من دبي إلى شمال إفريقيا وجنوب آسيا، "فينبورصا" تطلق ثورة رقمية في الاستثمار (تفاصيل)

الجمعة، 02 مايو 2025 12:59 ص

ثورة رقمية في الاستثمار

شهيرة أحمد

في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالأسواق الخاصة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شهد مركز دبي المالي العالمي (DIFC) هذا الأسبوع الإطلاق الرسمي لمنصة "فينبورصا" الاستثمارية، التي تسعى إلى إحداث تحول رقمي في واحد من أكثر القطاعات تعقيدًا وانغلاقًا في عالم المال.

رقمنة سوق معقد ومغلق

وتستهدف "فينبورصا" سوق الاستثمارات الخاصة، الذي غالبًا ما يوصف بالبطء والتعقيد واعتماده على العلاقات الشخصية والعمولات المرتفعة.

وبدلاً من تنفيذ الصفقات المالية نفسها، تقدم المنصة بيئة رقمية محايدة تربط بين المستثمرين وطالبي التمويل والمستشارين الماليين، من خلال أدوات موحدة تشمل إدارة الامتثال، غرف بيانات افتراضية، ولوحات تحكم مخصصة.

وفي هذا السياق، قال إسماعيل بدر الدين، الرئيس التنفيذي للمنصة، إن "فينبورصا" وُلدت من معاناة حقيقية وحاجة واقعية، موضحًا: “كنا نرى أدوات متفرقة وغير مترابطة، البريد الإلكتروني، الإكسل، غرف البيانات، الامتثال اليدوي، وكلها تعمل بمعزل عن بعضها، فتساءلنا: لماذا لا توجد منصة واحدة توحد كل هذه المكونات؟”، وفقًا لما ذكرته CNN الاقتصادية.

نموذج اشتراكات لتقليل الحواجز

وبخلاف العديد من المنصات التي تعتمد على نموذج العمولة، اختارت "فينبورصا" العمل وفق نظام اشتراكات شهرية أو سنوية، لتقليل الحواجز المالية والنفسية، لا سيما أمام الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة.

وأضاف بدر الدين، أن الشركات الصغيرة لا تستطيع تحمل نسب عمولات ضخمة تقتطع قبل أن تحصل على التمويل أصلاً، متابعًا: "نحن نحاول إزالة بعض التكاليف غير الضرورية وتقديم أدوات تُسهم في اتخاذ قرارات استثمارية أسرع وأكثر وعيًا".

العلاقات باقية.. لكن التقنية تختصر الطريق

وأقر الرئيس التنفيذي للمنصة، بأن الثقة والعلاقات الشخصية لا تزال جوهرية في الأسواق الخاصة، لكن التقنية، برأيه، يمكن أن تسهّل بناء هذه العلاقات.

وأوضح أن المنصة لا تلغي العلاقات، لكنها تختصر الطريق، وبدلاً من أسابيع من البحث، يمكن أن تبدأ المحادثة مع مستثمر خلال ساعات، متابعًا: "إذا استطاعت التكنولوجيا رقمنة قطاعات مثل الدفع والتجارة والأمن السيبراني، فلماذا لا تتمكن من تطوير أدوات الاستثمار؟".

سد فجوة الأسواق الناشئة

وتستهدف "فينبورصا" بشكل خاص الفاعلين في الأسواق الناشئة، مثل الشركات الريادية، والصناديق الصغيرة، والمستشارين المستقلين، الذين غالبًا ما يواجهون صعوبات في الوصول إلى مستثمرين خارج دوائرهم التقليدية، وفقًا لما ذكره الرئيس التنفيذي للمنصة.

وأشار بدر الدين إلى أن كثيرًا من الشركات في العالم العربي لديها منتجات قوية لكنها تفتقر إلى قنوات اتصال فعالة مع المستثمرين، مضيفًا: "نحن نحاول سد هذه الفجوة، ولو بشكل جزئي".

خطط توسع إقليمي وأدوات تحليل ذكية

وفي المرحلة المقبلة، تعتزم المنصة التوسع في دول الخليج، وشمال إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، مستهدفة الأسواق التي تتمتع بطاقات شبابية ضخمة لكنها لا تزال خارج نطاق اهتمام كبار المستثمرين الدوليين.

كما تخطط "فينبورصا" لإطلاق أدوات تحليل ذكية، ومؤشرات أداء مخصصة، وتكامل مع شبكات استثمارية وحاضنات أعمال.

وأكد بدر الدين، أن النجاح لن يُقاس بعدد المستخدمين، بل بعدد الصفقات التي تمّت، وعدد الشركات التي جمعت تمويلاً فعليًا عبر المنصة.

Short Url

أخبار متعلقة