أبناء الرحيبي، "حرّاس تل الحدادين" يجمعون الحديد نهارًا ويصهرونه ليلًا
الجمعة، 09 مايو 2025 04:47 م

محمد الرحيبي يتوسط أبناءه إسلام وعمرو
أحمد كامل
لـ "التل" حراس تحميه، هكذا تحدث أبناء الرحيبي عن أنفسهم ومدى تمسكهم بصناعة وتجارة الحديد عبر ورشتان كبيرتان على مشارف تل الحدادين في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث يدقون ويصهرون الحديد ليلا نهارا، مستقبلين الزائرين والتجار والصنايعية سواء كان هناك عملية بيع معهم أم لا، لذلك فهم يطلق عليهم حراس تل الحدادين.
مبتسما من بعيد، فحين توجه محرر “إيجي إن” إليه، كان مقبلا مرحبا وليس مدبرا أو قلقا من اللقاء الغير محدد سلفا منا، إذ لسان عيناه يقول مرحبا بالضيف وكأنه بائع ورد وليس حديد ذو الصلابة والشدة والذي قد يصهر القلوب من قسوته..
مواسير الحديد من شبرا الخيمة
ويحكي محمد الرحيبي صاحب محل وورشة الرحيبي للحدادة، إنه متخصص في تجارة وقطع مواسير الحديد القادمة من حي البطيئ في شبرا الخيمة، وهو عبارة عن خردة مجمعة من عدة أماكن.
ويشير إلى أن العمل في تل الحدادين يعتمد على الحديد القديم ويصل سعر الطن من 18 ألف سمك 5 ملم إلى 24 ألف سمك 10 ملم، و حسب الجودة وطلب الزبون.
وعن مصادر الحديد القادمة إليه يقول الرحيبي إن أصلها جاء من أعمدة الإنارة والحفارات، حيث يشتريهم من تاجر حديد حصل عليهم في مزاد من الأحياء وشركات القطاع العام والخاص ثم يقوم بتسويقهم وبيعم تجزئة على مناطق تقطيع وبيع الحديد مثل تل الحدادين أو الوكالة.

أبناء محمد الرحيبي يستكملون المسيرة
وبدون مقدمات يشير محمد الرحيبي إلى أبناءه إسلام وعمرو اللذان يعملان معه في الورشة بمرتب شهري يبلغ 6000 جنيه شهريا لكل منهما.
ويقول عنهما بأنهما ليسوا مجرد أبناءه بل أصحاب مهنة، بقدر ما هم يتكسبون منها إلا أنهم يتعاملوا معها بكل إخلاص وحب وتفاني وليس مجرد أكل عيش.

إسلام الرحيبي: أنا حارس تل الحديد
بكلمات كلها ثقة وتفاخر يقول إسلام الرحيبي الشاب ذو الخامسة والعشرين من عمره يصفه جيرانه بأنه حارس تل الحدادين، نظرا لحبه وعشقه لحرفة الحدادة والتجارة فيها.
ويعتبر الرحيبي أن صنعة الحدادة أخلاق قبل أن تكون خبرة، مشيرا إلى أن المهارة قد تتأخر في اكتسابها بينما الأخلاق فهي مكتسبة من الأب والجد، ولذلك فنحن نجمع بين الأخلاق واحترام الآخرين و الحفاظ على الحرفة من الاندثار ومواجهة التضخم والغلاء.

قاطع الهوك
و يمسك إسلام بقطعة حديد تسمى "الهوك" وهي المستخدمة في ربط المقاطير والجرارات والتي يبيعها مقابل أرباح لا تتعدى 9 جنيهات في القطعة الواحدة بعد جلخها وتنظيفها وتقطيعها، موضحًا أن أغلب الطلبيات تتوقف على هذه القطعة
ويشير إسلام إلى أن حرفة الحدادة ورثها عن أجداده كما ورث كرم السيد البدوي للضيوف والزائرين والتجار والبائعين، قائلا:"من طباعنا الكرم واستقبال الضيوف كما كان السيد البدوي كريما ومعطاء ونحن نسير على دربه ودرب أولياء الله الصالحين".
تقطيع الحديد وبيعه بالكيلو أحيانا
ويحكي محمد الرحيبي أنه ليس طوال الوقت يتم بيع الحديد بالطن، بينما نبيع في الغالب بالقطعة ويتم وزنها عمد الوزان ثم الحساب حسب اتفاق على سعر الطن، الذي غالبا يكون موحد.
ويربط الرحيبي انتعاش السوق في تل الحدادين مع التوسع العمراني والبناء والتشييد، حيث يقوم مقاولين الهدد بجمع الحديد ثم تقسيمه حسب كل نوع، ليتم بعد ذلك بيعه إلى محلات الخردة.
Short Url
من البطاريات للثورة الصناعية، من يلحق بسباق الطاقة؟
08 مايو 2025 05:16 م
قمة كوالالمبور، الصين توسع تحالفها الآسيوي – الخليجي في مواجهة أمريكا
08 مايو 2025 12:15 م
الاقتصاد تحت القصف، أرقام الهند وباكستان في مرمى التوتر
07 مايو 2025 04:25 م


أكثر الكلمات انتشاراً