العالم بعد الدولار، كيف تُغير التكنولوجيا والسياسة ملامح النظام المالي العالمي؟
السبت، 10 مايو 2025 03:49 م

العملات العالمية
تحليل/ ميرنا البكري
منذ سنوات والدولار الأمريكي هو الملك المتوج على عرش التجارة العالمية، فلا توجد صفقة أو قرض إلا ما يمر به. لكن الآن، هناك موجة جديدة تجتاح العالم موجة تقول إن هناك عملات أخرى قد تدخل اللعبة بقوة، البنوك والشركات بدأت تتحرك بالفعل في تقليل اعتمادها على الدولار. والسبب؟ مزيج من السياسة، والتكنولوجيا، وعدم الثقة في استقرار العملة الخضراء.

طلب متزايد على بدائل الدولار
ترى البنوك وشركات الوساطة إن الطلب المتزايد على المشتقات المالية المرتبطة بعملات أخرى مثل اليوان الصيني واليورو والدرهم الإماراتي، تسعى الناس لحماية نفسها من تقلبات الدولار، خصوصاً وسط التوترات التجارية التي لم تنتهي.
التحايل على الدولار يزيد
في الأوقات العادية، كانت الشركات لابد أن تمر بالدولار لكي تحول بين أي عملتين. يعني لو شركة مصرية تريد بيزو فلبيني؟ الأول تقوم بتحويل الجنيه لدولار، ثم تشتري البيزو. والآن؟ لأ، هناك شركات تلعبها بذكاء وتتحايل على الدولار وتعمل مباشرة بين العملات الأخرى.
هل الثقة في الدولار تنهار؟
هذه الأحداث ليست ظروف مؤقتة، بل تحول هيكلي في الاقتصاد العالمي، كما حذر "ستيفن جن" (الخبير الاستراتيجي المعروف) من انهيار ممكن بقيمة 2.5 تريليون دولار بسبب بيع الدولار.
وذلك ليس مجرد كلام، السوق فعلاً يتهيأ لشيء .
الدور الكبير للتكنولوجيا
تعتبر التكنولوجيا أحد أهم المحركات لهذا التحول، ففي الوقت الحالي أصبح هناك سيولة أكثر وسرعة أكثر، بفضل التطور الرقمي وأنظمة الدفع الجديدة. والناس بدأت تكتشف إن التعامل بغير الدولار قد يكون أرخص وأفضل.
التكنولوجيا تكسر سيطرة الدولار
في الماضي، كان لابد أن يمر أي تعامل على الدولار في أي تحويل بين عملتين، إنما الآن أصبح هناك منصات مثل AliPay وWeChat Pay تجعل التحويلات بين عملات مثل اليوان والروبية أسرع وأرخص، مما يشجع الناس والشركات على ترك الدولار على جنب.
اليوان الرقمي يلعب دور كبير
الصين لن تعتمد على منصات الدفع، بل أيضًا تعمل على اليوان الرقمي (عملة رقمية رسمية)، وبدأت تجربها في دول أخرى، وهذا يعني إن التعامل بعملتها أصبح أسهل من غير الحاجة بالمرور بالدولار.
التكنولوجيا تسهل التحويلات
التطور التكنولوجي لن يقلل التكلفة، لكن أيضًا يقلل الوقت والمخاطر، فالشركات أصبحت ترى إن التعامل بعملات أخرىليس ممكن فقط، بلأ أوفر وأمن.
وهناك بعض الشركات الأوروبية التي تبحث عن تحوطات باليوان واليورو، وإندونيسيا تجهز وحدة كاملة للبنك باليوان، الصين توسع استخدام اليوان وتعمل بنظام دفع خاص بيها (CIPS)، وصادرات الصين لجنوب شرق آسيا والخليج تزيد بشكل جنوني، وكله يتم حسابه باليوان، حتى إذا كانت أدوات التحوط باليوان كانت أعلى قليلًا، لكن الفائدة على القروض هناك أقل، مما يجعل التعامل به مغري أكثر.
دونالد ترامب، العاصفة التي حركت المياة الراكدة
حتى قبل ما يدخل ترامب الصورة، كان هناك تفكير في بدائل للدولار، لكن أسلوبه الهجومي في التجارة، وعقوباته، وانتقاداته للفيدرالي الأمريكي، جعل الكثير يعيدوا التفكير: هل الدولار فعلاً آمن؟ أم لابد أن نجد مخرج؟
هل هناك بديل واقعي؟
رغم كل ذلك، الدولار مازال قوي. حوالي 49% من المدفوعات العالمية مازالت بالدولار، واليوان مازال تقف عند 4.1% فقط. واليورو؟ يتراجع أيضًا.
يعني البدائل في مرحلة النمو، والدولار لنيتزحزح بسهولة.
ختامًا، ما نشهده في الأسواق العالمية ليس مجرد صدفة، بل تحرّك محسوب من دول وبنوك وشركات تسعى بهدوء للابتعاد عن هيمنة الدولار. وكل خطوة تُتخذ اليوم تعني أننا على أعتاب نظام مالي عالمي جديد، قد يكون أكثر استقرارًا أو أكثر تقلبًا، لكن المؤكد أن العالم يبحث عن توازن جديد بعد عقود من السيطرة الأميركية. الطريق لا يزال طويلاً، لكن البداية قد حدثت بالفعل، والسؤال الأهم: هل نحن مستعدون لنكون جزءًا من هذا التحول؟
Short Url
اشتباك على ضفاف السند، معركة الهند وباكستان على الأمن المائي
10 مايو 2025 04:34 م
بنسبة 13.5%، ما الأسباب وراء ارتفاع معدل التضخم السنوي في مصر خلال أبريل 2025؟
10 مايو 2025 01:01 م
العالم على صفيح ساخن، أربع قضايا كبرى تفسر الاضطراب الراهن 2025
10 مايو 2025 11:03 ص


أكثر الكلمات انتشاراً