"إيفا فارما" في السعودية، من توسع خارجي إلى شراكة استراتيجية إقليمية

الثلاثاء، 13 مايو 2025 03:16 م

الشراكة بين مصر والسعودية

تحليل/ ميرنا البكري

في خطوة جريئة تؤكد قوة الصناعة الدوائية المصرية، تستعد شركة "إيفا فارما" المصرية لاقتحام السوق السعودي بخطة توسعية ضخمة، تنوي الشركة أن تفتح من خلالها 5 مصانع في السعودية، ضمن مجمع صناعي موحّد، باستثمارات تصل إلى 500 مليار ريال سعودي.

كما يستهدفوا أيضًا تشغيل المصانع بالكامل قبل نهاية 2026م، مع تشغيلٍ تجريبيٍ في الربع الأخير من 2025م، وهذا ليس مجرد توسع، بل نقلة نوعية تحول "إيفا فارما" من شركة رائدة في مصر، لشريك استراتيجي في خطط السعودية لتوطين صناعة الدواء.

اقرأ أيضًا: «إيفا فارما» تستهدف الاستحواذ على 4,5% من السوق السعودية بحلول 2030

ملف:شعار شركة إيفا فارما.png - ويكيبيديا — **شركة "إيفا فارما"**

مصانع "إيفا فارما" بالسعودية، استثمار ذكي في وقت حاسم

وتبني إيفا فارما مجمعًا صناعيًا متكاملًا في السعودية في وقت حاسم، سيتكون من 5 مصانع متنوعة، إضافة إلى مركز بحث وتطوير، فالمصانع ستكون مختصة في مجالات مختلفة مثل:- (مصنع للأقراص والكبسولات، مصنع لأدوية الأورام والمناعة، مصنع للأدوية البيطرية، مصنع للقاحات، وأخيرًا مصنع لمنتجات العناية الشخصية).

ويجعل هذا الأمر، المجمع مركزًا دوائيًا متكاملًا، يقدم حلولًا في أكثر من مجال صحي، والهدف هو إنتاج أكثر من 100 صنفٍ دَوائي، وتصدير 15% على الأقل من الإنتاج لأسواق إقليمية، مثل الخليج وشمال إفريقيا.

توطين الصناعة، السعودية ومصر وشراكة استراتيجية

وتعمل السعودية الآن على خطة ضخمة لتوطين صناعة الأدوية، كجزءٍ من "رؤية 2030"، حيث تدخل "إيفا فارما" كشريك رئيسي في هذه المعادلة، فيما تنوي الشركة أن تنقل خبرتها المصرية للسوق السعودي، خصوصًا بعد نجاحها في تصنيع المادة الخام للريمديسيفير وقت كورونا، لتصبح أول شركة عربية تفعل ذلك، كما تصنع الآن الأنسولين بالشراكة مع "Eli Lilly" الأميركية، لتصدره بعد ذلك لأكثر من 60 دولة.

أرقامٌ تتحدث، سوق ضخم ومستقبل واعد

وتستثمر إيفا فارما 500 مليون ريال في المجمع الجديد، ما خلق حوالي 800 فرصة عمل نصفهم للسعوديات، كما تستهدف الشركة الاستحواذ على 4.5% من السوق السعودي في مجال الأدوية بحلول 2030م، وأيضًا تساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، من خلال توفير 6% من واردات الأدوية السنوية، مع توقعٍ بأن سوق الرعاية الصحية في السعودية، سيصل لـ250 مليار ريال بحلول 2030م، حيث جاء هذا الاستثمار في توقيت ذهبي فعلًا.

دعم حكومي وتحالفات استراتيجية، الأرض ممهدة

إيفا فارما لن تدخل المشروع بمفردها، بل تعمل بالتعاون مع جهات قوية في السعودية مثل نوبكو، التي تُعد الشركة الوطنية للشراء الموحد، وهيئة المحتوى المحلي، وهيئة كفاءة الإنفاق، وهذا التعاون يعطي للمشروع دعمًا مؤسسيًا كبيرًا، ما يعزز فرص نجاحه، خصوصًا أنه يركز على تصنيع أدوية حيوية مثل أدوية السرطان، والمناعة، والسكري، التي لها طلبٌ كبيرٌ في السوق.

اقرأ أيضًا: «إيفا فارما» تبدأ إنتاج الأنسولين محليًا وتستهدف صادرات بـ100 مليون دولار

شركات مصرية أخرى تدخل اللعبة

ليست "إيفا فارما" فقط التي ترى لنفسها فرصة في المملكة، حيث وقعت "جيبتو فارما"، وعدد من الشركات المصرية، عقودًا بـ4 مليار جنيه مع مشاريع دوائية سعودية لنقل تكنولوجيا التصنيع، وهو ما يعكس رغبة واضحة في التكامل الصناعي بين مصر والسعودية.

توقعات مستقبلية، التحول لمركز دوائي إقليمي

ومن المتوقع أن تتحول “إيفا فارما” لمركز إقليمي لتصدير الدواء من السعودية لدول الخليج وشرق إفريقيا، مستفيدة من البنية التحتية والتنظيم السعودي القوي، كما أن إنشاء مصانع للأدوية الحيوية واللقاحات في السعودية، سيساهم في تقليل فاتورة الاستيراد الضخمة، ويعزز الأمن الصحي الوطني.

وتستطيع الشركات الدوائية المصرية، أن تفتح أسواقًا جديدة لتنقل خبراتها للخليج، الأمر الذي يدعم الصادرات المصرية والعملة الصعبة.

ختامًا، انطلاق إيفا فارما في السعودية، ليس مجرد توسع خارجي، بل شراكة اقتصادية وصناعية تقوي الصناعات الدوائية في مصر والسعودية مع بعض، وهي خطوة ذكية في توقيتٍ حساسٍ خاصةً أن الدول كلها، أصبحت تبحث عن تحقيق أمن صحي ذاتي، كما تحاول تبني سلاسل توريد محلية بدلًا من الاعتماد على التصدير من الخارج.

Short Url

أخبار متعلقة