دراما تجارية جديدة، اتفاق ترامب مع بريطانيا والصين انفراجة أم مجرد هدنة؟
الجمعة، 09 مايو 2025 02:49 م

الصين وأمريكا
كتب/ كريم قنديل
في مشهد درامي يعكس تقلبات السياسة التجارية الأميركية، أعلن الرئيس دونالد ترامب الخميس عن اتفاق تجاري تاريخي مع بريطانيا والصين، وصفه بالشامل والضخم، مؤكدًا أنه سيُعيد رسم خريطة العلاقات الاقتصادية بين البلدين لعقود مقبلة.

لكن خلف هذا الحماس السياسي، يقف اقتصاد عالمي يتلمس طريقه وسط تعقيدات الرسوم الجمركية، وحرب تجارية لم تضع أوزارها بعد.
تحالف الألمنيوم والصلب وصفقة السيارات
أبرز ما جاء في الاتفاق إنشاء منطقة تجارة حرة للصلب والألمنيوم، مع إعفاءات جمركية للأدوية، وعلى الجانب الآخر، ستخفض بريطانيا حواجزها أمام المنتجات الزراعية الأميركية، بما في ذلك الإيثانول ولحوم البقر.
الأهم من ذلك، منح واشنطن لندن امتياز تصدير 100 ألف سيارة سنويًا برسوم 10% فقط، أي أقل من نصف التعرفة التي فرضها ترامب سابقًا على واردات السيارات الأجنبية.
ورغم هذه الخطوات، لا يزال الغموض يلف الكثير من التفاصيل، إذ اكتفى ترامب بعبارات عامة دون الكشف عن النصوص الرسمية، ما يُبقي الاتفاق في خانة إعلان نوايا لا أكثر.

الأسواق تُصفق ولكن بتحفظ
رد فعل الأسواق لم يتأخر، ارتفع مؤشر داو جونز بـ400 نقطة، وقفز ناسداك بـ1.1%، في إشارة إلى ترحيب المستثمرين بالانفراجة السياسية، غير أن مؤشر فوتسي 100 البريطاني انخفض بنسبة 0.2%، متأثرًا بقرار بنك إنجلترا خفض سعر الفائدة 0.25% في محاولة لمواجهة آثار الرسوم الأميركية السابقة.
ترامب يتراجع والأسواق تنتعش
بعد أن قال ترامب إن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين كانت مفرطة، وإن لديه نية لخفضها، أصبحت حرب التعريفيات بين البلدين تتوجه إلى التخفيف.
هذه التهدئة المحتملة لا تقتصر تداعياتها على العلاقات الثنائية بين أكبر اقتصادين في العالم، بل تمتد آثارها إلى الأسواق العالمية على كافة المستويات.
مناورة ترامب مع الصين.. من 145% إلى 50%
في الخلفية، تلوح الصين الخصم التجاري الأبرز في مشهد موازٍ، ففي تحرك مفاجئ، إن إدارة ترامب تدرس تخفيض الرسوم الجمركية العقابية على السلع الصينية من 145% إلى نسبة سحرية تتراوح بين 50% و54%، بهدف تحريك عجلة التفاوض المتعثرة.
هذه النسبة ليست عبثية، فإن هذا المستوى يُعيد حركة الشحن ويُمهد لاستقرار نسبي قبيل موسم العطلات، في ظل اعتماد 80% من ألعاب السوق الأميركي على التصنيع الصيني، وبالفعل، بدأت شركات التجزئة تُعيد حساباتها وتطلب عروض أسعار بناءً على هذا النطاق الجمركي الجديد.

الانفراج التجاري ولكن إلى متى؟
لا يخفى على أحد أن ترامب يستخدم ورقة التجارة كأداة تفاوض وضغط انتخابي، فبينما يعد اتفاقه مع بريطانيا نموذجًا لدول أخرى، يُلوح في الوقت نفسه بإعادة فرض الرسوم الجمركية على من يتخلف عن الركب، التصريحات تُشير إلى أن الهدنة الحالية قد لا تدوم أكثر من أسبوعين، ما يُنذر بعاصفة جديدة على جبهة التجارة العالمية.
تجارة ترامب بين الرؤية والارتجال
بين اتفاقات اللحظة الأخيرة، والتخفيضات غير المؤكدة، والتصريحات المتضاربة، يبدو أن ترامب يرسم خريطة تجارية جديدة للعالم، ولكن بقلم غير مستقر، الاقتصاد العالمي يراقب عن كثب، والمستثمرون يتحركون بحذر، والدول تترقب من سيكون التالي على طاولة التفاوض.
فهل نحن أمام تحول استراتيجي في التجارة الدولية؟ أم مجرد هدنة مؤقتة قبل جولة أخرى من حرب الرسوم الجمركية؟
Short Url
من البطاريات للثورة الصناعية، من يلحق بسباق الطاقة؟
08 مايو 2025 05:16 م
قمة كوالالمبور، الصين توسع تحالفها الآسيوي – الخليجي في مواجهة أمريكا
08 مايو 2025 12:15 م
الاقتصاد تحت القصف، أرقام الهند وباكستان في مرمى التوتر
07 مايو 2025 04:25 م


أكثر الكلمات انتشاراً