أسعار العقارات الصينية في حالة سكون، فهل ينفجر السوق قريبًا؟
الجمعة، 06 يونيو 2025 10:28 ص

العقار في الصين
تحليل/ ميرنا البكري
الصين التي كانت دائمًا تتقدم في أرقام البناء والبيع.
في الفترة الحالية تواجه تراجع العقاري، رغم كل المحاولات الحكومية لإنعاش السوق. والبيانات الرسمية من أول 4 شهور في 2025 تقول إن السوق مازال يعاني. فلا هناك استثمار جديد، أو مبيعات ترتفع، والأسعار ثابتة كأن السوق يكتم نفسه قبل أن ينفجر.

أرقام السوق، تراجع على كل الجبهات
الأرقام توضح صورة سوداوية قليلًا، فالاستثمار العقاري تراجع بنسبة 10.3% مقارنة بنفس الفترة السنة الماضية.
وذلك بعد ما كان 9.9% في أول 3 شهور، أي الوضع يتدهور مع مرور الوقت.
مبيعات العقارات من حيث المساحة تراجعت بـ 2.8%، بعد ما كانت 3.0% في الربع الأول، أي هناك "فرملة" قليلًا لكن الاتجاه مازال سلبي.
بدء مشاريع بناء جديدة تراجع بشكل حاد بـ 23.8%، بعد تراجع 24.4% من يناير لمارس، أي الشركات لن تبيع ولن تبني جديد، والأموال التي جمعها المطورين العقاريين قلت بـ 4.1%، أي التمويل أصبح صعب.
أسعار المنازل، السكون الذي يخوف يخوف
أسعار البيوت الجديدة لم تتحرك في شهر أبريل مقارنة بمارس، وهذه ثاني مرة بصورة متتالية، لكن بالنظر للعام الماضي، نجد إن الأسعار تراجعت بـ 4.0% مقارنة بأبريل 2024، وهو أهدى من انخفاض مارس الذي كان 4.5%، والذي يحدث هنا يسمى بـ “انكماش عقاري هادئ”، و السوق يموت بالبطيء، من دون أن ينهار فجأة.
أسباب الأزمة، ليس مؤقتة بل تركيبة معقدة
1. ثقة المستثمرين مهزوزة: بعد انهيارات شركات مثل "إيفرجراند"، الناس أصبحت تخاف من الاستثمار.
2. الطلب المحلي ضعيف: الناس لن تنوي الشراء في ظل التباطؤ الاقتصادي.
3. تشديد السياسات التمويلية قديمًا: الدولة كانت تضغط لكيتقلل الديون، لكن الآن تحاول فك الخناق.
4. فائض المعروض: هناك بيوت كثيرة مبنية، بس لا تجد من يقوم بشرائها.
اقرأ أيضًا:
العقار في الصين، العملاق الجريح على أعتاب عام مصيري
بين التفاؤل والحذر، الصين تواجه تحديات اقتصادية ضخمة رغم نمو الإنتاج الصناعي

توقعات، هل هناك أمل أم الأزمة ستسوء
إذا ضخت الحكومة تحفيز أكثر قد نواجه تحسن بسيط في النصف الثني من العام خصوصًا إذا حدث تخفيض للفوائد أو دعم مباشر للمطورين والمشترين، لكن إذا ظلت الظروف كما هي، هناك احتمالية أن نرى تراجع سنوي في الاستثمار العقاري يصل لـ 12% أو أكثر، والأسعار قد تستمر في انخفاضها بنسبة بين 3-5% أيضًا، والمبيعات تظل ضعيفة خاصةً مع ضعف الاستهلاك العام.
النتائح
1. السوق العقاري في الصين ليس متراجع، بل في حالة "ركود مزمن".
2. الثبات في الأسعار ليس علامة استقرار، لكنه علامة إن السوق "واقف ولا يستطيع التحرك".
3. التمويل يقل، والشركات توقف بناء، وهذا يعني بطالة محتملة في قطاع مهم جدًا.
4. الحكومة لديها أدوات، لكن تحتاج تستخدمها بحذر لكي لا تحدث فقاعة أخرى.
ختامًا، الصين تواجه واحدة من أصعب لحظات قطاعها العقاري، الذي كان دائمًا حجر أساس لنموها الاقتصادي. والآن، الركود لن يؤثر على شركات التطوير، لكنه يهدد النمو، والاستهلاك، والثقة، وإذا لم تتحرك الحكومة بسرعة وبذكاء، السوق قد يتحول من "ركود" لـ"كارثة اقتصادية كامنة"، القترة القادمة تتطلب موازنة دقيقة بين الدعم والتحفيز بدون العودة لفخ العقارات، والسؤال الحقيقي: هل الصين جاهزة تواجه الحقيقة؟ أم مازالت تحاول تكسب وقت؟
Short Url
استقرار أسعار الأسمنت في أول أيام عيد الأضحى
06 يونيو 2025 02:11 م
هدوء مؤقت بأسعار الحديد في تعاملات اليوم الجمعة 6 يونيو
06 يونيو 2025 10:02 ص
استقرار أسعار الجبس الأبيض اليوم 6 يونيو في الأسواق المحلية
06 يونيو 2025 09:34 ص


أكثر الكلمات انتشاراً