الجمعة، 02 مايو 2025

09:04 ص

جنود خارقون وجينات ذكية، تحذير أمريكي من سباق بيولوجي تقوده الصين (ما القصة؟)

الجمعة، 02 مايو 2025 12:49 ص

سباق بيولوجي تقوده الصين

سباق بيولوجي تقوده الصين

شهيرة أحمد

في تقرير أمريكي رسمي أثار ردود فعل واسعة، حذّرت لجنة الأمن القومي المعنية بالتكنولوجيا الحيوية من أن بكين تدمج التعديل الوراثي بالذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في قدرات جيشها ووصف التقرير هذا التطور بـ "الجنود الخارقين"، في إطار خطة استراتيجية لتحويله إلى قوة عالمية بحلول عام 2049.

وكشف التقرير، الذي رفع إلى الكونجرس، تفاصيل مثيرة عن مشروع عسكري يصفه الخبراء بأنه "غير تقليدي ومقلق"، يحمل في طياته ملامح حروب المستقبل، حيث لا يقتصر المقاتل على اللحم والدم، بل يتكوّن أيضًا من شفرات جينية وخوارزميات ذكية.

"الحرب الذكية".. مفهوم عسكري جديد تقوده بكين

تسعى الصين إلى اعتماد ما تسميه "الحرب الذكية"، التي تدمج التكنولوجيا الحيوية بالذكاء الاصطناعي، في إطار خطة مدروسة لبناء جيش عالمي حديث.

ويعتمد هذا التوجه على ما يعرف بـ"الاندماج العسكري المدني"، الذي يدمج البحث العلمي المدني بالأغراض العسكرية، ما يمنح الصين قدرة على تسريع تطوير تقنيات متقدمة قد تعيد صياغة شكل الحرب في المستقبل القريب، وفقا لما ذكره موقع sustainability-times.

رئيس لجنة الأمن القومي: الصين بدأت مبكرًا.. وأمريكا متأخرة

وفي هذا السياق، أشار السيناتور تود يونج،  رئيس لجنة الأمن القومي المعنية بالتكنولوجيا الحيوية الناشئة، إلى أن الصين بدأت بوضع استراتيجية بيولوجية منذ أكثر من عقدين، في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة تفتقر إلى خطة شاملة، وتعتمد بشكل رئيسي على القطاع الخاص.

وأوضح يونج أنه يضغط لزيادة الإنفاق الحكومي على التكنولوجيا الحيوية ضمن ميزانية الدفاع لعام 2026، بهدف تقليص الفجوة المتنامية.

اختبارات بشرية.. اتهامات أمريكية صريحة للصين

أعاد التقرير تسليط الضوء على تصريحات سابقة لمدير الاستخبارات الوطنية الأمريكي السابق، جون راتكليف، الذي اتهم الصين بإجراء اختبارات بشرية على أفراد من جيشها لتطوير جنود بقدرات بيولوجية معززة، وفقًا لما كتبه في صحيفة وول ستريت جورنال.

ووصف راتكليف الصين بأنها التهديد الاستراتيجي الأكبر لأمريكا، محذرًا من طموحاتها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجيا المتسارعة.

جنود معدّلون وراثيًا.. خيال علمي يتحول إلى واقع

من أكثر النقاط التي أثارت القلق في التقرير، الحديث عن تطوير جنود يتمتعون بقدرات جسدية وذهنية فائقة، نتيجة تعديل جيني ودمج مباشر لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأصبحت هذه الفكرة، التي كانت حتى وقت قريب حكرًا على أفلام الخيال العلمي، اليوم مشروعًا فعليًا يخضع للتجربة، ما ينذر بتحول جذري في طبيعة الجيوش والحروب.

خلل في توازن القوى العالمي.. وتحذير من تهديد مباشر

يحذر التقرير من أن هذه الطفرات التكنولوجية قد تحدث خللًا طويل الأمد في توازن القوى، مما يستدعي تحركًا أمريكيًا عاجلًا.

وشددت اللجنة على ضرورة دعم البحث العلمي المحلي، وفرض قيود مشددة على الاستثمارات الصينية في القطاعات الحيوية، إلى جانب تعزيز حماية الملكية الفكرية من القرصنة والتجسس الصناعي.

الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف ساحة المعركة

يرى معدو التقرير أن مزج الذكاء الاصطناعي بالتعديل الجيني قد يفتح بابًا نحو جيل جديد من الجنود يتفوق على الجيوش التقليدية في القوة والسرعة واتخاذ القرار.

وأكدوا أن هذا النوع من المقاتلين قد يجعل الطائرات المسيّرة الحالية تبدو بدائية مقارنةً بما تخطط له بكين من "قوات ذكية مبرمجة".

استراتيجية أمريكية مضادة.. استثمار وتقييد ورقابة

كرد على هذا التهديد، أوصى التقرير بتبني استراتيجية مزدوجة تتضمن ضخ ما لا يقل عن 15 مليار دولار في مجال التكنولوجيا الحيوية خلال خمس سنوات، وتشديد الرقابة على الشركات الصينية في الأسواق الأمريكية، وتعزيز التعاون الدولي لحماية أمن البيانات البيولوجية وتطوير الكفاءات المحلية في هذا المجال.

السباق إلى المستقبل.. هل تلحق أمريكا ببكين؟

يحذّر التقرير من تراجع الريادة الأمريكية في مجال الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، مقابل تقدم صيني يقوده نموذج موجه من الدولة. 

وأكد أن اللحظة الحالية تمثل مفترق طرق للولايات المتحدة، حيث لم يعد الصراع مقتصرًا على الأسلحة التقليدية، بل امتد إلى ساحات قتال المستقبل، التي سيُصاغ جنودها من مزيج من الجينات والخوارزميات.

مع تصاعد هذه التطورات المتسارعة، تواجه الولايات المتحدة تهديدًا غير تقليدي يتطلب تحركًا عاجلًا وشاملًا، لا يقتصر على المجال العسكري فقط، بل يشمل أيضًا دعم البحث العلمي، وإعادة تشكيل السياسات الاقتصادية، وتعزيز قدرات الأمن السيبراني.

Short Url

search