة أداء رياضي متميزة، واستراتيجية توسعية جعلت من النادي نموذجًا تجاريًا ناجحًا في كرة القدم العالمية.

أما باريس سان جيرمان، واجهة الاستثمارات القطرية، فحل ثامنًا عالميًا بقيمة 4.25 مليار دولار، رغم تراجعه مركزًا واحدًا، إلا أنه واصل النمو بنسبة 5.2% وهو ما يعكس الاستقرار المالي للنادي رغم التحديات الرياضية.

نيوكاسل المملوك للسعودية بطل لكأس الرابطة الإنجليزية | الخليج أونلاين — **نيوكاسل يونايتد**

نيوكاسل وأستون فيلا.. صعود صاروخي

لكن المفاجآت الكبرى جاءت من الصف الثاني من الأندية العربية، فقد قفز نيوكاسل يونايتد الإنجليزي المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي عشرة مراكز ليحل في المرتبة 22 عالميًا بقيمة 930 مليون دولار، محققًا نموًا قياسيًا بنسبة 33% عن العام الماضي.

هذا الأداء يعكس ثقة الأسواق في المشروع الرياضي الطموح للنادي، والذي بدأ يجني ثماره على المستويين المالي والتنافسي.

كذلك الحال مع أستون فيلا، الذي تقدم من المركز 44 إلى المركز 24 عالميًا، بعد أن ارتفعت قيمته بنسبة 29.5% لتصل إلى 850 مليون دولار، هذا النادي، الذي يملكه الملياردير المصري ناصف ساويرس، يقدم درسًا في كيف يمكن لاستثمار محسوب في نادي عريق أن يحقق قفزات نوعية في فترة زمنية قصيرة.

الكرة الذهبية، كيلوجرامات من المعدن الأصفر لفرض الهيمنة في ملاعب السياسة والمال

كرة القدم.. صناعة المليارات التي لا تعرف صافرة النهاية

نيويورك سيتي.. الامتداد الأميركي للاستثمار الخليجي

ومن الضفة الأخرى للأطلسي، واصل نيويورك سيتي التابع لمجموعة سيتي الإماراتية تمركزه في المركز العشرين عالميًا بقيمة مليار دولار، محققًا نموًا نسبته 17.6%، ما يعكس نجاح النموذج التجاري للنادي في بيئة رياضية تسعى لتوسيع قاعدتها الجماهيرية والاقتصادية.

قوة المال العربي في سوق يتغير

تُظهر هذه الأرقام تحولاً جذريًا في هيكل ملكية الأندية الكبرى، حيث لم تعد أوروبا فقط ساحة اللعب، فالعالم العربي، من الخليج إلى شمال إفريقيا، بات يمتلك أدوات المنافسة في سوق معقدة تقيم الأندية بناءً على مؤشرات مالية دقيقة، مثل متوسط الإيرادات على مدى ثلاث سنوات، دون احتساب مبيعات اللاعبين والضرائب، إلى جانب تحليل معمق لقوة العلامة التجارية، والأداء الرياضي، وهيكل الأصول والديون.

943.05 مليون دولار بحلول 2030، انتعاش ضخم في سوق كرة القدم

%66 من أندية أوروبا تحت سيطرة أموال المراهنات، كيف تتجاوز القوانين؟

ريال مدريد في الصدارة لكن المنافسة محتدمة

ورغم كل هذا الصعود، ما زال ريال مدريد يتربع على عرش الأندية من حيث القيمة، عند 6.53 مليار دولار، متقدمًا على مانشستر يونايتد وبرشلونة.

إلا أن قراءة الاتجاهات تؤكد أن الأندية العربية خاصة تلك التي تدار وفق رؤية استراتيجية واضحة تسير بخطى واثقة نحو مراكز أكثر تأثيرًا وربحية.

شبكة استثمار جديدة لتعزيز الاقتصاد الرياضي بأفريقيا.. ودعم غير مسبوق للشركات الناشئة في هذا المجال - استثمارك.نيوز — **الاستثمار الرياضي**

استثمار رياضي أم مشروع جيوسياسي؟

تتجاوز هذه الأرقام مجرد مكاسب مالية، فامتلاك أندية مثل مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان أو نيوكاسل هو في الواقع استثمار طويل الأجل في القوة الناعمة، يربط بين الرياضة والدبلوماسية والاقتصاد، وفي عالم تتداخل فيه السياسة بالرياضة والتجارة، يبدو أن الأندية العربية لا تكتفي بالمشاركة، بل تتأهب للقيادة.

إذا كان القرن العشرين هو قرن هيمنة الأندية الأوروبية التقليدية، فإن القرن الحادي والعشرين قد يشهد ولادة نظام كروي جديد، يكون للمال العربي فيه كلمة، وربما بطولة.

Short Url

أخبار متعلقة