الجمعة، 02 مايو 2025

05:46 م

انخفاض ثقة المستهلكين في «الاقتصاد الأمريكي» وتزايد المخاوف من المستقبل

الجمعة، 02 مايو 2025 07:25 ص

الاقتصاد الأمريكي

الاقتصاد الأمريكي

قلق متصاعد ينمو في صميم الاقتصاد الأمريكي، بعدما هبطت ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام، متأثرة بعوامل متشابكة، تتصدرها الرسوم الجمركية المتصاعدة التي أشعلت فتيل حرب تجارية بين أمريكا وشركائها التجاريين، وألقت بظلالها القاتمة على مستقبل الأسعار والاستقرار المالي.

 

تراجع مؤشر ثقة المستهلك وتوقعات المستقبل

مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن منظمة "كونفرنس بورد" انخفض بنحو 7.9 نقطة ليصل إلى 86 نقطة في أبريل، وهو مستوى أقل من تقديرات داو جونز البالغة 87.7 نقطة، وأدنى قراءة للمؤشر منذ عام 2020.. ومع ذلك، تدهورت النظرة إلى الأوضاع المستقبلية بشكل أكبر.

مؤشر توقعات مجلس المؤتمرات الذي يقيس نظرة المشاركين إلى الأشهر الستة المقبلة، تراجع إلى 54.4 نقطة، بانخفاض نسبته 12.5 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2011. لتتدهور بذلك جميع مكونات التوقعات الثلاثة التي تمثل ظروف العمل، وآفاق التوظيف، والدخل المستقبلي بشكل حاد، ما يعكس تشاؤما واسع النطاق بشأن المستقبل.

 

تدهور التوقعات المستقبلية وتأثيرها على سوق الأسهم

التوقعات المتشائمة امتدت إلى سوق الأسهم، لتبلغ التوقعات بانخفاض الأسعار خلال الاثني عشر شهرًا القادمة إلى 48.5%، وهي أسوأ قراءة منذ أكتوبر 2011. كما ارتفعت توقعات التضخم بنسبة 7% للعام المقبل، وهي أعلى نسبة منذ نوفمبر 2022.

كان الخوف من الرسوم الجمركية هو الدافع وراء هذا التشاؤم، حيث بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في الاستطلاع، كما بلغت توقعات الركود أعلى مستوى لها في عامين.

 

تراجع الثقة في سوق التوظيف وتداعياته على الاقتصاد

هذه التوقعات لم تكن وحدها كافية، فقد تراجعت أيضا الثقة في سوق التوظيف إلى مستويات لم تسجل منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، ما بعث برسائل قلق إلى وول ستريت وصناع القرار في واشنطن على حد سواء. وفي بيانات ذات صلة، أفاد مكتب إحصاءات العمل بأن إعلانات التوظيف في مارس انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2024.

أسباب هذا الانحدار تتجاوز العوامل المباشرة، فالغموض بشأن السياسة النقدية، والتقلبات في سوق الأسهم، وارتفاع تكلفة المعيشة، كلها ساهمت في رسم توقعات متشائمة. والمواطن الأمريكي، الذي لطالما كان المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد، بات اليوم أكثر حذرا، وأكثر ميلا للادخار من الإنفاق.

Short Url

search