«الإسكان الميسّر» سلاح العدالة الاجتماعية في وجه غول الغلاء
الإثنين، 12 مايو 2025 01:41 م

الإسكان الميسر ركيزة أساسية في رفاهية المجتمع
دنيا عبدالرازق
يُعد الإسكان الميسّر ركيزة أساسية لرفاهية المجتمع وأحد أعمدة الاستقرار الاقتصادي، إذ تتجاوز أهميته مجرد توفير مأوى إلى خلق بيئة مستدامة تُمكّن الأفراد والأسر من الازدهار دون تحمل أعباء مالية مرهقة.
ومع التوسع الحضري والنمو السكاني المتسارع، بات توفير خيارات سكن ميسورة التكلفة تحديًا محوريًا أمام صُنّاع السياسات والمطورين على حد سواء.

إيجابيات الإسكان الميسّر
1. زيادة الاستقرار المالي
يسهم الإسكان الميسّر في تقليل الأعباء المالية على الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، إذ تُخصص نسبة أقل من الدخل الشهري لتكاليف السكن.
هذا يتيح للعائلات توجيه مواردها نحو التعليم، الرعاية الصحية، والمدخرات، مما يعزز من الاستقرار المالي والنمو الاجتماعي.
2. تحفيز الاقتصاد المحلي
عندما يُخفّف العبء السكني، يزداد الإنفاق المحلي، مما يدعم التجار والمشاريع الصغيرة. كما أن بناء وصيانة الوحدات السكنية يولّد فرص عمل، وينشط سلاسل الإمداد من مواد البناء إلى الخدمات اللوجستية.
3. تعزيز التماسك الاجتماعي
يُعزّز السكن الميسور التكلفة من التكامل المجتمعي عبر السماح لأشخاص من خلفيات اجتماعية واقتصادية متنوعة بالعيش في نفس المناطق. هذا يخلق بيئة اجتماعية أكثر تماسكًا وتفاهمًا بين السكان.
4. تحسين الحالة الصحية
أثبتت الدراسات أن الاستقرار السكني يحسن من الصحة النفسية والجسدية، ويقلل من مستويات التوتر المرتبطة بالضغوط الاقتصادية وظروف السكن السيئة، ما ينعكس إيجابًا على جودة حياة السكان، خصوصًا الأطفال.
5. فوائد بيئية مستدامة
غالبًا ما تُشيّد مشاريع الإسكان الحديثة باستخدام تقنيات البناء الأخضر، مما يقلل من استهلاك الطاقة ويُحسّن كفاءة الموارد، إلى جانب خفض تكاليف المرافق الشهرية على السكان.
6. خلق فرص عمل متنوعة
يشمل تطوير الإسكان الميسور سلسلة من التخصصات، من المهندسين المعماريين إلى الفنيين ومديري العقارات، ما يدعم سوق العمل المحلي ويوفّر وظائف مستدامة في المجتمعات المستهدفة.
7. توفير الأمان للفئات الضعيفة
يوفر السكن الميسور الأمان والاستقرار لكبار السن، ذوي الإعاقة، والأسر محدودة الدخل، مما يخفّض من احتمالات التشرد، ويسهّل حصولهم على خدمات اجتماعية وصحية أساسية.

سلبيات الإسكان الميسّر
1. إمكانية انخفاض قيمة العقارات المجاورة
قد تثير بعض مشاريع الإسكان الميسور القلق بين السكان المحليين بشأن انخفاض قيمة ممتلكاتهم، خاصة إذا أُهملت صيانة تلك المشاريع أو لم تُدمج بشكل مناسب في النسيج العمراني المحيط.
2. ضغوط مالية على الحكومات المحلية
يتطلب تنفيذ برامج الإسكان الميسور تمويلاً عاماً كبيراً، وهو ما قد يُرهق الميزانيات الحكومية، خصوصًا في ظل القيود المالية، ما يؤدي أحيانًا إلى تقليص تمويل قطاعات حيوية كالصحة والتعليم.
3. مخاطر سوء الصيانة والإهمال
في غياب إدارة فعالة، قد تتحول المشاريع إلى بؤر للتدهور العمراني نتيجة ضعف التمويل أو الفساد الإداري، مما يضر بالسكان والمجتمع على المدى الطويل.
4. الوصم الاجتماعي
يواجه سكان بعض المجمعات السكنية الميسورة وصمة اجتماعية ناتجة عن الصور النمطية حول الفقر، ما يؤثر سلبًا على احترامهم لذاتهم ويخلق فجوة في تعاملهم مع المجتمع المحيط.
5. ندرة وتنافسية عالية
رغم ارتفاع الحاجة، تظل خيارات الإسكان الميسور محدودة، ما يؤدي إلى قوائم انتظار طويلة وحرمان العديد من الأسر من الحصول على السكن المناسب في الوقت المناسب.
6. ضعف الحوافز الاستثمارية
قد يُحجم المستثمرون والمطورون عن التوسع في هذه المشاريع نظرًا لانخفاض هامش الربح، ما يؤدي إلى ضعف المشاركة من القطاع الخاص، وتباطؤ التجديد العمراني في بعض الأحياء.

التوازن ضرورة
رغم التحديات، يبقى الإسكان الميسور ضرورة لا غنى عنها لضمان استقرار المجتمعات وتنميتها.
ولكي ينجح، يتطلب مزيجًا من الإرادة السياسية، التمويل الذكي، والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
فالعائد ليس فقط سكنًا ميسرًا، بل مجتمع أكثر عدلاً وتماسكًا.

Short Url
«البرلسي» للتطوير العقاري الراعي الرسمي لمعرض «D Plus Expo» في الدقهلية
12 مايو 2025 03:15 م
تفاصيل 10686 وحدة سكنية مطروحه للحجز حالياً بمشروع "ديارنا" والمدن المتاحة
12 مايو 2025 02:53 م
أثناء مناقشات الجلسة العامة، رئيس المجلس يطالب بحلول تكنولوجية لضبط الحضور
12 مايو 2025 02:32 م


أكثر الكلمات انتشاراً