الخميس، 22 مايو 2025

10:52 ص

من الانفصال إلى التحالف, كيف أعادت لندن وبروكسل ضبط علاقتهما؟

الخميس، 22 مايو 2025 04:30 ص

لندن وبروكسل

لندن وبروكسل

زواج فطلاق فإعادة ضبط للعلاقات مسار ثلاثي المراحل يختزل قصة العلاقة البريطانية الأوروبية التي اجتازت منعطفا تاريخيا بقمة لندن، حيث اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي بقيادة رئيس المفوضية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في محاولة لرسمِ علاقة متجددة تدرك مرارة تكاليف بريكست، وتُسطر تحالفات جديدة في عالم تتصاعد فيه التهديدات الجيوسياسية من روسيا لشرق أوروبا في ظل غموض الموقف الأمريكي.

اتفاق SAFE الدفاعي وعلاقات التعاون المتبادلة بين لندن والتكتل الأوروبي

لم تكن اللقاءات الدبلوماسية مجرد طي لصفحة الانفصال، بل خطوة لبناء تحالف تشكله الضرورة أكثر مِن الرغبة.  فاتفاق SAFE  الدفاعي بصندوقه البالغِ 150 مليار يورو وآلية الاقتراض المشترك يمثل حجر الزاوية في هذا التعاون، متيحا للشركات البريطانية الاندماج في مشاريعِ التكتل العسكرية، بينما تتنازل لندن عن حقوقِ الصيد لـ12 عاما وتعودُ إلى برنامجِ "إيراسموس "ERASMUS لإحياء الروابط الثقافية للشباب، في مقايضة تمنحها وصولا إلى قواعد البياناتِ الأمنية الأوروبية الحساسة. 

توسيع التعاون الاقتصادي وربط أسواق الكربون وسط تحديات السيادة الوطنية

ولا يقتصر التعاون على الجانب العسكري فالاتفاق يمتد ليشمل ربط أسواق الكربون ودمج الشبكات الكهربائية.
لكن التحدي الأكبر يكمن في الميزان الدقيق بين السيادة الوطنية والاعتمادِ المتبادل، خاصة مع استمرار هيمنة محكمة العدل الأوروبية على حل النزاعات، وهو ما يذكر لندن بأن إعادة الضبط لا تعني العودة إلى الماضي.

تباين المصالح والتحديات الأمنية في ظل التقارب البريطاني الأوروبي 

خلف الخطاب التفاؤلي، يُلاحظ تناقضات عميقة فبينما تقدمُ بريطانيا خبراتها الاستخباراتية والقدراتِ النوويةَ كرافعة لأمنِ القارة، تواجه أوروبا سؤالا وجوديا حول قدرتها على تعويضِ الغطاء الأمريكي. أما المحرك الأساسي لهذا التقاربِ، فهو إدراك مشترك بأن الحرب في أوكرانيا، وصعود روسيا مجددا، وتقلبات واشنطن تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب حيث تُفرض شراكة براجماتية بلا خيارات بديلة.

Short Url

showcase
showcase
search