الأربعاء، 21 مايو 2025

09:52 م

هدنة أم انتصار؟، الجنيه المصري يفاجئ الأسواق ويكسب الجولة الأولى أمام الدولار

الثلاثاء، 20 مايو 2025 01:53 م

الدولار  الأمريكي مقابل الجنيه المصري

الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري

تحليل/ ميرنا البكري

في مفاجأة تعتبر الأولى من نوعها من شهور طويلة، الدولار في مصر هبط تحت مستوى الـ50 جنيه لأول مرة من ديسمبر 2024، وذلك بالتزامن مع زيارة بعثة صندوق النقد الدولي لإجراء المراجعة الخامسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.السؤال هنا: هل هذه بداية لتعافي الجنيه المصري؟ أم مجرد هدنة مؤقتة في معركة طويلة مع العملة الصعبة؟ سنقوم بتوضبح ذلك في التحليل.

Dollar gains ground after Fed delivers bumper 50 basis point rate cut |  Reuters
الدولار الأمريكي

أسباب تراجع الدولار في مصر، بين تدفقات قوية واحتياطي مطمئن

1. زيادة المعروض من الدولار في السوق

وفقًا لما قاله بلال بسيوني لـ CNN الاقتصادية، (رئيس إدارة التنبؤ بالمخاطر في PANGEA-RISK)، السبب الأساسي وراء انخفاض الدولار هو زيادة المعروض من العملات الأجنبية في مصر.ببساطة، لما يكون فيه دولارات أكثر في السوق، الطلب عليها يقل، وبالتالي سعرها يتراجع كحافز لعودة الإقبال على الدولار مرة أخرى.

2. احتياطي نقدي قوي

وصلت مصر لاحتياطي نقدي حوالي 48 مليار دولار، وهو رقم مريح في الوقت الحالي، لأنه يأمن جزء من الالتزامات الخارجية ويزود الثقة في الاقتصاد.

3. قفزة ضخمة في تحويلات المصريين بالخارج

زادت التحويلات بنسبة 72.4%، وسجلت 32.6 مليار دولار من مارس 2024 لفبراير 2025، وهذه نقطة تحوّل لأن الأموال مصدر مستقر للعملة الصعبة وتأتي مباشرة للنظام المصرفي الرسمي.

4. ارتفاع صافي الأصول الأجنبية

بلغ صافي الأصول الأجنبية في مارس 2025 إلى 15.08 مليار دولار، وهذا يعني إن البنوك أصبح لديها سيولة بالدولار أكثر، فأصبح من السهل تلبية الطلب من دون اللجوء للسوق السوداء أو دفع أسعار مبالغ فيها.

اقرأ أيضًا: انخفاض جديد، سعر الدولار اليوم في مصر الثلاثاء 20 مايو 2025

الدولار يتجه إلى 45 جنيهًا وتحويلات المصريين بالخارج تكسر حاجز الـ36 مليار دولار

What if the U.S dollar collapse ?
تراجع الدولار

تراجع الدولار عالميًا يعزز مكاسب الجنيه المصري

لا يوجد شك إن التراجع في سعر الدولار ليس نتيجة لعوامل داخل مصر، لكن الدولار  أيضًا فقط  جزء من قوته أمام عملات أخرى عالميًا، حيث أصبح الذهب ملاذ آمن للناس والمستثمرين، مما جعل الطلب على الدولار يقل، كما إن الحرب التجارية المشتعلة  بين أمريكا ودول أخرى ساهمت في زيادة التوتر وخفضت الثقة في الدولار.

أدى ذلك كله إلى تحسن نسبي للجنيه المصري مقارنة بالدولار، خاصة إن البنك المركزي المصري أصبح يسمح للجنيه التحرك بحرية أكبر من قبل، وذلك يتضح في السياسة النقدية التي أصبحت أكثر مرونة في التعامل مع سعر الصرف.

هل تعافى الجنيه؟ أم مجرد هدوء قبل العاصفة؟

رغم الأرقام الإيجابية في الفترة الأخيرة، الخبراء يروا إن التحديات الكبيرة مازالت موجودة. فالعجز في الميزان الجاري مازال على حاله، حيث تستورد مصر تستورد أكثر مما تصدر، مما يزيد الطلب على الدولار. وإذا لم يوجد تحرك في زيادة الصادرات أو تقليص الواردات، سيظل الضغط على العملة المحلية مستمر، كما إن مصر لديها التزامات مالية ضخمة بالعملة الصعبة، من ديون وفوائد ومشروعات تحتاج تمويل بالدولار. حتى لو كانت التحويلات في تزايد، الضغوط المالية ستظل تحدي كبير للاقتصاد المصري.

اقرأ أيضًا: البنك المركزي: ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج 80.7% لـ17.1 مليار دولار

توقعات سعر الدولار، إلى أين نتجه؟

يعتقد علي متولي (الاستشاري الاقتصادي) إن التراجع الحالي لن يستمر دائمًا، والتوقعات تقول:

في 2025: الدولار قد يتراوح بين 50 – 51 جنيه.

في 2026: قد يصل لـ 52 – 54 جنيه.

في 2027: التوقع يصل بين 56 – 57 جنيه.

وبرغم التحسن المؤقت، الاتجاه العام مازال صعودي على المدى المتوسط والطويل، بسبب التزامات مصر الخارجية والعجز التجاري.

ختامًا، بالرغم من التحسن الذي شهدناه في سعر الجنيه مؤخرًا، الذي كان بفضل عوامل مثل زيادة التحويلات وارتفاع الاحتياطي النقدي، إلا إن التحديات مازالت موجودة، فتراجع الدولار وتحسن الاحتياطي، مهمة جدًا، لكن ليست النهاية، مازال هناك مواقف مالية وديون كبيرة تضغط على الاقتصاد.

الحقيقة إننا في مرحلة هدوء مؤقت، والعام المقبل قد يشهد تقلبات أخرى، فالأفضل إننا نكون مستعدين للسيناريوهات المختلفة. وفي الوقت الذي ينتظر العالم فيه توقعات جديدة، فلابد أن نكون واقعيين ونفهم إن الرحلة مازالت طويلة، لكن الأمل في تحسن مستمر مع وجود خطوات محسوبة ومتوازنة

Short Url

showcase
showcase
search