الجمعة، 23 مايو 2025

06:54 م

«صُنع في أمريكا» الحقيقة وراء التصنيع المحلي والشركات التي تتلاعب بالحدود

الجمعة، 23 مايو 2025 01:14 م

تجميع السيارات

تجميع السيارات

تحليل/ كريم قنديل

في قلب الجدل الدائر حول عودة التصنيع إلى الداخل الأمريكي، تكشف الأرقام أن الطريق إلى صُنع في أمريكا لا يزال مليئًا بالتعقيدات، فعلى الرغم من الشعارات السياسية الداعية لدعم الصناعة الوطنية وتقليص الاعتماد على الخارج، تُظهر بيانات تجميع السيارات في السوق الأمريكية أن كثيرًا من الشركات الكبرى ما زالت تعتمد على خطوط إنتاج تمتد من المكسيك إلى كوريا الجنوبية. 

تسلا
تسلا 

وفيما تحافظ تسلا على ولائها الكامل للأرض الأمريكية، تبدو شركات أخرى وكأنها تسير على حبل مشدود بين خفض التكاليف خارج الحدود ومتطلبات السوق المحلي، فكيف تُرسم خريطة التصنيع في واحدة من أكبر أسواق السيارات في العالم؟

في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن إعادة التصنيع إلى الداخل الأمريكي، تكشف البيانات الحديثة عن تفاوت كبير في مواقع تجميع السيارات التي تُباع في السوق الأمريكية، بعض الشركات مثل تسلا، حافظت على هويتها الأمريكية بنسبة 100%، بينما اعتمدت شركات أخرى على التجميع في المكسيك وكندا وحتى في دول خارج أمريكا الشمالية.

اقرأ أيضًا:

للمرة الأولى، BYD تتفوق على تسلا في مبيعات السيارات الكهربائية خلال 2025

لمضاعفة حجم الصادرات، الحكومة تسعى لزيادة إنتاجها السنوي لـ100 ألف سيارة

تسلا النموذج الأمريكي الصافي

تتصدر تسلا القائمة بنسبة تجميع 100% داخل الولايات المتحدة، مما يعزز صورتها كشركة محلية تعتمد على سلاسل توريد داخلية، هذا الالتزام يعكس أيضًا نهج الشركة في تقليل الاعتماد على الخارج، وهو أمر يتماشى مع التوجهات الحمائية التي تبناها بعض الساسة الأمريكيين، وخاصة في عهد ترامب.

تُنتج 250 ألف سيارة ..ثلاث مصانع صينية للسيارات في الجزائر - تادامسا نيوز
صناعة السيارات

فورد وستيلانتيس توازن بين الداخل والخارج

تُظهر بيانات فورد اعتمادًا كبيرًا على المصانع الأمريكية بنسبة 77%، بينما تتركز نسبة 21% في المكسيك وكندا، وهي دول ترتبط مع أمريكا باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (USMCA)، إلى جانب 2% في أماكن أخرى، أما ستيلانتيس، المالكة لعلامات مثل جيب ودودج، فتعتمد بنسبة 57% على الداخل، مع نسبة ملحوظة تتمثل في 39% من التجميع في المكسيك وكندا.

هذا التوزيع يوضح كيف أن بعض الشركات العالمية تتبنى استراتيجيات مرنة تجمع بين الاستفادة من التكلفة المنخفضة في الخارج والحفاظ على حصة إنتاج محلية لتفادي الرسوم الجمركية والسياسات الحمائية.

 

اقرأ أيضًا:

إيلون ماسك يعلن موعد اختبار «الروبوت تاكسي» في أمريكا

بين التصنيع والتجميع، الاستثمار تطرح 6 فرص ذهبية جديدة لتوطين صناعة السيارات

الشركات اليابانية والكورية اندماج حذر

نيسان وتويوتا اعتمدتا على التوازن، بنسبة تجميع داخلي تقارب 50%، أما هيونداي – كيا، فتمثل حالة مختلفة، إذ لا تزال تعتمد بنسبة 59% على التجميع في أماكن أخرى خارج أمريكا الشمالية، ما قد يعرضها لمخاطر الرسوم الجمركية في حال تصاعد التوترات التجارية.

فولكسفاغن
شركة فولكس فاجن

فولكس فاجن الأقل ارتباطًا بأمريكا

المفاجأة ربما تأتي من فولكس فاجن، التي تعتمد بنسبة 36% على مصانع خارج أمريكا الشمالية، و43% في المكسيك وكندا، بينما لا تتجاوز نسبة التصنيع داخل أمريكا 21% فقط، هذا قد يعكس بطء الشركة في توطين سلاسل التوريد مقارنة بمنافسيها.

توطين الصناعة لا يزال تحديًا

تكشف خريطة تجميع السيارات أن إعادة التصنيع إلى الداخل الأمريكي ليست عملية شاملة بعد، فالتفاوت في نسب التجميع يعكس قرارات استراتيجية معقدة تأخذ بعين الاعتبار التكاليف، الكفاءة، وسلاسل التوريد العالمية.

لكن مع تصاعد الدعوات للسيادة الصناعية وتقليل الاعتماد على الخارج، من المرجح أن تواصل أمريكا الضغط لتوسيع الإنتاج المحلي، سواء عبر الحوافز أو القيود الجمركية، وهو ما قد يدفع الشركات لإعادة النظر في استراتيجياتها خلال السنوات المقبلة.

Short Url

showcase
showcase
search