الأحد، 04 مايو 2025

10:12 م

هيئة الرعاية الصحية: 11% من إجمالي سوق الدواء يتضمن مضادات حيوية

الأحد، 04 مايو 2025 08:03 م

الدكتور أحمد السبكي

الدكتور أحمد السبكي

أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، فعاليات المؤتمر الطبي الثالث للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، ومكافحة العدوى 2025م، والذي تنظمه الهيئة لهذا العام، تحت شعار «الريادة في التصدي لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية في مصر».

الدكتور علي الغمراوي

من جانبه أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، خلال كلمته بفعاليات المؤتمر، أن مقاومة المضادات الحيوية، تمثل تحديًا متعدد الأبعاد، إذ لا تقتصر آثارها على الجانب الطبي فقط، بل تمتد لتشمل أبعادًا اقتصادية وسياسية.

فمن الناحية الدوائية، تؤدي هذه الظاهرة إلى تراجع فعالية العلاجات، وزيادة معدلات المضاعفات والوفيات الناتجة عن العدوى، أما على المستوى الاقتصادي، فهي تُكبّد النظم الصحية والمجتمعات، خسائر فادحة بسبب طول فترات العلاج، وزيادة الإنفاق الدوائي، وتراجع الإنتاجية.

كما أن لها أبعادًا سياسية، تتعلق بالأمن الصحي العالمي، وضرورة تكاتف الدول، لوضع سياسات موحدة تضمن الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وتعزز من جهود المكافحة على المستويين المحلي والدولي.

واستهل الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة، كلمته الافتتاحية، بأن التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات يتطلب تكاتفًا فعليًا بين مختلف مؤسسات الدولة وشركاء التنمية، مشيرًا إلى أن هيئة الرعاية الصحية، تثمّن الجهود المخلصة التي تبذلها هيئة الدواء المصرية، والهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والمجلس الصحي المصري، ومنظمة الصحة العالمية.

فضلًا عن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، في تعزيز مكافحة العدوى ودعم الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، من خلال الحملات التوعوية والرقابية، وإصدار المعايير، وحوكمة وضبط الممارسات الإكلينيكية، بما يسهم في تحسين المؤشرات الصحية، ويحقق الأمان الصحي للمواطن.

لافتًا، إلى تبني الهيئة العامة للرعاية الصحية، على مدار السنوات الثلاث الماضية، ثلاث ركائز رئيسية لدعم الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، شملت توعية مقدمي ومتلقي الخدمة الصحية، والاعتماد على معامل الميكروبيولوجي، والتي وفرت خرائط دقيقة، تدعم التشخيص المثالي، إلى جانب تطبيق بروتوكولات علاجية حديثة، ساهمت في رفع نسب الشفاء، وتقليل نسب المراضة.

مكافحة مقاومة المضادات الحيوية

وأشار إلى أن الهيئة، نجحت من خلال تبني برنامج مكافحة مقاومة المضادات الحيوية، في توفير نحو 22% من استهلاكها من موازنة الدولة ومن مواردها الذاتي، مع التطلع لرفع هذه النسبة، إلى 42% بحلول عام 2030. 
 

من جانبه قال الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، في كلمته خلال المؤتمر، إن مقاومة مضادات الميكروبات، والتي تمثل تهديدًا عالميًا ليس فقط على صحة الإنسان، بل على صحة النبات والحيوان، كما تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، والتنمية المستدامة.

 

برنامج الرصد ومراقبة استهلاك مضادات الميكروبات

وأضاف أن هيئة الدواء المصرية، قد انضمت إلى برنامج الرصد ومراقبة استهلاك مضادات الميكروبات (Glass - AMR)، التابع لمنظمة الصحة العالمية، وهي مؤمنة بأهمية التعاون الدولي والمحلي، لتعزيز الجهود في مكافحة هذه المقاومة. 

وأكد على أن الهيئة، تولي اهتمامًا خاصًا بالحملات والمبادرات التوعوية، حول الاستخدام الرشيد، مشيرًا إلى أن التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، هو التزام مشترك بين الحكومات والمنظمات الصحية، وقطاعات الرعاية الصحية والمجتمع بأسره.

سوق الدواء عام 2024م

وأضاف أن 11% من إجمالي ما يتم صرفه في سوق الدواء عام 2024م، يتضمن مضادات حيوية، ومن بينها 55% تم صرفها دون وصفة طبية، ما يعكس الحاجة الماسة للرقابة والتوعية، لضمان الاستخدام الآمن والمناسب.

وأوضح الدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن التصدي لمشكلة مقاومة المضادات الحيوية، يتطلب تعزيز التكامل بين جميع شركاء المنظومة الصحية، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى أن المشكلة لم تعد في توافر الدواء، بل في كيفية استخدامه وآليات صرفه، ومدى التزام المنشآت الصحية بتطبيق سياسات واضحة لترشيد الاستخدام.

وأكد أن "جهار"، تقوم بتنفيذ مجموعة من الإجراءات، بهدف تعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، ورفع كفاءة الممارسات الصحية داخل المنشآت الطبية، وعلى رأسها إصدار وتطوير معايير اعتماد، تتضمن سياسات واضحة لترشيد استخدام المضادات الحيوية، إلى جانب تعزيز الإدارة الذكية للأدوية، من خلال إلزام المنشآت الصحية، بتشكيل فرق إشراف دوائي، واعتماد مؤشرات أداء دقيقة، لرصد أنماط وصف وصرف للأدوية.

وشدد الدكتور محمد لطيف، رئيس المجلس الصحي المصري، أن تعزيز الصحة العامة، يأتي على رأس أولويات المجلس، خاصة فيما يتعلق بوضع آليات واضحة للتعامل مع المضادات الحيوية، واستخدامها بشكل رشيد من خلال الأدلة الإرشادية والتوعية المجتمعية.

وأشار أن المجلس، قام بنشر 8 أدلة إرشادية حتى الآن، ضمن جهود متكاملة تشمل التوعية، ومكافحة العدوى، والتدريب، وذلك بالتعاون مع جهات وطنية معنية بالمجال الصحي، منوهًا إلى أن العمل جارٍ على تطوير مزيد من الأدلة، بالتعاون مع هيئة الدواء المصرية للتوعية، ونشر تلك الأدلة.

وأكد الدكتور نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، خلال كلمته، أن مؤتمر اليوم، يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لغسل الأيدي، لافتًا إلى الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، ومكافحة العدوى يمثلان ركيزتين أساسيتين في حماية الصحة العامة، ومواجهة خطر مقاومة الميكروبات، موضحًا أن المنظمة، تدعو إلى ترشيد استخدام المضادات الحيوية، وعدم صرفها إلا بوصفة طبية، مع ضرورة استكمال مدة العلاج المقررة، لتفادي ظهور سلالات بكتيرية مقاومة.

وقال مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية، تتطلب الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية والنظافة، وعلى رأسها تعقيم الأدوات الطبية، وغسل اليدين بانتظام، وتدريب الكوادر الصحية على أحدث البروتوكولات المعتمدة، مشددًا على أهمية رفع الوعي المجتمعي، بمخاطر الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية.

كما نبه إلى الدور الحيوي لوزارة الصحة والسكان في هذا الشأن، حيث تضمن المؤتمر ورشة عمل بعنوان “كيف يمكن للذكاء الاصطناعي، أن يكون نقطة تحول في مكافحة مقاومة الميكروبات”، حيث استعرضت الورشة، أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مراقبة استخدام المضادات الحيوية، وتحليل البيانات الوبائية، لتعزيز الاستجابة السريرية السريعة.

كما أقيمت حلقة نقاشية موسعة بعنوان "التحديات الحالية وآفاق المستقبل في مكافحة مقاومة الميكروبات"، وناقشت الحلقة محاور رئيسية، تتعلق باستخدام المضادات، والسياسات الوطنية وتكامل أدوار الجهات المعنية لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.

وقد شارك بالجلسة فيها نخبة من كبار الخبراء، فيما شهد المؤتمر كذلك، سلسلة من المحاضرات العلمية التي تناولت موضوعات بالغة الأهمية من بينها  "هل يمكن للجينوميات مساعدتنا في النجاة من جائحة مقاومة الميكروبات" و "حلول مبتكرة لعصر ما بعد المضادات الحيوية"،  إضافة إلى محاضرة حول "أهمية البيانات وتكنولوجيا المعلومات في إدارة المرضى".

واختتم المؤتمر، بتكريم الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة للعناصر الأكثر تميزًا، وممن لهم إسهامات في الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات، وهم الدكتورة مها محمد مصطفى، المشرف العام على المعامل برئاسة الهيئة.

إضافة إلى الدكتورة أسماء فكري أبوسنة، مسؤول ملف الخطط الاستراتيجية والتشغيل بإدارة الصيدلة برئاسة الهيئة، والدكتور صلاح متولي، نائب مدير عام الإدارة العامة للرعاية الأولية للتميز التشغيلي، والدكتورة مروة السيد حلاوة، ومدير إدارة الرعاية الأولية بفرع بورسعيد.

إلى جانب عدد من مديري وحدات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظات بورسعيد، والأقصر، والإسماعيلية، وجنوب سيناء، وأسوان، والسويس، ومنهم الدكتورة ريم محمد رشدي، مدير وحدة مناخ 1 ببورسعيد، والدكتور محمد حسني محمد، مدير إدارة الرعاية الأولية بفرع الأقصر.

فضلًا عن الدكتورة منى منير الشريف، مدير إدارة الرعاية الأولية بفرع الإسماعيلية، والدكتورة أماني عزت دمرداش، مدير إدارة الرعاية الأولية بفرع جنوب سيناء، والدكتور نجيب نجيب نصيف، مدير إدارة الرعاية الأولية بفرع أسوان، والدكتورة شيماء السيد إبراهيم، مدير إدارة الرعاية الأولية بفرع السويس.


كما تم تكريم الدكتورة رباب صلاح الدين عبداللطيف العليمي، استشاري مايكروبيولوجي، الدكتورة هبة كمال، مدير إدارة الصيدلة بفرع الإسماعيلية، الدكتورة مها محمد شهده، مدير الطوارئ بمستشفى السلام بورسعيد، الدكتورة شيماء محمد عبد الحميد خليل، عضو بالإدارة العامة للبحوث والتطوير.

بالإضافة إلى الدكتور أحمد حربي الصغير، من فريق الجودة بفرع الإسماعيلية، والدكتورة إيمان محمد سيد كفافي، من الإدارة العامة للبحوث والتطوير، وبحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والمستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات.

وكذلك الدكتور على الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتور محمد لُطيف، رئيس المجلس الصحي المصري، والدكتور حسين خضير، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، والدكتور نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، ونخبة من كبار الشخصيات والخبراء المتخصصين من مختلف الجهات والمؤسسات الصحية على المستويين المحلي والدولي.

Short Url

search