تقلبات عنيفة تلوح في الأفق، ومورجان يفجر المفاجأة: الأسواق العالمية على حافة الهاوية

عبّر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان، في تصريح صريح، عن قلقه من الرؤية السائدة بأن التخفيف في التوترات السياسية الأمريكية، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، سيؤدي إلى نهاية التقلبات الاقتصادية العالمية. 

وهذا التصريح يأتي في وقت تشهد فيه الأسواق المالية حالة من التقلب المستمر نتيجة للعديد من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية التي لم تجد حلاً بعد.

التحديات الجيوسياسية والمخاطر الاقتصادية

ديمون، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات في عالم المال والاستثمار، يعتقد أن الأسوأ لم يأت بعد. بينما تبدي الأسواق بعض التفاؤل نتيجة للاتفاقيات التجارية الأخيرة مع المملكة المتحدة والصين، إلا أن ديمون يظل حذرًا للغاية، "التقلبات ستستمر لأن هناك الكثير من عدم اليقين الذي لا يمكن تجاهله" قال ديمون في تصريحاته الأخيرة. 

فبالرغم من محاولات التهدئة، لا تزال القضايا العالمية مثل الحرب في أوكرانيا، الأزمات في الشرق الأوسط، سياسة ترامب الجمركية، والضغوط الاقتصادية الداخلية تشكل عوامل تقلبات غير متوقعة.

استمرار المخاوف من الركود

علاوة على ذلك، يرى ديمون أن الولايات المتحدة تواجه مخاطر مستمرة من الركود والتضخم، مما يعزز حالة التذبذب في الأسواق. 

بينما يعتبر أن الاستثمار في الولايات المتحدة سيكون قويًا على المدى الطويل، يحذر من أن التقلبات السوقية قد تكون ناتجة عن قضايا عالمية لم تُحل بعد، وهو ما يعزز الشكوك بشأن استقرار الأوضاع الاقتصادية في المستقبل القريب.

الحروب التجارية وأثرها على الأسواق العالمية

ديمون لم يُقنع بالاتفاقيات الأخيرة التي أبرمها البيت الأبيض مع الصين والمملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على بعض القطاعات الاقتصادية قد لا تؤدي إلى التضخم الكبير الذي يخشاه البعض، لكنها بالتأكيد ستُبقي الأسواق في حالة من عدم الاستقرار. 

كما أضاف أن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين تُعد من أبرز المصادر التي تؤثر على الأسواق العالمية.

فترة التهدئة المؤقتة، هل هي بداية الحل؟

على الرغم من تحسن الأوضاع قليلاً بعد التوقيع على الاتفاقيات التجارية مع المملكة المتحدة والصين، إلا أن ديمون يظل متشككًا في أن تلك الاتفاقيات ستكون كافية لحل جميع القضايا العالقة، "حتى بعد فترة التوقف التي استمرت 90 يومًا، لا أتوقع حلًا فوريًا يُرضي الجميع" أكد ديمون، مشيرًا إلى أن هذه التهدئة ليست سوى بداية للتعامل مع القضايا الأكثر تعقيدًا.

التوقعات المستقبلية، توازن بين التفاؤل والقلق

ومع ذلك، يُظهر ديمون بعض التفاؤل بسبب التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الإعلان عن خفض معدلات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين بنسبة 115% في آن واحد، وهو ما ساعد في تهدئة الأسواق لفترة قصيرة. 

لكنه يظل غير مقتنع بأن الحلول الجذرية ستكون قريبة، في ظل استمرار المخاوف من تصاعد التوترات مع الصين وبعض الدول الأخرى.

استمرار التقلبات في الأسواق المالية

عند الحديث عن الأسواق المالية، يُشير ديمون إلى أن هناك دائمًا "الكثير من عدم اليقين" في هذا المجال، خاصة في ظل عدم استقرار الوضع الاقتصادي العالمي. 

ومع استمرار النزاعات التجارية، قد تشهد الأسواق المزيد من التقلبات التي لا يمكن التنبؤ بها.

الاستثمار في ظل الظروف الصعبة

من جانب آخر، وفي حين أن ديمون يرى أن هناك فرصًا للاستثمار طويل الأجل في الولايات المتحدة، إلا أنه يبدي قلقه من التحديات التي قد تواجه الشركات في المستقبل القريب بسبب السياسات الخارجية التي تفتقر إلى الوضوح والاستقرار.

 الأسواق في حالة ترقب

كل هذه العوامل تؤكد أن الأسواق ليست في وضع مستقر كما يعتقد البعض، وأن التحديات القادمة قد تكون أكثر تعقيدًا. 

في هذا السياق، يبقى جيمي ديمون على موقفه، محذرًا من استمرار التقلبات التي ستظل تطبع المشهد الاقتصادي العالمي لفترة قد تكون أطول من المتوقع.