الخميس، 08 مايو 2025

09:03 م

الحرب التجارية الجمركية، هل تصبح مصر طوق النجاة لصادرات الصين؟

الخميس، 08 مايو 2025 01:33 م

الصين تبحث عن أسواق بديلة

الصين تبحث عن أسواق بديلة

شهيرة أحمد

في ظل اشتداد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، تجد الشركات الصينية نفسها مضطرة لإعادة رسم خرائطها التصديرية بحثًا عن مخارج بديلة للأسواق الأمريكية التي باتت أكثر تعقيدًا وغلاء بفعل الرسوم الجمركية التصاعدية.

وبينما تعيد واشنطن وبكين ترتيب أوراقهما الاقتصادية، بدأت شركات صينية كبرى في طرق أبواب أسواق غير تقليدية، من بينها السوق المصري، الذي يُنظر إليه كمنفذ استراتيجي لتجاوز العقوبات ومواصلة التوسع العالمي.

"بيفا" الصينية تبحث عن مخرج عبر مصر لتجاوز تداعيات الحرب التجارية

اتجهت الشركات الصينية لتوسيع أسواقها بعيدًا عن الولايات المتحدة، مستكشفة فرصًا جديدة في بلدان آخرى مثل مصر، في محاولة لتفادي الرسوم الجمركية المتصاعدة.

ضربة قوية لصادرات الصين.. وبحث عن بدائل

أجبرت الحرب التجارية المشتعلة بين الصين والولايات المتحدة واحدة من كبرى شركات تصنيع الأقلام والقرطاسية في الصين، "مجموعة بيفا" Beifa Group، على إعادة حساباتها.

واضطرت الشركة التي تحقق نحو 40% من مبيعاتها من السوق الأمريكي، إلى إلغاء عدة صفقات منذ أبريل الماضي، بعدما رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معدلات الرسوم الجمركية.

وبعد انهيار فعلي في شحنات التصدير إلى أمريكا، بدأ مؤسس شركة "بيفا"، في البحث عن أسواق بديلة، حيث زار دولاً بعيدة من بينها مصر، في محاولة لإيجاد شركاء جدد والحفاظ على مستقبل شركته، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة SCPM الصينية.

مصر كـ"محطة التفاف" استراتيجية

وتسعى شركة "بيفا" لمواصلة التصدير إلى أمريكا، كما تعمل حاليًا على الالتفاف عبر دول ثالثة لتجاوز العقوبات الجمركية كحل بديل.

وتبلغ قيمة صادراتها السنوية إلى السوق الأمريكي نحو 60 مليون دولار، مما يعني أن مستقبل مئات الوظائف على المحك. ومعرضة للخطر.

وقال "كيو بوجينج"، نائب رئيس الشركة ونجل مؤسسها، إن التصدير إلى أمريكا يشهد تقلبات حادة، مؤكدًا أن عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل الرسوم الجمركية يعطل خطط التوسع.

وأضاف كيو، في تصريح لصحيفة South China Morning Post، ، إن مصر تبرز كخيار مثالي بسبب عجزها التجاري مع الولايات المتحدة، ما يجعلها، حتى الآن، في مأمن من الزيادات الكبيرة في التعريفات الأمريكية، إذ لا تواجه سوى زيادة أساسية قدرها 10%.

حرب رسوم شرسة وتداعيات داخلية

منذ إعلان ترامب ما عرف  بـ"يوم التحرير" في 2 أبريل، فرض تعريفات جمركية إجمالية بنسبة 145% على واردات الصين، ما رفع المعدل الفعلي إلى نحو 156% بإضافة الرسوم السابقة، وردت بكين بفرض رسوم بلغت 125% على الواردات الأمريكية.

ورغم إعلان ترامب مؤخرًا عن تجميد لمدة 90 يومًا لأقصى الزيادات الجمركية، باستثناء الصين، مما منح بعض الوقت للشركات، إلا أن الشركات الصينية مثل "بيفا" لا تزال تتأثر بقوة بهذه السياسات.

صادرات الصين تعود إلى النمو في أبريل | سكاي نيوز عربية

إقامة مصنع في مصر يخدم السوق الاوروبية

وتسعى "بيفا" للاستفادة من قواعد التصنيع في فيتنام لتقديم الطلبات الأمريكية مؤقتًا، لكن خطتها طويلة المدى تتجه نحو مصر، حيث من المحتمل إقامة مصنع يخدم السوق الأوروبي والأفريقي كذلك.

نظرة للمستقبل.. وأمل في التهدئة

وتدرس "بيفا" أيضًا إمكانية إقامة خطوط إنتاج داخل الولايات المتحدة، لكن هذه الخطوة لا تزال بعيدة المنال، وكانت هناك مؤشرات مشجعة على الانفراج، إذ أفادت تقارير أن سلسلة "وولمارت" العملاقة طلبت من مورديها في مقاطعة تشيجيانج استئناف الشحنات، ما يعطي بارقة أمل للشركات.

من جانبها، ذكرت وزارة التجارة الصينية أنها تقيّم العروض الأمريكية الأخيرة المتعلقة بخفض الرسوم، وهو ما قد يفتح بابًا للمفاوضات.

القلق يمتد إلى نينجبو.. واستعدادات على قدم وساق

في مدينة نينجبو، مقر شركة "بيفا"، لا تزال السلطات في حالة تأهب، في محاولة لتقليل آثار الحرب التجارية على الشركات المحلية.

وتوقع "كيو" حدوث بعض حالات التسريح الوظيفي، داعيًا الحكومة إلى الاستعداد لموجة من فقدان الوظائف، كما حث المسؤولون المحليون الشركات على الحد من تعرضها للأسواق المالية الأمريكية.

وجهة جديدة في أسواق المال.. هونج كونج بدلًا من نيويورك

مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية والسياسات الأمريكية غير المستقرة، تفكر "بيفا" في طرح أسهمها في بورصة هونج كونج بدلًا من نيويورك، وقد شاركت مؤخرًا في ندوة عقدت في نينجبو بمشاركة مسؤولين من بورصة هونج كونج، على رأسهم المديرة التنفيذية بوني تشان. وأكد كيو أن هونج كونج تبدو الخيار المنطقي الوحيد الآن.
 

Short Url

showcase
showcase
search