أوبك تلعبها بحذر، تثبيت توقعات الطلب على النفط رغم انخفاض النمو الاقتصادي العالمي
الخميس، 15 مايو 2025 02:03 م

إنتاج النفط
تحليل/ ميرنا البكري
رغم كل التغييرات التي تحدث في الاقتصاد العالمي، قررت منظمة (أوبك+) أن تثبت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025 عند 1.3 مليون برميل يوميًا، وهو نفس الرقم الذي أقرته في تقريرها الشهر الماضي، لكن هذ ليس مؤشر على استقرار السوق بل معناه إنهم يفكروا بحذر، خصوصًا بعد ما واجهنا تذبذب كبير في تقديرات الطلب خلال الشهور الماضية.

الطلب يتراقص على حبال الاقتصاد
خلال آخر 5 شهور من 2023، أوبك كانت تقلل كل شهر من توقعاتها لنمو الطلب، حتى هبطت التقديرات لـ 27%.
وعندما دخلنا على عام 2024، أثبتوا إن التوقعات عند 1.4 مليون برميل في أول 3 شهور.لكن فجأة، وفي تقرير أبريل، قاموا بتقليل الرقم لـ 1.3 مليون برميل بسبب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها أمريكا، والتي سببت قلق كبير في حركة التجارة والنمو.
اقرأ أيضًا: أوبك تعلن توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط
رسوم أمريكا حادة، والطلب يتراجع
الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية لا تؤثر على حركة البضائع فقط، بل أيضًا أثرت على حركة البترول
كما إن الطلب المتوقع للربع الأخير من 2024 وصل لـ 106.2 مليون برميل في اليوم، وهو أقل بـ 200 ألف برميل من توقعات أبريل، وفي 2025، التوقعات مازالت ثابتة على 105 مليون برميل يوميًا، أما في 2026، التوقعات ارتفعت قليلًا لـ 106.28 مليون برميل، ولكن هذا أقل من التوقع السابق.

المعروض يفقد توازنه، والإمدادات تقل
الغريب إن الطلب لا يتأثر لوحده، لكن أيضًا المعروض من خارج أوبك+ بدأ ينخفضن وقال التقرير إن نمو الإمدادات من الدول خارج التحالف سيهبط لـ 0.8 مليون برميل يوميًا في 2024 و2025، بدلًا من 0.9 مليون في توقعات الشهر الماضي، وكان في الماضي متوقع يصل لمليون كامل، أي العالم يتنفس أبطأ.
اقرأ أيضًا: انخفاض إنتاج أوبك رغم قرارات بالزيادة، ما السبب؟
تراجع النمو الاقتصادي يضغط على السوق
كما قللت أوبك من توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2025 من 3% إلى 2.95%، وذلك بسبب ضعف النمو في الولايات المتحدة الذي هبط من 2.1% لـ1.7%،أما الصين فالتوقعات ثابتة عند 4.6%، واتضح إن الرسوم الجمركية تؤثر على الاقتصاد بأكمله وليس على النفط فقط.
بالنسبة لإنتاج دول أوبك+، فالتقرير كشف إن إنتاجهم انخفض في أبريل بحوالي 106 ألف برميل يوميًا مقارنة بمارس، وسجل 40.916 مليون برميل، وإيران قللت إنتاجها بـ30 ألف برميل، والسعودية زودت إنتاجها بـ48 ألف برميل، ووصلت لأكثر من 9 مليون برميل يوميًا.وكل ذلك رغم إن التحالف أعلن إنه سيزود الإمدادات.
ختامًا، الأحداث الآن في سوق النفط أشبه برقصة بين الطلب والمعروض، وكل طرف يتحرك بحذر، والرسوم الجمركية تعيق النمو العالمي، كما إن التغير في إنتاج الدول الكبيرة كلها يجعل السوق غير مستقر، ومن الواضح إن أوبك تلعبها في المنطقة الآمنة، ولن تندفع بتوقعات جديدة وسط هذه الغيوم.
Short Url
من التحديات للفرص، 8 حلول تجعل المرأة شريك اقتصادي حقيقي
15 مايو 2025 04:19 م
«عودة تسلا إلى نادي التريليون» بين الحقائق القاتمة والحماسة السوقية الزائدة
15 مايو 2025 03:20 م
كيف يمكن أن تؤثر وحدات التغويز العائمة على الاقتصاد المصري؟
14 مايو 2025 02:18 م


أكثر الكلمات انتشاراً