صانع الهلال، "عفريت الخان" يكمل مشواره في طنطا
السبت، 10 مايو 2025 02:15 ص

عم علاء صانع الهلال
أحمد كامل
محتسيا الشاي الثقيل سكر خفيف كما اعتاد، قابعا على كرسي حديد بقاعدة جلد مستعما لأغنية يا وعدي على الأيام للفنان النوبي أحمد منيب، يجلس عم علاء أو صانع الهلال كما يلقبونه، مستكملا مشوار حياته الذي لم ينته، في تصنيع أَهِلَّة المساجد داخل ورشته الصغيرة في تل الحدادين في طنطا بمحافظة الغربية، والتي يصل سعر الهلال الواحد إلى 9000 جنيه مستغلا مهارته التي أتقنها منذ 40 سنة..
ويعود عم علاء أحد إلى ذكرى البداية منذ كان طفلا في الثالثة عشرة من عمره، إذ عمل صبيا لدى ورشة الحاج إبراهيم في حي خان الخليلي بالقاهرة بيومية بدأت بـ 10 جنيهات حينها، حتى كبر وترعرع وسط أمهر الحرفيين في العالم وارثا حرفة يمتلك فيها خبرات مرسومة على يديه.

من خان الخليلي إلى تل الحدادين
ويستكمل علاء حكايات تاريخه، أنه لم يتحمل العيش في القاهرة بعد موت أستاذه، لكنه صان العشرة وتاريخ الحرفة التي علمه إياها الحاج إبراهيم، وقرر تأجير محل صغير في تل الحدادين يدق فيها الألمونيوم ويشكله إلى هلال مترحما كل يوم على أبوه الروحي.
الألمونيوم بـ 250 جنيهًا
يشتري عم علاء حلل و أطباق الألمونيوم من التجار أو من المواطنين، ويقوم بإعادة تدويرها لصناعة الهلال، وعن أسعار كيلو الخامات يوضح عم علاء أن كيلو الألمونيوم الجديد بـ 250 جنيهًا، بينما القديم الذي لا يحبذ شراؤه لاحتياجه إلى مواد تلميع فيتراوح سعره 175 جنيها,

الهلال بـ 9000 جنيه
وعن أسعار الهلال يفند عم علاء أسعار الهلال وفقا لأنواعه الثلاثة الأول هو هلال المئذنة الصغيرة وسعره يبلغ 3000 جنيه وزن الـ 8 كيلو، والثاني هلال المئذنة المتوسطة وسعره 5000 جنيه، وهلال وزن 14 كيلو و 7000 جنيه أما الثالث هلال القبة وتيراوح وزنه من 20 كيلو بـ 7000 جنيه، و 25 كيلو بـ 9000 جنيه.
عدة عم علاء لصناعة الهلال
وعدة عم علاء مكونة من “مدور وسفرو وسامبولي ومرابيع وجلاون ووتر جولة، ومياه نار ولميع”، كلها مسميات اكتسبها من ورش خان الخليلي، محافظا على تراث مصري قديم.
ولم يكتف عم علاء بالتوزيع في محافظة الغربية بل استغل علاقاته بترويج بضاعته في القاهرة، مشيرا إلى أن حرفة صناعة الهلال لها أجران في الدنيا والآخرة، لذلك البركة لا تنقطع من ورشته طوال سنوات عمله، حسبما روى.
عفريت الخان
وفي اللقاء ناداه أحد المارة يا ياعفريت الخان، ليضحك عم علاء ناظرا إلى محرر “إيجي إن” الذي بدت عليه علامات الاستغراب قليل، ليحكي حكاية عفريت الخان تلك، إذ به ينظر للأمام مسافرا بعقله إلى زمن الطفولة وبالتحديد في رمضان 1985، حيث كان طفلا يسهر حتى الفجر، في بعض الأيام يخرج إلى شوارع الخان يلعب مع الزوار، ويختبأ ليخرج من وراء عواميد وحوائط أزقة خان الخليلي، مستهدفا إخافة المارة ويضحك ويجري مستكملا مقالبه مع أصحاب المحلات لذلك أطلق عليه هذا اللقب..
نجل عم علاء رافض يكمل المشوار
ورغم أن عشق عم علاء لصنعة هلال المساجد بخلاف أنه من المعدودين على الأصابع في الغربية الذين لهم خبرات كبيرة في هذه الحرفة، إلا نجله محمد صاحب الـ 33 عامًا رفض انتهاج طريق والده، مقررا العمل في الحديد، في إحدى الورش بالقرب من أبيه، بينما يواصل صانع الهلال رحلته ليكمل المشوار دون التفكير لحظة في التوقف.
Short Url
رأس مال صغير وربح وفير، دراسة جدوى لمشروع تصنيع «التيشرتات»
10 مايو 2025 02:45 ص
40 ألف طن ثاني أكسيد الكربون، زيارة استراتيجة داخل معامل تكرير مسطرد
09 مايو 2025 08:03 م


أكثر الكلمات انتشاراً