النفط في مهب السياسة، مفاوضات إيران وأمريكا وحرب أوكرانيا تُربك السوق العالمي
الأربعاء، 21 مايو 2025 11:23 ص

إيران وروسيا
تحليل/ ميرنا البكري
أسعار النفط لا تتأثر بعرض وطلب فقط، لكن السياسة والملفات الجيوسياسية أصبحت لاعب أساسي. وذلك الذي اتضح في تراجع الأسعار رغم دخول الصيف، إنما بين مفاوضات إيران وأمريكا، وحرب روسيا وأوكرانيا، وضعف الطلب من الصين، أصبح السوق يخطو على حبل مشدود.

إيران وأمريكا، شد وجذب يهدد السوق
أصبحت المفاوضات بين أمريكا وإيران سبب التوتر في السوق العالمي للنفط، كما قال المرشد الأعلى الإيراني “آية الله علي خامنئي” إن طلب وقف تخصيب اليورانيوم مبالغ فيه، وهذا يعني إن الاتفاق النووي مازال بعيد، وإذا حدث الاتفاق، إيران قد تزود صادراتها بـ300 لـ400 ألف برميل يومياً، مما يزود المعروض ويضغط أكثر على الأسعار.
النتيجة؟ السوق ينتظر ولن يجازف، مما يدفع التجار ليسحبوا استثماراتهم قليلًا، وبالتالي تراجع مؤقت في الأسعار.
روسيا وأوكرانيا، حرب طويلة وتأثير أطول
رغم العقوبات الجديدة من أوروبا وبريطانيا، فلا يوجد أمر فعلي على أرض الواقع. بوتين لا ينوي أن يقدم وعود، وترامب يتحدث كثيرًا دون نتائج واضحة. في المقابل، أوكرانيا تريد أن يصل سقف سعر النفط الروسي لـ 30 دولار بدلًا من 60 (السعر الحالي)، لكن حتى الآن الغرب متردد ولن يأخذ خطوة حاسمة.
وإذا انتهت الحرب، روسيا التي تعتبر ثاني أكبر منتج نفط في العالم، ستبدأ تزود صادراتها بشكل ضخم، وذلك قد يغرق السوق بالنفط، ولكن كل المؤشرات تقول إن نهاية الحرب ليست قريبة، وهذا يعين إن السوق سيظل في حالة قلق، والأسعار تحت ضغط مستمر، دون أي اتجاه واضح يطمئن المستثمرين أو يحرك السوق فعليًا.
اقرأ أيضًا: إيران تلوّح باليورانيوم، وأسواق النفط تستنشق الحذر بين تهديد طهران ونفَس بكين البطيء
بعد العقوبات على روسيا، اعرف أحدث مستجدات أسعار النفط

الصين، العملاق الذي بدأ يتكاسل
الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، أرقامها الجديدة تقول إن الاقتصاد ليس في أحسن حالاته: والإنتاج الصناعي يبطأ، ومبيعات التجزئة ضعيفة، وذلك رغم هدنة الرسوم الجمركية التي استمرت مدتها 90 يوم مع أمريكا.
إذا لم تعد الصين تطلب النفط كما في السابق، فهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من الطلب العالمي يتراجع، وهو ما يكفي وحده للضغط على الأسعار، حتى دون وجود زيادة في المعروض.
المخزونات النفطية الأمريكية، المؤشر الخفي في السوق
السوق ينتظر بيانات المخزون من معهد البترول الأمريكي وإدارة الطاقة، تقول التوقعات إن هناك سحب بـ 1.4 مليون برميل، وهذا يعني إن هناك استهلاك جيد، لكن هذا غير كافي لرفع الأسعار ، لأن العوامل الجيوسياسية والطلب الصيني أقوى بكثير من تأثير المخزونات في الوقت الحالي.
توقعات قريبة، السوق يظل متوتر
في ظل الوضع الحالي، التوقعات تقول:
1.أسعار النفط تظل متذبذبة بين 60 و66 دولار للبرميل في المدى القريب.
2.أي انفراجة في ملف إيران أو روسيا ستضغط على السعر لتحت.
3.إذا فاقت الصين اقتصاديًا ، قد يرفع الأسعار بشكل قوي ومفاجئ.
كما إن استمرار العقوبات على روسيا دون التزام أمريكي كامل، سيجعل سقف الأسعار الحالي ليس فعال.
اقرأ أيضًا: بريطانيا تعلق المفاوضات التجارية مع إسرائيل (التفاصيل)
ختامًا، النفط الآن ليس مجرد سلعة، بل أصبح في قلب السياسة العالميةن فأصبحت أسعاره مثل الترمومتر الذي بيقيس حرارة الأحداث من طهران لواشنطن، ومن موسكو لكييف، ومن بكين لأسواق العالم. كل تفاوض، وكل بيان سياسي، أصبح له تأثير مباشر على البرميل. لذلك، من يرغب في فهم سوق النفط، لابد أن يتابع السياسة قبل الاقتصاد. لم تعد اللعبة "عرض وطلب" فقط، بل أصبحت لعبة ملوك، ومصالح، وكباش نفوذ على مستوى عالمي.
Short Url
بـ170 مليار دولار، الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء صندوق جديد لشراء الأسلحة
21 مايو 2025 09:14 م
تداعيات خطيرة، كيف تسببت الحرب التجارية في هزة مدوية لصادرات الصين من الهواتف؟
21 مايو 2025 06:48 م
ألمانيا أمام ركود اقتصادي في 2025.،توقعات سلبية مع أمل في التعافي بداية من 2026
21 مايو 2025 04:55 م


أكثر الكلمات انتشاراً