أوروبا من التبعية الروسية للفخ الأمريكي، معركة الغاز لم تنتهِ
الخميس، 08 مايو 2025 03:06 م

الاتحاد الأوروبي وأمريكا
تحليل/ ميرنا البكري
تمشي أوروبا الآن على سلك رفيع للغاية، محاولة التخلص من الغاز والنفط الروسيين نهائيًا بحلول 2027م، الأم الذي يعد تحديًا غير بسيطٍ، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا، فالاتحاد الأوروبي لديه خارطة طريق جديدة طموحة، لكن الطريق مفروش بالألغام، وليس بالورود.
ومن وسط كل هذا، دخلت أمريكا على الخط، كمورد أساسي للغاز الطبيعي المسال، وهو ما يطرح سؤال مهمًا، هل أوروبا ستهرب من التبعية الروسية، لكي تقع في فخ الاعتماد الأمريكي؟

خطة أوروبا الجديدة، التحرر من روسيا ولا الوقوع في حضن أمريكا؟
وأعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، خطة جادة يريد تنفيذها من الآن حتى نهاية 2027م، لكي يقطع علاقته بالغاز والنفط الروسيين تمامًا، وهذه الخطة تبدأ بمنع توقيع أي عقود جديدة مع روسيا، سواءً للغاز عن طريق الأنابيب، أو الغاز المسال، وأيضًا إنهاء العقود الفورية الحالية في نهاية 2025م.
وقلل الاتحاد الأوروبي بالفعل، من وارداته من الغاز الروسي من 150 مليار م³ في 2021م، لـ52 مليار م³ حاليًا، وهو إنجاز كبير، لكن مازال غير كافٍ، خصوصًا أن دولًا مثل المجر وسلوفاكيا والنمسا، مازالت تعتمد على غازبروم الروسي.
الغاز الأمريكي، البديل أم الفخ الجديد؟
ومع تراجع الاعتماد على روسيا، دخلت أمريكا الساحة بكل قوتها، كمصدرٍ أساسيٍ للغاز الطبيعي المسال، وأصبحت تورد حوالي 45% من واردات أوروبا، وهو ما يجعلها تمسك بزمام الأمور، في ملفٍ حساس مثل الطاقة.
المشكلة أن بعض المحللين مثل "ديفيد جوربناز" يرون أن ذلك خطر، لأن الغاز الأمريكي قد يتحول في لحظة لأداة ضغط سياسي، ما يجعل أوروبا تستبدل تبعية بأخرى، بدلًا من أن تتحرر فعليًا.
البنية التحتية، العقبة التي تقف في طريق الاستقلال
أكبر تحدٍ الآن هو البنية التحتية، حيث تمتلك أوروبا فجوات كبيرة في منشآت تحويل الغاز المسال لشكل غازي، وفي شبكات الربط بين الدول، أي حتى إذا لقت موردين جدد، لا تستطيع أن توزع الغاز دائمًا بسهولة، ما يهدد استقرار الأسعار والإمدادات.
منافسة على التوريد، من الشرق الأوسط لإفريقيا
ولن يقف الاتحاد الأوروبي في صمت، بل بدأ يفتح خطوط تفاوض مع دولٍ مثل قطر، والجزائر، والإمارات ونيجيريا لكي ينوع مصادره، ويقلل الاعتماد على أمريكا وروسيا، لكن ذلك يحتاج وقت، وعقود طويلة، وتنسيق سياسي.
صراعات الجغرافيا السياسية، الغاز سلاح المستقبل
وأصبحت الطاقة ليس سلعة اقتصادية فقط، بل أيضًا ورقة جيوسياسية، فروسيا استخدمتها كسلاح، وأمريكا تستخدمها كأداة تأثير، وأوروبا في المنتصف، والعلاقة بين واشنطن وبروكسل، من الممكن أن تتوتر إذا زودت أمريكا الأسعار، أو قيدت الإمدادات لأي سبب.
ختامًا، أوروبا لديها حلم كبير بالاستقلال الطاقي، لكن الطريق مليء بتحديات ضخمة، وإذا استطاع الاتحاد الأوروبي أن يوازن بين تنويع مصادره، وتسريع الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحسين البنية التحتية، من الممكن أن يصل لهدفه، لكن إذا اعتمد بشكل مفرط على الغاز الأمريكي، سيغير التبعية، لكنَّه لن يحل المشكلة.
Short Url
من البطاريات للثورة الصناعية، من يلحق بسباق الطاقة؟
08 مايو 2025 05:16 م
قمة كوالالمبور، الصين توسع تحالفها الآسيوي – الخليجي في مواجهة أمريكا
08 مايو 2025 12:15 م
الاقتصاد تحت القصف، أرقام الهند وباكستان في مرمى التوتر
07 مايو 2025 04:25 م


أكثر الكلمات انتشاراً