منجم «حمش» بالصحراء الشرقية، عودة مصر لخريطة إنتاج الذهب بعد نصف قرن

الخميس، 15 مايو 2025 07:52 م

منجم ذهب

في قلب الصحراء الشرقية يقع منجم “حمش”، الذي يعود جذوره للعصر الفرعوني، ويُعد هذا المنجم من المناجم مرت بمعوقات قاسية، منذ أن عاد الإنتاج منه في عام 2007.

منجم حمش، أقدم مواقع استخراج الذهب في مصر

ويُعد منجم "حمش" أحد أقدم مواقع استخراج الذهب في مصر، حيث تعود جذوره إلى العصر الفرعوني، قبل أن يعاد تشغيله في العصر الحديث كمشروع واعد يساهم في تعزيز احتياطي الدولة من المعدن النفيس، وعلى مدار قرابة عقدين، مرّ المنجم بمراحل متفاوتة من الإنتاج والتطوير، وسط تحديات إدارية وفنية واقتصادية.

عودة منجم حمش

وفي عام 2007، عاد منجم حمش إلى دائرة الضوء بإنتاج أول سبيكة ذهبية تجريبية، إيذانًا بعودة مصر إلى خريطة إنتاج الذهب بعد انقطاع دام أكثر من نصف قرن، وتوالت الإنجازات في العام التالي، مع إنتاج أول سبيكة رسمية بوزن 6.5 كجم.

وبحلول عام 2019، وصل إجمالي إنتاج المنجم إلى نحو 125 كجم. ثم شهد عام 2020 طفرة واضحة بإجمالي إنتاج بلغ 232 كجم، نُقّيت جميعها إلى درجة نقاء 9999 وسُلّمت للبنك المركزي المصري، كما تميز العام ذاته بإنتاج مجزأ : 9 كجم في يناير، و27 كجم في أبريل، و93 كجم في أغسطس.

إنتاج منجم حمش في 2021

وفي عام 2021، بلغ الإنتاج نحو 227 كجم، قُدرت قيمته السوقية بنحو 193 مليون جنيه مصري، ووضعت الشركة خطة لرفع الإنتاج إلى 360 كجم في عام 2022، في خطوة استهدفت تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة وزيادة مساهمة المنجم في دعم الاقتصاد الوطني.

وأما في عام 2024، فقد شهد المنجم مرحلة جديدة من التعاون مع القطاع الخاص، من خلال شراكة مع رجل الأعمال "روماني عيسى"، والذي ساهم في تنقية 9 سبائك ذهبية داخل مصر بدلًا من إرسالها للخارج، ما وفّر نفقات باهظة على الدولة.

استئناف الإنتاج في منجم حمش

وتتطلع شركة "حمش مصر لمناجم الذهب" إلى استئناف الإنتاج بقوة خلال عام 2025، بعد فترات من التوقف والركود، وتؤكد الإدارة الجديدة أن المنجم يمتلك مقومات واعدة تؤهله ليكون أحد الأعمدة الأساسية في قطاع التعدين المصري خلال السنوات المقبلة.

اقرأ أيضا:

منجم السكري يلمع بـ5.9 مليون أوقية ذهب، مصر تكتب فصلاً جديدًا في كنوزها المعدنية

منجم المغارة، قصة 72 مليون طن من الفحم الضائع في صحراء سيناء

أزمات منجم حمش للذهب

منجم حمش للذهب، الواقع في الصحراء الشرقية بمصر، مرّ بعدد من الأزمات والتحديات التي أثرت على سير العمل والإنتاج. فيما يلي أبرز الأزمات التي واجهها المنجم:

ففي عام 2012، توقفت عمليات استخراج الذهب بشكل كامل، بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها مصر، مما أدى إلى توقف العمل والإنتاج بالمنجم، وفي عام 2018، كانت هيئة الثروة المعدنية بصدد إلغاء عقد استغلال المنجم بسبب تراجع الأداء وعدم التزام المستثمرين بالاستثمارات اللازمة.

وفي عام 2022، كشفت لجنة تقصي حقائق من مجلس النواب عن وجود مخالفات بيئية جسيمة في منجم حمش، منها استخدام عوازل بلاستيكية غير مطابقة للمواصفات في أحواض الترسيب، ما تسبب في تسرب مادة "سيانيد" السامة إلى المياه الجوفية وإتلاف التربة لمدة عشر سنوات على الأقل، كما تم رصد نفوق أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة نتيجة عدم اتباع أساليب بيئية سليمة.

وتقدّم النائب محمد الجبلاوي بطلب إحاطة في مجلس النواب بشأن مخالفات إدارية ومالية في منجم حمش، متهمًا القائمين على المنجم بإهدار المال العام وسوء الإدارة، وأيضًا تم الكشف عن وجود اتفاقية للبحث عن الذهب تم توقيعها في عام 1999، إلا أنها ما زالت سارية رغم انتهاء مدتها في عام 2003، ما يثير تساؤلات حول جدوى استمرارها.

إنتاج منجم حمش 9 سبائك

وفي عام 2024، تم إنتاج 9 سبائك ذهبية بالشراكة مع رجل الأعمال روماني عيسى، الذي قام بتنقية الذهب داخل مصر بدلاً من إرساله للخارج، ما وفر نفقات باهظة على الدولة، ومنجم حمش واجه تحديات تشغيلية وفنية خلال السنوات الماضية، ما أثر على استمرارية الإنتاج.

وأكد المهندس عاصم صديق، رئيس شركة "حمش مصر لمناجم الذهب"، أن الشركة تمتلك إمكانات واعدة وأصولًا ثابتة ومعدات تمكنها من العودة للإنتاج والمساهمة في الاقتصاد الوطني.

Short Url

أخبار متعلقة