ملهمًا لفاقدي البصر، ليبي يحترف تصليح الأجهزة الكهربائية
الأربعاء، 14 مايو 2025 04:30 ص

فني تصليح أجهزة كهربائية في ليبيا
يشتهر فاروق سعيد في مدينة بنغازي الليبية بإصلاح الأجهزة الكهربائية، لكن هذا ليس وحده ما يجذب الزبائن إليه ويكسبه ثقتهم، إذ يعتبره كثير منهم نموذجا ملهما يستحق التشجيع والدعم بفضل مهارته الفنية ومسيرته الإنسانية التي تجسد رحلة تحد للإعاقة البصرية.
ورغم أنه كفيف يبرع سعيد في إصلاح أجهزة الغسالات والثلاجات بفضل دأبه وحرصه على التعلم المستمر عبر التطبيقات الصوتية وإتقان استخدام الأدوات الإلكترونية الحديثة مثل الأفوميتر الصوتي.

رحلة التحدي والتحول من فقدان البصر إلى مساعدة الآخرين
لكن هذه الرحلة لم تكن ممهدة منذ البداية لأن صاحبها عانى من انتكاسات متعددة شكلت كل منها نقطة تحول في مشواره حتى استطاع أن ينجو بنفسه ويمد يد المساعدة إلى غيره من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبحسب رويترز، يقول سعيد إنه لم يكن كفيفًا عندما ولد عام 1968 لكن بصره خفت تدريجيا وهو في المدرسة حتى لم يعد قادرا على رؤية الكتابة وتم طرده من التعليم وهو بالصف الثاني الابتدائي، الأمر الذي ترك في نفسه جرحا غائرا.
وفي ورشة كهرباء بسيطة يعمل فيها والده وضع الفتى يده على أول الطريق وتحسس خطاه فتعلم إصلاح الأجهزة بالاعتماد على حواسه التي تحولت إلى أدوات عمل لا تخطئ.
ولاحقا، اقترن سعيد بزوجة كفيفة أنجب منها أربعة أبناء بينهم ثلاثة مكفوفين وهو ربما ما جعله يفكر أكثر في مساعدة غيره من فاقدي البصر وتعليمهم مهارات كسب العيش.

فاروق سعيد من إصلاح الأجهزة الكهربائية إلى تقديم الدعم للمكفوفين
وفي حي سيدي حسين في بنغازي وجد الفني الماهر المظلة التي يستطيع من خلالها توسيع الدائرة وتعميم الفائدة فبرزت موهبته في التدريب، وأثبت أنه ليس مدربا عاديا لأن تلامذته جميعا من المكفوفين الذين ضاقت بهم السبل فكان لهم المعلم والصديق.
ولعبت الجمعية التي تأسست عام 1961 دورا ملموسا خلاص العقود الماضية في تأهيل وإعداد المئات من المكفوفين لسوق العمل رغم شح مواردها وضعف إمكاناتها.
لكن مع اقترابه من سن الستين يصر سعيد على ترك أثر أعميق في محيطه ويحلم بإنشاء ورشة متكاملة قوامها من المكفوفين فقط ليساعدهم على بناء حياتهم وفتح آفاق جديدة.
ويعتبر أن "الدولة لم تقدم شيئا" للمكفوفين لكنه يكاد يكون واثقا من قدرته على إمداد غيره بالمساعدة التي لم تتوفر له في الصغر.

Short Url
لماذا تتذيل WE قائمة المحافظ الإلكترونية في مصر؟ خبير يوضح الأسباب والحلول
13 مايو 2025 06:50 م
«بين الفنتانيل والجمركة»، بكين تُدين وواشنطن تنزف.. من يصنع السم ومن يدفع الثمن؟
13 مايو 2025 01:31 م


أكثر الكلمات انتشاراً