الهدنة أم الانفجار؟، سيناريوهات قد تُشعل أسعار الشحن عالميًا من جديد
الأحد، 18 مايو 2025 11:44 ص

الصين والولايات المتحدة
تحليل/ ميرنا البكري
من وقت ما أمريكا والصين أعلنوا عن هدنة جمركية لمدة 90 يوم، والدنيا اشتعلت في موانيء الصين، السفن تعمل باستمرار، والمصانع تنتج بأقصى طاقتها، والتجار يجروا لكي يلحقوا يشحنوا بضائعهم قبل انتهاء المهلة، خشية عودة الرسوم الجمركية التي كانت تثقل كاهل الجميع.
ما يحدث حاليًا ليس مجرد "ضغط عمل"، بل أشبه بنسخة مصغرة من الكابوس التي عشناه في أول أيام كورونا، إذا لم تتم معالجة الموقف سريعًا، فليس مستبعدًا أن تعود الأزمات اللوجستية إلى الواجهة من جديد.

سباق الشحن قبل نهاية الهدنة، فوضى في الموانيء وأرقام خارج السيطرة
المستوردين الأمريكيين في سباق مع الزمن لكي يلحقوا يشحنوا بضائعهم قبل ما انتهاء الهدنة، وتشمل هذة البضائع الأحذية الرياضية، قطع غيار السيارات، الثاث، ولوازم البناء. النتيجة؟ اختناقات مرورية في الموانيء والمصانع، خصوصًا في ميناء "يانتيان" في شنتشن الذي يخرج وحده ربع صادرات الصين لأمريكا.
كما قفزت حجوزات الشحن بنسبة 277% خلال أسبوعين فقط، حيث ارتفعت من 5,709 حاويات في الأسبوع إلى 21,530 حاوية،أما بالنسبة للسعر الفوري للشحن من شنجهاي إلى لوس أنجلوس، فقد ارتفع بنسبة 16% خلال أسبوع واحد، ومن المتوقع أن يبلغ 6,000 دولار للحاوية الواحدة مع بداية شهر يونيو.
اقرأ أيضًا: هدنة تجارية كبرى، الصين وأمريكا تخفضان الرسوم الجمركية بشكل مفاجئ لمدة 90 يومًا
أزمة مؤقتة أم بداية لتوتر جديد؟ أسباب الازدحام الجنوني في الشحن
1. هدنة الـ90 يوم: الناس تعتقد إن ذلك وقت كافي، لكن المصانع تقول لأ، هذا وقت ضيق للغاية.
2. الخوف من رسوم ترامب: هناك احتمالية كبيرة أن تعود الرسوم الجمركية مثل الماضي، وبعضها يصل لـ 30% أو أكثر.
3. تخزين استباقي: تخزن الشركات الكبيرة كميات مهولة من البضاعة حاليًا؛ لكي لا تقع في الفخ بعد أغسطس.
4. تقلص في عدد الرحلات: شركات النقل قللت رحلاتها أساسًا بسبب قلة الطلب في الماضي، فالمتاح الىن يُعتبر قليل.

الضغط يولد أزمات، 3 أطراف تدفع ثمن الهوجة الجمركية
التجارة العالمي
1.قد تواجه شلل مؤقت في سلاسل التوريد
2.تكرار سيناريو جائحة كورونا من حيث الازدحام وتأخر الشحنات.
على السوق الأمريكي
1.ارتفاع الأسعار متوقع جدًا، وخصوصًا في قطاعات الملابس، الإلكترونيات، وقطع الغيار.
2.قطاع التجزئة يتنفس بصعوبة، في شركات زادت أسعارها، وشركات بدأت تقلل من الطلب أصلاً.
على الصين
1.على المدى القصير: من الممكن أن تحدث طفرة في الصادرات.
2.على المدى الطويل: قد نواجه خطر فقدان الثقة في استقرار العلاقة التجارية مع أمريكا.
اقرأ أيضًا: سلاسل التوريد في خطر والضبابية تقتل الاستثمار، فمن ينقذ النمو العالمي؟
بريطانيا تُسلم مفاتيح سلاسل التوريد للصناعة الأمريكية على حساب الصين
التوقعات المستقبلية، السيناريوهات المحتملة
سيناريو 1 – لا يوجد بعد الـ90 يوم
1.العودة للرسوم الجمركية بنسبة أعلى.
2.ارتفاع أسعار السلع المستوردة بشكل جنوني في أمريكا.
3.مزيد من الاضطراب في سلاسل التوريد.
سيناريو 2 – اتفاق جديد
1.من الممكن أن تهدىء الأسواق قليلًا
2.قد يقل الضغط على الموانيء.
3.التجار يستطيعوا أن يقوموا بالتخطيط مرة أخرى على المدى الطويل.
لكن أغلب المؤشرات الآن تقول إن إدارة ترامب تنوي تكمل تصعيد، مما يولع أسعار الشحن من أول الصيف.
ختامًا، ما يحدث الآن بين الصين والولايات المتحدة ليس مجرد خلاف تجاري عابر، بل يُشبه معركة نفسٍ طويل.
التهديدات الجمركية تُثير حالة من التوتر عبر سلاسل التوريد العالمية، حيث تسابق المصانع والموانئ الزمن لتصدير أكبر قدر ممكن من البضائع قبل أن تضرب العاصفة، وما يجب أن نوضحه كمحللين اقتصاديين هو أن كل أزمة من هذا النوع لا تقتصر آثارها على طرفي النزاع فحسب، بل تمتد تداعياتها لتطال الاقتصاد العالمي بأسره، من آسيا إلى إفريقيا مرورًا بأوروبا.
Short Url


أكثر الكلمات انتشاراً