الأحد، 11 مايو 2025

09:21 م

وزير الثقافة يترأس الاجتماع الثاني للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام

الخميس، 08 مايو 2025 10:39 ص

الاجتماع الثاني للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية

الاجتماع الثاني للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية

نورا محمد طه

ترأس الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الاجتماع الثاني للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام، المشكلة بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لأهمية تطوير صناعة الدراما، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة، ويحافظ على الهوية الوطنية، وبما يعزز من دوره المصري، في ظل المتغيرات المجتمعية والتكنولوجية المتسارعة.

وناقش الاجتماع محورين رئيسيين هما:- (التأثيرات النفسية والاجتماعية للأعمال الدرامية، ومستقبل الدراما المصرية في ظل التقدم الرقمي والعولمة)، حيث شهدت الجِلسة حوارًا معمقًا بين صناع القرار والخبراء والفنانين حول مستقبل الصناعة، والتحديات التي تواجهها، والحلول المقترحة للنهوض بها.

 

دراسة المشكلات ووضع حلول فعالة لمستقبل الدراما المصرية

وفي مستهل الاجتماع، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن طرح ودراسة المشكلات بصدق وشفافية، هي الخطوة الأولى نحو وضع حلولٍ فعالة لمستقبل الدراما المصرية، مشددًا أن صناعة الدراما لا تنفصل عن السياق الاجتماعي والثقافي الذي تُنتج فيه.

وأكد أنه لا بد من فهم هذا السياق وتطوراته، حتى تتمكن من الاستجابة له بوعي ومسؤولية، موضحًا الوزير أن اللجنة تسعى لوضع أسس علمية ومهنية تضمن إنتاج محتوى درامي يرتقي بالذوق العام، ويحترم القيم الثقافية للمجتمع، ويعكس تنوعه وتعدد روافده.

من جانبه، أكد المهندس خالد عبد العزيز، أهمية إزالة المعوقات البيروقراطية والإنتاجية، التي تقف حائلًا أمام تنفيذ أعمالٍ درامية هادفة، وتوفر بيئة مشجعة للإنتاج الفني الخلاق، مضيفًا، “يجب أن نركز على دعم المواهب الجديدة، وتوجيه الإمكانيات نحو تعزيز الإنتاج الجيد، وليس فقط الكم، لضمان تنافسية الدراما المصرية إقليميًا ودوليًا”.

وأشار عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، إلى أن صناعة الدراما تواجه تحديات متشابكة، ويأتي في مقدمتها ضعف بعض النصوص، ونقص الكوادر الفنية المؤهلة، وارتفاع التكلفة الإنتاجية، مؤكدًا أن الشركة المتحدة، نجحت خلال العام الحالي بتقديم مجموعة من الأعمال الدرامية الجادة التي حظيت بإشادة جماهيرية، إلى جانب إتاحة الفرصة لعدد من المواهب الجديدة في مجالات الأداء والإخراج والكتابة، بما يعزز من ضخ دماءٍ جديدةٍ في الصناعة، ويُسهم في تجديد خطابها الفني.

وفي السياق ذاته، أشار المخرج خالد جلال، إلى ضرورة وضع قواعد واضحة وصارمة لضبط آليات إنتاج الأعمال الدرامية، تبدأ من كتابة السيناريو وانتهاءً بمرحلة التنفيذ، مشيرًا إلى أنه ينبغي ألا يبدأ أي عمل قبل الانتهاء الكامل من كتابة السيناريو، حتى لا نقع في فخ التسرع، وهو ما يُضعف جودة العمل ويُفقده تماسكه الفني”.

وشدد جلال على أهمية إشراك المؤسسات المعنية في تنظيم هذه العملية، من خلال لوائح تشجع على التخطيط طويل المدى، بدلًا من الإنتاج الموسمي العشوائي.

من جانبه أشار الدكتور أحمد زايد، إلى أن كل عمل درامي يتضمن عناصر إيجابية وأخرى سلبية، وأن تقييمه يجب أن يستند إلى معايير فنية واضحة، تأخذ في الاعتبار السياق الثقافي والاجتماعي الذي يُعرض فيه، مطالبًا بإجراء بحوث حديثة تعتمد على أدوات علمية لرصد أنماط المشاهدة الجديدة، والتي تغيرت بفعل التحول الرقمي ومنصات العرض الحديثة، مؤكدًا أن هذه البحوث ضرورية، لصناعة محتوى يلائم تطلعات الجمهور.

 

ما تلعبه الدراما في تشكيل وعي الجمهور

وشدد الفنان حسين فهمي، على الدور المؤثر الذي تلعبه الدراما في تشكيل وعي الجمهور، وأن تأثيرها قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا وفقًا للرسائل التي تنقلها، موضحًا أن ما يُعرض على الشاشات، يساهم في تشكيل صورة ذهنية للمجتمع، ويجب أن يكون هناك وعي بأن كل كلمة وكل مشهد يحمل دلالة قد تمتد آثارها لسنوات، مشيرًا "من هنا تأتي أهمية اكتشاف المواهب الحقيقية في جميع مجالات العمل الفني، ودعمهم بالتدريب والتأهيل الأكاديمي، لنصنع أجيالًا قادرة على حمل الراية”.

وتحدث الفنان أشرف عبد الباقي، عن أن التحولات الكبيرة في أسلوب تلقي الجمهور للمحتوى، يأتي نتيجة التطور التكنولوجي، وتعدد الخيارات المتاحة أمامه، مؤكدًا ضرورة مواكبة هذه التحولات، من خلال تقديم بدائل درامية جادة وشيقة في آنٍ واحد، قادرة على جذب الجمهور، من دون التنازل عن القيم أو الرسالة.

وشدد الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، على أهمية فتح المجال أمام الكُتاب الحقيقيين، ممن يمتلكون الموهبة والدراسة معًا، لأن الكتابة الدرامية ليست مجرد سرد، بل هي علم وفن يتطلب وعيًا ثقافيًا عميقًا، موضحًا أن الصناعة في حاجة إلى دعم أصوات جديدة قادرة على تقديم رؤى متجددة، بعيدًا عن القوالب النمطية والتكرار، كما دعا إلى تأسيس ورشٍ دائمةٍ لصقل مهارات الكتاب الشباب، وربطهم بمؤسسات إنتاجية تُؤمن بالإبداع.

وفي مداخلتها، أكدت الكاتبة مريم نعوم، أن الأفكار القابلة للتحول إلى أعمال درامية كثيرة ومتنوعة، لكن ما يميز فكرة عن أخرى، هو مدى صدقها، مضيفًا، “علينا أن نُمهل أنفسنا وقتًا كافيًا لبلورة المشروعات الفنية، لأن الاستعجال في التنفيذ يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية لا تخدم الهدف المرجو من العمل.

كما يجب أن نتخلى عن فكرة الاكتفاء بالرؤية الفردية، ونتبنى ثقافة العمل الجماعي، مع الاستعانة بمستشارين متخصصين في القضايا الاجتماعية أو النفسية أو القانونية، التي تتناولها الأعمال الدرامية، لضمان تقديم صورة دقيقة ومسؤولة”.

فيما تحدث الناقد الفني طارق الشناوي، عن البُعد التاريخي لمناقشة التأثيرات الاجتماعية للدراما، قائلًا إن هذا النقاش ليس جديدًا، بل بدأ منذ عقود، غير أنه يحتاج الآن إلى إعادة تنظيم وتفعيل أدواته، في ضوء المتغيرات الحديثة.

وأضاف: “الدراما دائمًا ما كانت مرآة للمجتمع، وهي تملك قوة ناعمة قادرة على إحداث التغيير، ولذلك علينا أن نتحرر من الرقابة الذاتية والخوف من تناول القضايا الجادة، مشيرًا إلى احتياجنا إلى دراما تطرح الأسئلة الحقيقية، وتُحرّض على التفكير.

 

الدراما تساهم في تشكيل الصورة الذهنية

أما الدكتورة سوزان القليني، فقد شددت على أن الدراما تُسهم بعمق في تشكيل الصورة الذهنية عن الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، وبالتالي لا بد من وجود ضوابط وقواعد تقييم معلنة ومفعّلة، مع آليات واضحة لمتابعة تنفيذها بشكل دوري، مشيرة إلى أهمية التنسيق بين الهيئات الإعلامية والثقافية والأكاديمية، لضمان الاتساق في الرؤية.

فيما أوضحت الدكتورة جيهان يسري، أن أي عمل موجه للجمهور يحمل تأثيرًا مباشرًا، ولكن طبيعة هذا التأثير تختلف من فرد لآخر بناءً على خلفيته وثقافته وتجربته الشخصية، منوهة إلى أهمية أن نأخذ بعين الاعتبار هذا التفاوت في الاستجابة أثناء تقييم التأثيرات، وأن نعمل على بناء منظومة تقوم على التفكير النقدي، والتربية على الذوق، وليس فقط على تقديم منتج ترفيهي”.

وأكدت سارة عزيز، ضرورة تحديد الجمهور المستهدف بدقة أثناء إنتاج المحتوى، خصوصًا في ظل تغير المفاهيم والاهتمامات لدى الأجيال الجديدة، قائلة “المنصات الرقمية تتيح لنا الوصول إلى جمهور واسع، ولكنها تتطلب فهمًا جديدًا لسلوكيات المشاهدة، ما يستوجب إجراء مسوح دورية لقياس احتياجات وميول المشاهدين، بما يسمح بصناعة محتوى جذاب وذو أثر”.

وشارك في الاجتماع نخبة من الشخصيات العامة؛ مع ممثلي المؤسسات الإعلامية والثقافية، من بينهم:- (المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعبد الفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، وعماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة)

إضافة إلى الدكتور أحمد زايد، رئيس لجنة قطاع الآداب بالمجلس الأعلى للجامعات ومدير مكتبة الإسكندرية، والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح بوزارة الثقافة، والسيناريست عبد الرحيم كمال، مساعد الوزير لشئون رئاسة الرقابة على المصنفات، والكاتبة مريم نعوم، والفنان حسين فهمي، والفنان أشرف عبد الباقي.

فضلًا عن تواجد الناقد الفني طارق الشناوي، والدكتورة هالة رمضان، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وسارة عزيز حكيم، خبيرة اجتماعية ونفسية ومدير مؤسسة Safe، والدكتورة جيهان يسري أبو العلا، عضو اللجنة التخطيطية لقطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات وعميدة كلية الإعلام السابقة، والدكتورة سوزان القليني، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس.

Short Url

showcase
showcase
search