ريادة الأعمال تنتعش في الشرق الأوسط، السعودية تقود وتمويل قياسي في أبريل

الثلاثاء، 13 مايو 2025 07:07 م

الاستثمار الجريء

تحليل/ كريم قنديل

شهد مشهد ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انتعاشًا غير مسبوق في أبريل 2025، حيث قفز حجم التمويل إلى 228.4 مليون دولار عبر 26 صفقة ما يمثل نموًا شهريًا بنسبة 105%، وزيادة سنوية مذهلة قاربت 300%.

السعودية تقود مشهد التمويل بصفقة واحدة فارقة

تصدرت المملكة العربية السعودية المشهد بلا منازع، محققة 158.5 مليون دولار من التمويل عبر 8 صفقات، مدفوعة بشكل أساسي بجولة ما قبل الاكتتاب العام لشركة iMENA Group، والتي تقود الاستثمار في الشركات الرقمية والتكنولوجية نحو العالمية، والتي جمعت 135 مليون دولار بمفردها في إشارة واضحة إلى تصاعد زخم الاستثمارات المتأخرة ونضج السوق السعودي.

الإمارات في الصدارة من حيث النشاط

ورغم أن الإمارات لم تتصدر من حيث القيمة، إلا أنها احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الصفقات بقيمة 9 صفقات، وجمعت 62 مليون دولار، ما يؤكد استمرار دبي وأبوظبي كمحورين نشطين لصفقات رأس المال الجريء في المنطقة.

المغرب يصعد ومصر تتراجع

صعد المغرب إلى المركز الثالث في مفاجأة لافتة، بعد أن استقطب 4 ملايين دولار عبر شركتين ناشئتين، بينما سجلت مصر تراجعًا حادًا، إذ جمعت أربع شركات ناشئة فقط 1.5 مليون دولار ما يطرح تساؤلات حول مناخ الاستثمار وحالة السوق المصري حاليًا.

بينما العراق عاد للساحة بصفقة قيمتها مليون دولار بعد غياب، فيما سجلت البحرين نفس الرقم، وجذبت سلطنة عمان استثمارًا صغيرًا بقيمة 100 ألف دولار.

المستثمرون يفضلون التمويل عبر الأسهم لا الديون

أحد أبرز مؤشرات هذا الشهر هو غياب تام لصفقات التمويل عبر الديون، في دلالة على تعافي الثقة في تمويل الأسهم المباشرة، وهو ما يعد إشارة إيجابية إلى نضوج البيئة الاستثمارية وسلامتها المالية.

Picture background — **التقنية المالية**

التقنية المالية تتصدر والسفر الإلكتروني يعود

استحوذ قطاع التقنية المالية Fintech على النصيب الأكبر من شهية المستثمرين، محققًا 44 مليون دولار عبر 7 صفقات، كما شهد قطاع تكنولوجبا السفر Traveltech انتعاشًا مفاجئًا مدفوعًا بجولة تمويلية لشركة HRA Experience، أما قطاع التجارة الإلكترونية، فاستقطب 2.5 مليون دولار عبر ثلاث شركات.

من اللافت أيضًا عودة شركات SaaS المتخصصة في البرمجيات كخدمة إلى واجهة المشهد، حيث جمعت 1.8 مليون دولار عبر 3 صفقات، بعد شهور من التراجع خلال الربع الأول من العام.

الشركات الناشئة في مراحلها الأولى تهيمن

رغم وجود صفقة كبيرة في المرحلة المتأخرة لمجموعة iMENA، فإن الاستثمارات المبكرة هيمنت على الشهر، إذ جمعت 49 مليون دولار عبر 20 صفقة، ما يؤكد إصرار المستثمرين على اكتشاف الجيل الجديد من الشركات الواعدة.

فجوة التمويل بين الجنسين تتسع

في تطور مقلق، استمرت تراجعات التمويل للشركات النسائية، حيث لم يتجاوز إجمالي التمويل الموجه إلى مؤسسات تقودها نساء 500 ألف دولار فقط، أي أقل من 3% من إجمالي الاستثمارات المعلنة، في المقابل حصدت الشركات بقيادة رجال 97% من التمويل، فيما ذهبت 6.5 مليون دولار إلى ثلاث شركات بقيادة مشتركة بين الجنسين.

نماذج الأعمال B2B يقفز للصدارة

من حيث نماذج الأعمال، تفوق النموذج من شركة إلى شركة (B2B) بوضوح، حيث استقطب 180 مليون دولار عبر 12 صفقة، مدعومًا بجولة شركة iMENA، وجاء النموذج من شركة إلى مستهلك (B2C) في المرتبة الثانية بـ43 مليون دولار عبر 7 صفقات، بينما توزعت البقية على شركات هجينة تقدم خدمات B2B وB2C معًا.

المنطقة تنتقل من الجمود إلى الزخم بسرعة غير مسبوقة

تؤكد أرقام أبريل 2025 أن البيئة الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولًا جذريًا نحو النضج والاتساع، فمع اختفاء التمويل القائم على الديون، وتسجيل جولات ضخمة، وعودة قطاعات كانت خاملة، بدأت المنطقة تكتب فصلًا جديدًا في مشهد الشركات الناشئة.

السعودية تتقدم بثبات نحو ريادة التكنولوجيا في المنطقة، والإمارات تواصل تأكيد مكانتها كمركز للصفقات، فيما تتحسس دول أخرى مثل المغرب طريقها نحو الخارطة الاستثمارية.

لكن يبقى التحدي الأكبر أمام المنطقة هو سد الفجوة بين الجنسين في التمويل، وتعزيز شمولية الفرص، بما يضمن نموًا أكثر عدالة واستدامة على المدى الطويل.

Short Url

أخبار متعلقة