منقذ أم مدمّر؟، تعرف على الوجه الآخر لرسوم ترامب الجمركية

تعيش الولايات المتحدة حالة من القلق الاقتصادي إثر رسوم ترامب الجمركية، مما خلق واقع تجاري متأثراً بشكل كبير، حيث عانت المصانع من التأثير السلبي نتاج التعريفات الجمركية الأمريكية. 

الواقع التجاري المتوتر بشكل متزايد، بات يُزعزع سلاسل التوريد ويُؤثر سلبًا على الأسعار في البلاد التي تعاني من أثار جائحة "كوفيد 19" الماضية والتي أثرت على مستوى العالم. 

وفي مقال نشر عبر صحيفة الجارديان البريطانية، قالت من خلاله، يبدو الأمر، من نواحي عديدة، وكأنه كوفيد-2.0. الكثير من الأمور تتعطل بسرعة كبيرة، مثل العديد من الشركات في أمريكا في عهد دونالد ترامب، يواجه مصنع الجعة الحرفي "برو جنتلمان"، التابع لمات كاتاسي، بيئة تجارية غامضة ومحيرة.

وتقول ألينا ويبر، الرئيسة التنفيذية للعمليات في المصنع: "لأول مرة، كشركة تعمل منذ 15 عامًا، بدأنا نتلقى رسائل بريد إلكتروني صريحة تقول، "على هذا الطلب الحالي، ستشهدون الآن زيادة بنسبة 30%، ثم إلى 130%'".

أزمات الشركات.. الجمارك تلتهم السلع 

ويقع مصنع الجعة في بنسلفانيا ، حيث افتتح الصناعي الاسكتلندي المولد أندرو كارنيجي أول مصنع للصلب له قبل حوالي 150 عامًا، مؤسسًا صناعة دعمت التصنيع في أمريكا، ولا يزال المصنع الضخم يعمل اليوم، لكن الرسوم الجمركية التي يزعم ترامب أنها ستعيد مجد مدن حزام الصدأ مثل هذه قد ألحقت الفوضى بآلاف الشركات في جميع أنحاء المنطقة.

بالنسبة لمصنعي البيرة، تهدد الرسوم الجمركية حتى شحنة من مقابض صنابير البيرة المصنوعة في الصين والمُصممة خصيصًا، والتي تنتظر في الموانئ ريثما يتفاوض المصنع على السعر مع مورديه. يقول ويبر: "هذه المقابض الآن في الجمارك وستبقى هناك لفترة طويلة".

اضطر مصنع البيرة إلى التحول بسرعة خلال جائحة كوفيد، حيث تحول من بيع البيرة للسكان المحليين في حاناته إلى التركيز بنسبة ١٠٠٪ على التصنيع.

رسوم ترامب وسيلة حاسمة 

أشاد ديفيد ماكول، الرئيس الدولي لاتحاد عمال الصلب المتحدين في بيتسبرغ " بنسلفانيا"، برسوم ترامب الجمركية، واصفًا إياها بأنها "وسيلة حاسمة لكبح جماح الجهات السيئة التي تعتبر الوصول إلى السوق الأمريكية حقًا لا امتيازًا".

وفي المقر القريب لهيئة وادي الصلب، التي تدعم الشركات في هذه المنطقة منذ عقود، يبدو مديرها التنفيذي المخضرم توم كروفت أكثر تشككًا، ويقول: "ما نسمعه هو أن هناك الكثير من عدم اليقين، الأسعار هي العامل الأهم، وسلسلة توريد المنتجات"، "في الوقت الحالي، من السابق لأوانه الجزم بذلك، لكن الناس يعتقدون أن الأمر يشبه إلى حد كبير إغلاق كوفيد".

وأبقى الرئيس السابق للولايات المتحدة جو بايدن على التعريفات الجمركية على الصين التي فرضها ترامب في ولايته الأولى، وكان يستعد للتدخل لعرقلة صفقة نيبون، دعم ترامب عملية الاستحواذ خلال حملته الانتخابية، لكنه أشار مؤخرًا إلى أنه لا يريد أن "تتجه شركة يو إس ستيل إلى اليابان".

ويحتدم الجدل في مدينة بيتسبرغ الصناعية العريقة سابقًا، والتي حوّلت نفسها في العقود الأخيرة لتتخصص في التعليم والطب.