الإثنين، 12 مايو 2025

02:05 م

هدوء في الحرب التجارية، تراجع الذهب وصعود النفط مع خفض الرسوم الجمركية

الإثنين، 12 مايو 2025 11:41 ص

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

شهيرة أحمد

في خطوة تعكس انفراجة مؤقتة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت الولايات المتحدة والصين عن اتفاق مبدئي تضمن خفض مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة، في محاولة لتهدئة التوترات التجارية المتصاعدة وإتاحة فرصة جديدة لمواصلة المفاوضات.

ويأتي هذا التحرك بعد أشهر من التصعيد المتبادل الذي ألقى بظلاله على الأسواق العالمية، وأدى إلى تقلبات حادة في أسعار الذهب والنفط، وسط ترقب المستثمرين لأي مؤشرات على انفراجة محتملة.

وأعلن عن الاتفاق المبدئي، في بيان مشترك صدر من جنيف، بالتزامن مع مؤتمر صحفي عُقد اليوم الاثنين، أكد فيه مسؤولون من الجانبين على التوصل إلى تفاهمات مهمة، أبرزها إنشاء آلية حوار اقتصادي جديدة.

اقرأ أيضًا: هدنة تجارية كبرى، الصين وأمريكا تخفضان الرسوم الجمركية بشكل مفاجئ لمدة 90 يومًا

خفض الرسوم.. مهلة جديدة لتسوية الخلافات

وفقاً للبيان، ستقوم الولايات المتحدة بخفض الرسوم الجمركية المفروضة على معظم الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بما في ذلك المنتجات المرتبطة بمادة الفنتانيل، على أن يبدأ تنفيذ القرار بحلول 14 مايو الجاري. 

وفي المقابل، أعلنت الصين عن تقليص الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%.

وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت، إن المناقشات كانت قوية ومثمرة، مؤكداً عدم وجود نية لدى الطرفين لفك الارتباط الاقتصادي. 

وذكر البيان المشترك أن الجانبين سيسعيان إلى تأسيس آلية مستدامة لتعزيز الحوار التجاري والاقتصادي.

اقرأ أيضًا: الحرب التجارية الجمركية، هل تصبح مصر طوق النجاة لصادرات الصين؟

ارتياح في الأسواق.. ولكن بحذر

وانعكست هذه الأنباء بشكل فوري على الأسواق العالمية، حيث شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً نتيجة انحسار المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية، مما قلص من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

أسعار الذهب بعد تحسن العلاقات التجارية

وتراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% ليسجل 3286.86 دولاراً للأوقية، كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.6% إلى 3291.60 دولاراً، وفقًا لما ذكرته رويترز.

ويرتبط أداء الذهب عادة بالتقلبات الاقتصادية والسياسية، حيث ينظر إليه كأداة تحوط، خاصة في فترات انخفاض أسعار الفائدة، وهو ما يجعل أي مؤشرات على الاستقرار الاقتصادي سبباً في تراجع الطلب عليه.

أسواق النفط تلتقط الإشارات الإيجابية

على النقيض من الذهب، استفادت أسعار النفط من التفاؤل الناتج عن التقدم في المفاوضات بين أمريكا والصين وارتفعت بأكثر من 3% من بعد الإعلان عن المفاوضات المبدئية بين البلدين وتعليق الرسوم الجمركية.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.50% لتصل إلى 64.23 دولاراً للبرميل، كما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.57% لتسجّل 61.37 دولاراً للبرميل.

وكان الخامان القياسيان قد سجلا مكاسب أسبوعية تتجاوز 4% في الأسبوع السابق جلسة يوم الجمعة، مدعومة بتوقعات الأسواق بإمكانية إنهاء النزاع التجاري الذي طالما أثر سلبا على حركة التجارة العالمية والطلب على الخام.

الاحتياطي الفيدرالي.. والقلق من التضخم والبطالة

يأتي هذا التغير في المشهد الاقتصادي بعد أيام من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، محذراً في الوقت ذاته من تصاعد المخاطر المرتبطة بالتضخم والبطالة. 

ورغم هذا الحذر، إلا أن مؤشرات تهدئة التوترات التجارية عززت التفاؤل العام، لا سيما في أسواق الطاقة.

اقرأ أيضًا: حركة الشحن في مهب الريح، الحرب التجارية تعصف بالممرات البحرية العالمية (تفاصيل)

هل الاتفاق دائم؟.. التاريخ لا يبعث على الاطمئنان

ورغم وصف البيت الأبيض للخطوة الأخيرة، في بيان صدر يوم الأحد، بأنها "اتفاق تجاري"، إلا أن الشكوك لا تزال تحيط بمدى استمرارها، الصين تطالب بإزالة كل الرسوم الجمركية المفروضة خلال العام لا تزال تصطدم مع الأهداف الأمريكية الرامية إلى تقليص العجز التجاري.

ورغم ترحيب الأسواق بالتطورات الأخيرة التي تدل على تقدم ملحوظ، إلا أن التاريخ يشير إلى أن إمكانية الوصول إلى اتفاق قد يستغرق وقتًا طويلًا، وقد يكون غير ممكن، وفقًا للمحللين.

ويحذر المراقبون للأسواق من تكرار سيناريو 2018، حين اتفقت أمريكا والصين على تهدئة النزاع قبل أن تنهار الاتفاقات سريعاً، وتدخل العلاقة التجارية في دوامة جديدة استمرت لأكثر من 18 شهراً، قبل توقيع اتفاق "المرحلة الأولى" التجاري في يناير 2020.

عائدات السندات ترتفع.. والأسواق تترقب الخطوة التالية

في ضوء هذه التطورات، ارتفع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له خلال شهر، في مؤشر على تغير توقعات المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد والسياسات النقدية. 

وبينما تراقب الأسواق عن كثب ما ستسفر عنه المفاوضات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، يبقى الأمل معلقاً على إمكانية الوصول إلى اتفاق شامل ومستدام يعيد الاستقرار للعلاقات الاقتصادية بين العملاقين.

Short Url

showcase
showcase
search