ميزانية ترامب 2025 تثير الجدل، هل تمثل انقلابًا على أولويات أمريكا؟ (تفاصيل)

السبت، 03 مايو 2025 04:49 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

شهيرة أحمد

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية الأمريكية، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترحًا شاملًا للميزانية يتضمن انخفاض كبير في الإنفاق الفيدرالي غير الدفاعي بقيمة 163 مليار دولار.

ويستهدف المقترح الذي قدمه للكونجرس، أمس يوم الجمعة، ما وصفته إدارة ترامب بأنه برامج "مستيقظة"، "مهدرة"، أو "مُسيسة ضد المواطن الأمريكي العادي العامل"، في الوقت الذي يدعو فيه إلى زيادة غير مسبوقة في ميزانية الدفاع وأمن الحدود.

خفض تاريخي في الإنفاق غير الدفاعي

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز”، يشير المقترح الذي قدمه، إلى تقليص الإنفاق غير الدفاعي بنسبة 22.6%، ليصل إلى أدنى مستويات له منذ عام 2017، ويشمل ذلك تقليصات ضخمة في قطاعات الرعاية الصحية، والتعليم، والبيئة، والمساعدات الخارجية.

من أكثر الجوانب إثارة للانتباه في المقترح، تقليص المساعدات الخارجية بمقدار 49 مليار دولار، إلى جانب إغلاق وكالة التنمية الدولية (USAID)، التي جرى تقليصها في وقت سابق إلى هيكل رمزي فقط.

هجوم على "الدولة الإدارية" بقيادة إيلون ماسك

تعزز الخطة أيضًا دور "وزارة كفاءة الحكومة"، وهي جهة حديثة التكوين تشارك في قيادتها رجل الأعمال إيلون ماسك، وتهدف إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية.

وقال راس فوت، مدير مكتب الإدارة والموازنة، إن الإنفاق الحالي يمول منظمات ومؤسسات تعليمية هدفها الترويج لأيديولوجيات متطرفة، تتعلق بالجندر والمناخ، متابعًا أن ذلك يتعارض مع نمط الحياة الأمريكي واحتياجات المواطنين العاديين.

ويُبرز المقترح أولويات ترامب في ما يعرف بـ"الإنفاق التقديري"، وهو الجزء من الميزانية الفيدرالية الذي يخضع لموافقة سنوية من الكونجرس، ولا يشمل بنود الإنفاق الإلزامي مثل الضمان الاجتماعي، والرعاية الصحية، وخدمة الدين العام.

استهداف أجندة المناخ والتعليم والوكالات الفيدرالية

الخطة تستهدف تقليص التمويل المخصص لمبادرات المناخ والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، كما تتضمن تقليصًا كبيرًا في تمويل وزارة التعليم، التي تعهد ترامب بإغلاقها بالكامل، وذلك تحت ما تصفه الإدارة بـ"أجندة المناخ العالمية".

وتشمل الخطة أيضًا تقليص ميزانيات المعاهد الوطنية للصحة، ووكالة إدارة الطوارئ، وهيئة الضرائب الفيدرالية، والتي يزعم ترامب أنها "تم تسليحها سياسياً".

زيادة كبيرة في ميزانيتي الدفاع والأمن

في المقابل، تتضمن الخطة زيادات ضخمة في الإنفاق على الجيش وأمن الحدود، إذ تقترح زيادة بنسبة 13% في ميزانية الدفاع، و65% في ميزانية وزارة الأمن الداخلي، في إطار سعي ترامب لتعزيز الأمن ومحاربة الهجرة غير الشرعية.

انقسام داخل الكونجرس

رغم إشادة رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بالخطة ووصفها بـ"الطموحة والجريئة"، أعربت سوزان كولينز، رئيسة لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، عن "اعتراضات جدية" على العديد من مكونات الخطة.

انتقادات حادة من الديمقراطيين

وهاجم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، المقترح بشدة، واصفًا إياه بأنه “عديم الرحمة”، مؤكداً أن حزبه سيعارض أي محاولات من الجمهوريين لدمج هذه الخطة في التشريعات.

وقال شومر، في منشور له عبر منصة "إكس": "بينما يقضي ترامب على الرعاية الصحية، ويقلّص التعليم، ويفرغ البرامج التي تعتمد عليها العائلات، فإنه في نفس الوقت يمول إعفاءات ضريبية للمليارديرات والشركات الكبرى.

وأضاف أن هذه ليست فقط سياسة مالية غير مسؤولة، بل خيانة للمواطنين الأمريكيين العاملين من رئيس مفلس أخلاقياً.

مصير غامض للمقترح

تندرج هذه الخطة ضمن تصعيد ترامب لهجومه على ما يسميه "الدولة الإدارية"، في تحرك يقوده جزئيًا رجل الأعمال إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم.

ومع ذلك، من المتوقع أن تواجه الخطة تحديات وصعوبات كبيرة داخل الكونجرس، نظرًا لهوامش الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ.

Short Url

أخبار متعلقة