"ثيرابوت"، الذكاء الاصطناعي يدخل عيادة العلاج النفسي، وعود الرعاية ومخاطر السوق
السبت، 10 مايو 2025 02:48 م

الذكاء الاصطناعي
تحليل/ ميرنا البكري
في وقت العالم كله يعاني نقص كبير في المعالجين النفسيين، وأغلب الناس لن تستطع الحصول على رعاية نفسية جيدة، ليأتي الذكاء الاصطناعي ويقلب الطاولة، حيث قال باحثون من كلية دارتموث في أمريكا إن لديهم حل ثوري وهو (تطبيق علاجي اسمه "ثيرابوت")، ليس مجرد روبوت دردشة، بل معالج نفسي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويتناول الموضوع من زاوية علمية فعلية، وليس لمجرد الترويج أو التسويق، والسؤال هنا: هل ثيرابوت سينجح؟، و هل السوق جاهز؟ وهل الشركات ستكمل تجاه الرعاية أم ستذهب للمكسب؟.

سوق العلاج النفسي، مفتوح على مصراعيه
يوجد في أمريكا عجز رهيب في عدد الأطباء النفسيين، مما يؤثر على جودة وسرعة الخدمة، كما يقول نِك جاكوبسون حتى إذا تضاعف عدد المعالجين 10 مرات، أيضًا لن يكفي الطلب المتزايد، خاصة إن تكلفة الجلسات مرتفعة جدًا، وأغلب الناس تهرب منها بسبب التكلفة المرتفعة أو الوصمة المجتمعية، أي أن السوق يحتاج حلول، والذكاء الاصطناعي ظهرفي التوقيت الصحيح.
الذكاء الاصطناعي كحل؟ ليس المرة الأولى، لكن أول مرة بعلم
السوق الآن مليء بتطبيقات نفسية، لكن أغلبها “لا يوجد خلفه أطباء أو تجارب سريرية”، لكن تطبيق مثل "ثيرابوت" مختلف لأنه مبني على 6 سنوات من البحث والتطوير، وتجارب سريرية أثبتت تأثيره على مرضى القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل.
ويقول فريق ثيرابوت: لن نسبق الزمن بسبب الأموال، وسوف نخطو بهدوء وبالمنهج العلمي، مما يفتح الباب لـ اقتصاد جديد اسمه "الرعاية النفسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي".
فرص السوق، مليارات على الطاولة
تشير التوقعات إلى إن سوق العلاج الرقمي سيصل لأكثر من 30 مليار دولار في 2030، حسب تقارير دولية، وهناك شهية استثمارية ضخمة من شركات تكنولوجيا عملاقة (جوجل، أمازون، مايكروسوفت) تدخل هذا السوق.
إذا أخذ تطبيق مثل “ثيرابوت” موافقات رسمية من جهات مثل FDA، سيكون هناك فرصة لـ تصديره لدول كثير تحتاج علاج رخيص وسريع، يعني من يلحق تأسيس حل علمي وآمن من الآن، سيكون الرائد في هذا السوق قريب.
أين الأموال؟ وأين الأخلاقيات؟
هناك تحدي اقتصادي كبير، هل الشركات ستضع أولوياتها في البحث والسلامة؟ أم ستذهب خلف الـ ترافيك والإعلانات لكي تحقق أرباح أسرع؟، “فايل رايت” من الجمعية الأميركية لعلم النفس قالتها صراحة: “هناك تطبيقات كثيرة تركز على إرضاء المستخدم وليس علاجه”.
وتتلاعب بالمراهقين لكي يستمروا في استخدام التطبيق، مما يفتح الباب على مخاطر كبيرة مثل:إدمان التطبيقات بدلًا من العلاج الحقيقي، وتدخل الذكاء الاصطناعي في قرارات حساسة مثل التدخل في أزمات انتحار، وغياب الرقابة الحكومية الفعلية على هذه التطبيقات. تجارب علمية أخرى، ليس ثيرابوت فقط في الصورة
تمتلك شركة أخرى تسمى “إيركيك” معالج “باندا”، وهو يراقب الحالة النفسية للمستخدم ويرسل تنبيهات وقت الخطر، لكن هناك حالات مخفية حدثت مع تطبيقات أخرى مثل "كاراكتر.إيه آي"، والذي قيل عنه إنه ساهم في انتحار مراهق، مما يجعل كل الشركات الجديدة تتحرك بحذر، وتبني ثقة قبل بناء جمهور.

توقعات اقتصادية لهذا السوق، فرص وتحديات
السيناريو الإيجابي (50%)
تبدأ FDA في تنظيم السوق أكثر، وتوافق على تطبيقات معتمدة علميًا، كما تتجه بعض شركات الاتكنولوجيا لشراكات مع جامعات وجهات صحية، وأيضًا انخفاض التكلفة على المستخدم، وانتشار أوسع في الدول النامية.
السيناريو الحذر (35%)
قد نواجه بطء في تبني التطبيقات بسبب غياب المعايير والرقابة، والشكوك الأخلاقية قد تمنع التمويل أو تبطئ نمو السوق.
السيناريو السلبي (15%)
قد ينتج عن هذه التطبيقات فضائح أو حالات أذى نفسي من التطبيقات تثير رد فعل سلبي من الجمهور، وتدخل حكومي عنيف يمنع التوسع ويفرض قيود قوية على التطبيقات.
ختامًا، العلاج النفسي بالذكاء الاصطناعي لن يستبدل الإنسان، لكنه قد يكون أداة قوية تسند السوق وتساعد ناس كثير لن تجد فرصة، لكن بين العلم والتسويق، وبين الرعاية والربح، الفرق خيط رفيع، والمكسب الحقيقي سيأتي عندما تسبق الشركات السوق وليس بتكنولوجيا جديدة فقط، لكن بمسؤولية حقيقية.
Short Url
مصر تطلق الاستراتيجية الوطنية لبروتوكول الإنترنت الإصدار السادس (IPv6)
10 مايو 2025 01:53 م
شركة باناسونيك تعتزم خفض عدد الموظفين بواقع 10 آلاف موظف
09 مايو 2025 11:56 م
رغم اعتراضات الهند، «النقد الدولي» يوافق على صرف مليار دولار لباكستان
10 مايو 2025 12:44 ص


أكثر الكلمات انتشاراً