الأحد، 04 مايو 2025

01:27 ص

أنوبك في أسيوط، مشروع استراتيجي يعيد رسم خريطة الطاقة في مصر

السبت، 03 مايو 2025 12:48 م

إنتاج السولار

إنتاج السولار

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت تحاول مصر فيه تقليل فاتورة الاستيراد، ومواجهة تقلبات العملة والتضخم، تظهر مشاريع مثل "أنوبك" في أسيوط كحل اقتصادي مهم، وهذا المصنع، ليس مشروعًا صناعيًا فقط، بل استراتيجي أيضًا مؤثر على منظومة الطاقة، والموازنة العامة، وحتى فرص الشغل في الصعيد، وسنوضح في هذا التحليل، أبعاد هذا المشروع وتداعياته المتوقعة.

مشروع أنوبك أسيوط يعلن إنتاج 2.5 مليون طن من السولار وتقليص الاعتماد على  الاستيراد - إيجي إن

 

أنوبك، مشروعٌ يحوّل المازوت قليل القيمة لمنتجات بترولية ثمينة ومطلوبة

وتعتبر هذه الفكرة عبقرية، حيث تمتلك مصر مازوت تنتجه شركة تكرير أسيوط، قيمته قليلة والطلب عليه كذلك، لذا قررت الدولة بدلًا من التخلص منه أو تصديره للخارج، تحويله لمنتجات مثل السولار، والنافتا، والبوتاجاز، والفحم، والكبريت، والتي تعد كلها منتجات عليها طلب قوي، وتدخل في صناعات كثيرة، ووفقًا لـ “الشرق بلومبرغ”، فالإنتاج السنوي المتوقع، يصل إلى 2.5 مليون طن سولار، 400 ألف طن نافتا، و 100 ألف طن بوتاجاز، و 300 ألف طن فحم، و 66 ألف طن كبريت، أي يغطي المصنع لوحده جزءً كبيرًا من احتياجات الصعيد، ويوفر على الدولة استيراد كميات ضخمة من الوقود.

مشروع أنوبك

 

التكلفة عالية لكن المردود أكبر، حتى مع تقلبات الدولار

وبدأ المشروع بـتكلفة مستهدفة 2.8 مليار دولار، لكن نظرًا لارتفاع الأسعار وسعر الصرف، وصل الرقم لـ3,1 مليار دولار، وبالرغم من ذلك، فالحكومة استمرت؛ لأن العائد أكبر بكثير من التكلفة على المدى الطويل، خاصة مع التوقعات بارتفاع أسعار الطاقة عالميًا، والمكون المحلي في المشروع الذي يبلغ حوالي 40%، وهذا يعكس أن الصناعة المصرية تكسب، سواءً في التوريد أو في التشغيل.

 

“تمويل دولي بثقة أجنبية” .. المشروع لن يقف على التمويل المحلي

وفي عام 2022م، وقعت أنوبك اتفاقيات تمويل بـ1.5 مليار دولار مع بنوك دولية مثل:- (كريدي أجريكول، ويوني كريديت، وإتش إس بي سي)، وجاء هذا التمويل بضمان من وكالة تنمية الصادرات الإيطالية (ساتشي)، وهذا يعني أن المجتمع المالي الدولي، يرى أن هذا المشروع واعد ويستحق الدعم.

 

وصول التنمية للصعيد خطوة نحو العدالة الجغرافية

وتتركز الكثير من المشروعات البترولية الكبرى في البحر المتوسط أو السويس، لكن “أنوبك” غير ذلك، حيث أن المصنع يقع في أسيوط، ويعني ذلك فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للصعيد، وتوفير طاقة أرخص وأسرع، وتقليل التكدس الصناعي في العاصمة.

“توقعات اقتصادية”.. قدرة المشروع على تغيير شكل سوق الطاقة في مصر حتمية

تراجع فاتورة الاستيراد:- سيوفر المصنع منتجات كان سيتم استيرادها، ما يقلل الضغط على العملة الصعبة.

تحسين ميزان المدفوعات:- تقليل الواردات، يعزز مركز مصر الاقتصادي أمام المؤسسات الدولية.

خلق فرص عمل:- من البناء والتشغيل، وحتى النقل والخدمات المساعدة.

نقل تكنولوجيا وخبرة دولية:- الشراكة مع شركات تمويل أجنبية، ستنقل طرق تشغيل متطورة.

دعم الاستقرار الاقتصادي:- تقلل المشاريع من حساسية الاقتصاد للصدمات الخارجية، خاصة في قطاع الطاقة.

 

مشروع أنوبك ليس مجرد مصنع، بل استثمار في مستقبل مصر الطاقي

وفي وقتٍ العالم بأكمله يبحث عن مصادر آمنة ومستدامة لـ “الطاقة”، تأخذ مصر خطوة ذكية بتحويل منتج ضعيف مثل المازوت لمنتجات لها قيمة كبيرة، حيث يعتبر مشروع أنوبك في أسيوط هو مثال حقيقي على قدرة مصر على التخطيط الصناعي، والذي يدفع عجلة التنمية الاقتصادية، ويحسن الميزان التجاري، ويقدم فرصة للصعيد للمشاركة في نهضة اقتصادية حقيقية.

Short Url

search