الخميس، 08 مايو 2025

07:34 م

من الآبار للتداول، رحلة البنزين من باطن الأرض لمحطات الوقود

الخميس، 08 مايو 2025 04:46 م

مضخة البنزين

مضخة البنزين

عندما نسمع كلمة "البترول" أو "النفط"، يتبادر إلى أذهان الكثيرين أنه مجرد “بنزين”،  يُستخدم لتشغيل السيارات، لكنه في الواقع مصطلح أوسع يشمل الزيت الخام والغاز الطبيعي المصاحب له، إضافة إلى المنتجات النفطية التي نحصل عليها بعد عمليات التكرير المعقدة.

ويستعرض "إيجي إن" في السطور التالية، المراحل التي يمر بها النفط منذ لحظة التنقيب عنه في باطن الأرض، وحتى وصوله إلى الأسواق العالمية كمادة حيوية تُحرّك الاقتصاد العالمي.

خلفية الصورة
آلة حفر

 

التنقيب - البداية المجهولة

تبدأ رحلة النفط بمرحلة التنقيب، وهي المرحلة التي يتم فيها تحديد المناطق التي يُحتمل وجود النفط بها، وذلك عن طريق دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية دقيقة، ويستخدم الخبراء تقنيات متقدمة مثل التصوير بأشعة الإكس والرسم الجيولوجي، لتحديد المواقع المحتملة لوجود خزانات النفط.

وتشمل هذه المرحلة العديد من الدراسات الفنية والاقتصادية، التي تهدف إلى التأكد من وجود الثروة النفطية من حيث الكمية والنوعية ومدى جدوى استغلالها اقتصاديًا، وتُعتبر هذه المرحلة حاسمة، لأنها تنطوي على درجة عالية من عدم التأكد، ما يجعل الاستثمار فيها محفوفًا بالمخاطر.

 

 حفر الآبار - خطوة نحو الأعماق

وبعد تحديد المواقع الواعدة، تبدأ مرحلة حفر الآبار باستخدام معدات متخصصة مثل الحفارات الأرضية أو المنصات البحرية، ويُراعى في هذه المرحلة اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمنع تسرب النفط، الذي قد يؤدي إلى كوارث بيئية.

وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين:

1. الحفر الاستكشافي: يهدف إلى العثور على النفط الخام أو فهم مكونات الطبقات الحاوية عليه.
2. الحفر التطويري أو التنموي: يتم خلاله حفر عدد كبير من الآبار الإنتاجية لاستخراج النفط، أو آبار تحديدية لفهم حدود الحقل بدقة، وتهدف هذه المرحلة إلى تحقيق استغلال أمثل للحقل، وزيادة معامل الاستخراج، والمحافظة على التدفق الطبيعي.

خلفية الصورة
بريمة الحفر

استخراج النفط الخام - التحدي الأكبر

وبعد تجهيز البئر، يبدأ النفط في الصعود إلى السطح، إما بفعل الضغط الطبيعي الموجود في الخزان، أو بمساعدة أنظمة الضخ.

وتنقسم عمليات الاستخراج إلى:

الاستخراج الأولي: يعتمد على الضغط الطبيعي.
الاستخراج الثانوي: يتم فيه حقن الغاز أو الماء لزيادة الضغط.
الاستخراج المعزز: يستخدم مواد كيميائية أو بخار الماء لخفض لزوجة النفط وتحسين استخراجه.

ولكن هذه المرحلة لا تخلو من التحديات، حيث قد تمتد أعماق الآبار إلى كيلومترات تحت سطح الأرض، ما يرفع التكلفة، كما أن العمليات قد تتسبب في تلوث بيئي للماء والهواء والتربة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن استنزاف الحقول وتقلب أسعار النفط عالميًا يؤثران على جدوى الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

تكرير النفط - تحويل الخام إلى كنوز

بعد وصول النفط الخام إلى المصافي، تبدأ عملية التكرير، وهي عملية معقدة تهدف إلى تحويل هذا السائل الأسود الكثيف إلى منتجات مفيدة ومتنوعة مثل البنزين، الديزل، الكيروسين، وزيوت التشحيم.

وتشمل مراحل التكرير الأساسية ما يلي:

التقطير: فصل مكونات النفط بحسب درجات الغليان.
التكسير: تفكيك الجزيئات الثقيلة إلى أخرى أخف وأكثر قيمة.
الإصلاح الكيميائي: إعادة ترتيب ذرات الهيدروجين والكربون لتحسين نوعية الوقود.
عمليات أخرى: مثل إزالة الكبريت والشوائب.

وتُعد هذه المراحل ضرورية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة والمنتجات البتروكيماوية، خصوصًا مع التقدم التكنولوجي الذي يجعل العمليات أكثر كفاءة وأقل ضررًا على البيئة.

توزيع النفط

وبعد ذلك يتم مراجعة المنتجات النفطية للتأكد من أنها مطابقة للمواصفات القياسية المصرية، وذلك عن طريق خبراء معامل التكرير، وبعدها تأتي شركات تسويق البنزين لأخذ المنتجات النفطية وتوزيعها على محطات الوقود.

Short Url

showcase
showcase
search