الخميس، 01 مايو 2025

06:38 م

الصين في إفريقيا، طرق بصناعات صينية جديدة تمر من القارة السمراء

الخميس، 01 مايو 2025 02:31 م

الصين وأفريقيا

الصين وأفريقيا

تحليل/ كريم قنديل

مع كل كيلومتر لطريقٍ جديدٍ تبنيه الصين في إفريقيا، وكل جسر ترفعه فوق الأنهار، وكل خط سكة حديد يمتد عبر السهول، يترسخ نفوذ بكين في القارة السمراء، فالأرقام وحدها تكشف حجم الطموح الصيني، 100 ألف كيلومتر من الطرق، 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية، و 1000 جسر، ومليون فرصة عمل مباشرة.

وفي إبريل من العام 2025م، أطلقت بكين غرفة تجارة جديدة مع إفريقيا تضم 15 عضوًا، في خطوة ترمز إلى رسوخ الحضور الاقتصادي الصيني، والذي لم يعد مجرد استثمار، بل تحول إلى شراكة استراتيجية شاملة.

الوجود الصيني في أفريقيا

من الشراكة إلى السيطرة؟

وفي ظاهرها، تبدو الاستثمارات الصينية دفعة تنموية ضرورية لقارة ما تزال تحتاج إلى بنى تحتية قوية، لكن التوسع السريع أثار مخاوف لدى العواصم الغربية، ففي الوقت الذي تُعد فيه شركات كبرى مثل هواوي لاعبًا رئيسيًا في تطوير قطاع الاتصالات الإفريقي، باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار دولار، وبتوظيف أكثر من 4 آلاف عامل، يرى البعض في ذلك محاولة ممنهجة لتأمين الموارد أكثر من كونه تعاونًا نزيهًا.

اقتصاد إفريقيا على إيقاع التنين الصيني

وتشير الأرقام إلى قفزة هائلة في التجارة بين الصين وإفريقيا، إذ ارتفعت من 9 مليارات دولار في عام 2000م، إلى 160 مليار دولار في 2011م، كما ارتفعت حصة الصين من إجمالي تجارة القارة، من 3% إلى 13%، ولكن هذا الارتباط الوثيق يحمل في طياته مخاطر واضحة، فتباطؤ الاقتصاد الصيني، قد يعني تلقائيًا انكماشًا في تدفقات التمويل، والتجارة نحو إفريقيا.

فعلى سبيل المثال، موّلت بكين مشاريع بنية تحتية عملاقة في غانا بقيمة 13 مليار دولار، وفي الكونغو بـ6 مليارات، لكن هذه التدفقات، قد تتقلص في حال تشددت شروط التمويل، نتيجة ضعف النمو الصيني المتوقع في الأعوام القادمة، والذي تراجع، إلى 8.2% و8.8%، في 2012م و2013م على التوالي، حسب صندوق النقد الدولي.

الوجود الصيني في أفريقيا

المخاطر الخاصة، عندما يُهدد المستثمرون الصغار التوازن

لم تعد الشركات الكبرى وحدها في الصورة، بل باتت شركات صينية خاصة صغيرة، تدخل السوق الإفريقية بلا ضوابط حكومية مباشرة، ورغم أنها توسعت في قطاعات جديدة بعيدًا عن النفط والموارد الطبيعية، إلا أن التوترات تصاعدت، فمزارعون في إثيوبيا وزامبيا، اشتكوا من فقدان أراضيهم، حيث وصفت الصين في مؤتمر للبنك الدولي بأنها أكبر مستولي على الأراضي في إفريقيا.

الصين وأفريقيا

 

بين الفرصة والتهديد، أي مستقبل لشراكة الصين وإفريقيا؟

ورغم هذه التحديات، تبقى هناك فرصة استراتيجية أمام إفريقيا لتحويل التعاون مع الصين إلى رافعة حقيقية للنمو والتنويع الاقتصادي، فالمكاسب لن تكون مستدامة إلا إذا ترافق الاستثمار مع نقل المهارات والتكنولوجيا، وتعزيز دور الشركات الإفريقية، وتوسيع نطاق الشراكة، ليشمل القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

في المقابل، على الدول الإفريقية، أن تتبنى سياسات أكثر تنوعًا في مصادر التمويل، فبدلًا من الاعتماد المفرط على البنوك الصينية، يمكن تعزيز دور بنك التنمية الإفريقي والمؤسسات الإقليمية لتمويل النمو، بما يضمن استقلالية القرار الاقتصادي، ويقلل من المخاطر المرتبطة بأي تباطؤ في بكين.

Short Url

search