الأحد، 04 مايو 2025

10:24 م

شبكات الاتصالات بين الوعود والواقع، هل خذل الجيل الخامس العالم؟

الأحد، 04 مايو 2025 07:12 م

شبكات الاتصالات

شبكات الاتصالات

تحليل/ كريم قنديل

منذ انتشار الهواتف الخلوية عالميًا، انصب اهتمام الخبراء والباحثين على شبكات الاتصالات التي جسدت مفهومًا جديدًا لطرق التواصل اللاسلكي حول العالم، ولم تتوقف التوقعات، بشأن نمو الاتصالات ومستقبلها، حيث باتت الشركات تتنافس على تطوير قدراتها، باستخدام أهم الابتكارات، لجذب المزيد من المستهلكين.

شبكة الجيل الخامس

 

استثمارات شركات الاتصالات

واستثمرت شركات الاتصالات بالمليارات في تشغيل شبكة الجيل الخامس وتركيبها بين 2018 و2024م، لمواكبة العصر بينما تخضع الحكومات في المنطقة وحول العالم، إلى دورات تحديث متتالية لاستخدام هذه الشبكة، واعتماد أكثر الحلول تطورًا للاستجابة إلى متطلبات العملاء المتغيرة باستمرار. 

كما أنفقت الشركات، على مدى سنوات طوال، مبالغ لتشغيل الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة، وتمكين المستخدمين من إتمام أعمالهم على الإنترنت بسرعة ودقة، دون أي عائق.

تطور تكنولوجي وثورة رقمية

ومع تطور التكنولوجيا والثورة الرقمية، شهدت شبكات الاتصالات تطورًا ملحوظًا، يحاكي العصر الحديث، فمنذ إصدار تقنية الجيل الثاني في عام 2000م، وإطلاق الجيل الثالث في العام 2021م، وزيادة عدد المشتركين فيها حول العالم، تحولت الأنظمة العالمية للاتصالات، مع إعادة تعريف الاقتصاد الذي بات قائمًا على الاستثمارات في الرقمنة والإنترنت.

وبعد الجيلين الثالث والرابع، يُعد الجيل الخامس اليوم من أحدث التقنيات التي ساهمت بتغيير القطاعات وكيفية استخدامها للإنترنت، للاستجابة إلى مهام متعددة بسرعة أكبر، وتشكل شبكة الجيل الخامس 50%، من إجمالي شبكات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توقعات بوصول استثمار شركات الاتصالات في المنطقة بهذه التقنية، إلى 97 مليار دولار بحلول عام 2030م، وتحقيق إيرادات تبلغ 88 مليار دولار، مع نهاية العقد الحالي.

الجيل الخامس

 

السرعة، مؤشر مقارنة الشبكات

وعندما تفكر في شبكات الاتصالات، تكون السرعة هي العنصر الأهم لتحديد نجاح الشركة، وخاصةً عند مقارنتها بالشبكات السابقة، ولكن مع الانتقال من الجيل الثاني إلى الجيل السادس، حملت كل شبكة مميزاتها الخاصة.

من ناحية السرعة، تصل شبكة الجيل الرابع إلى سرعات قصوى تصل إلى 100 ميجابت في الثانية، بينما تتمتع شبكة الجيل الخامس، بسرعات أكثر بمائة مرة من الجيل الرابع، بينما تصل سرعة شبكة الجيل السادس، لما يصل بين 50 و 100 ضعف سعة الجيل الخامس.

 

كلفة عالية وإيرادات محدودة

وتُعوّل شركات الاتصالات، على إيراداتها السنوية الضخمة، لتأمين تغطية كاملة للجيل الخامس، وانتشارها في المناطق النائية، لكن فكرة أن الجيل الخامس، سيوفر إيرادات هائلة وسريعة، لم تُطبق في كل الحالات، كما كان متوقعًا. 

مقابل ذلك، لم يكن تركيب هذه الشبكة ونشرها كما كان مخططًا له، حيث تجاوزت كلفة هذه العملية، 6 مرات كلفة نشر وتركيب شبكة الجيل الرابع، ويعود ذلك إلى عناصر عدة، تتمثل بأن شبكة الجيل الخامس، تتطلب معدات كثيرة لكل ميل مربع، من تغطية الإشارة في المناطق، كما تُعد شبكة الجيل الخامس، أكثر كثافة مقارنة بالشبكات الأخرى.

الجيل الخامس

كما أن عملية التركيب والنشر، تتطلب إنفاقَ مزيد من الأموال لتركيب الآلات المطلوبة، وتزويد العملاء بالأجهزة الإلكترونية، التي تدعم الجيل الخامس، والتي يسهل التعامل بها، هذا بالإضافة إلى تكاليف الصيانة السنوية لأبراج الاتصالات الخاصة بشبكة الجيل الخامس، فهي تستهلك كمية أكبر من الطاقة الكهربائية، مقارنة بالجيل الرابع. 

وعلى الخط نفسه، تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من المستهلكين، لم تكن على استعداد لدفع زيادات للاشتراك في الشبكة شهريًا، أو للترقية من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس، ولم يكن أمام الشركات، خيارًا آخرًا إلا زيادة رسوم إضافية على خدمات الشبكة، ما أثار عدم الاستقرار في الأسواق المحلية.

شبكة الجيل الخامس، شبكة الخلاص

وتم اعتبار شبكة الجيل الخامس "شبكة الخلاص" للأنشطة على الإنترنت، فهي ليست مجرّد شبكة متطورة فحسب، بل هي عنصر من أهم العناصر التي غيَّرت حياتنا مع الثورة التكنولوجية على مختلف المستويات، وبين الوعود والأفعال على أرض الواقع، كيف كان أداء الجيل الخامس طيلة هذه السنوات.

هل كانت هذه الشبكة على قدر التوقعات والأحلام التي بُنيت على أساسها؟ أم أنها ما زالت محدودة الخدمات؟

Short Url

search