الجمعة، 02 مايو 2025

07:01 ص

"الاتصالات" توضح دور الذكاء الاصطناعي في صون وتعزيز التراث الثقافي

الأربعاء، 30 أبريل 2025 08:16 م

فعالية "الذكاء الاصطناعي والمجتمع"

فعالية "الذكاء الاصطناعي والمجتمع"

نظمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فعالية "الذكاء الاصطناعي والمجتمع" ضمن الجولة الثانية من المشاورات الوطنية، لتقييم جاهزية الذكاء الاصطناعي في مصر، وذلك بمركز إبداع مصر الرقمية – كريتيفا الجيزة، بمشاركة نخبة من ممثلي الوزارات والجامعات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

كما تأتي هذه الفعالية، استكمالًا لمسار بدأ في فبراير الماضي مع إطلاق منهجية تقييم الجاهزية للذكاء الاصطناعي فى مصر، إلى جانب عقد الجولة الأولى من المشاورات الوطنية، والتي تناولت آنذاك أبعادًا جوهرية مثل الاقتصاد، والتشريعات، والتعليم، بينما ركزت الجولة الحالية، على تناول الجوانب الاجتماعية والثقافية والبيئية للذكاء الاصطناعي، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الذكاء الاصطناعي، يجب أن يكون أداةً لتمكين الإنسان، لا بديلًا عنه.

التزام مصر بتطوير بيئة رقمية عادلة وشاملة

وأكدت الدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية، أن هذه المشاورات تعكس التزام مصر بتطوير بيئة رقمية عادلة وشاملة، قائمة على الثقة والمسؤولية، وتتماشى مع أهداف الدولة فى تعزيز مكانتها إقليميًا ودوليًا.

وأشارت إلى أن نجاح أي سياسة رقمية، لا يُقاس بالتطور التقني فقط، بل بمدى تأثيرها الإيجابى على المجتمع، داعية إلى تبني نهجٍ تشاركي يضم جميع فئات المجتمع، من الحكومة والقطاع الخاص إلى الشباب والمبدعين، مؤكدةً أن هذا التقييم يتكامل مع الإصدار الثاني من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تضع الإنسان فى قلب سياسات الذكاء الاصطناعي.

وضمت المشاورات، ثلاث جلسات رئيسية تناولت مختلف أبعاد الذكاء الاصطناعي، حيث تناولت جلسة "الذكاء الاصطناعى والثقافة: الحفاظ على الماضي والابتكار للمستقبل"، دور الذكاء الاصطناعي في صون وتعزيز التراث الثقافي، عبر تقنيات حديثة مثل الرقمنة، الواقع المعزز، والخرائط التفاعلية.

 

دعم تقني ومؤسسي من اليونسكو والشركاء الدوليين لتعزيز توثيق التراث الثقافي المصري

وشدد المتحدثون، على ضرورة توفير دعمٍ تقنيٍ ومؤسسيٍ من اليونسكو والشركاء الدوليين، لتعزيز توثيق التراث الثقافي المصري، بما يعود بالنفع الاقتصادي والمجتمعي، مؤكدين أهمية التعاون المحلي والدولي في رقمنة الأرشيفات المتحفية، وإطلاق برامج زمالة وتبادل خبرات دولية، لدعم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحفظ والتوثيق.

وأشارو إلى تزايد اهتمام الأكاديميين والطلاب، بدمج الذكاء الاصطناعي في حماية التراث، داعين إلى توسيع منصات التعاون، وتبادل الخبرات في هذا المجال، كما عقدت جلسة بعنوان “الذكاء الاصطناعى والشمول الاجتماعي: بناء مجتمع أكثر عدالة”.

وتناولت الجلسة، كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، كأداة لتعزيز الإدماج الاجتماعي ومكافحة التحيز الخوارزمي، حيث أجمع المشاركون، على الحاجة الملحة لمعالجة التحيزات المدمجة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، لا سيما تجاه النساء والفئات المهمشة.

ومشددوا خلال الجلسة، على أهمية بناء شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، وإطلاق حملات وطنية للتوعية بالذكاء الاصطناعي وتعزيز الثقافة الرقمية، مؤكدين أن تحقيق الشمولية، يجب أن يكون هدفًا رئيسيًا في السياسات العامة، وتصميم الأنظمة، وحوكمة المؤسسات، لضمان أن يصبح الذكاء الاصطناعي، أداة تمكين لجميع أفراد المجتمع، وليس وسيلة للإقصاء.

توظيف التكنولوجيا لمستقبل أكثر خضرة

وناقشت جلسة " الذكاء الاصطناعي من أجل البيئة والاستدامة: توظيف التكنولوجيا لمستقبل أكثر خضرة"، كيفية تطويع الذكاء الاصطناعي، لدعم الاستدامة البيئية ومواجهة تحديات تغير المناخ وإدارة الموارد، حيث اتفق المتحدثون خلال الجلسة، على أربعة مكونات أساسية، لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في دعم الاستدامة البيئية.

وشملت، تفعيل التعاون بين التخصصات الأكاديمية، لتطوير الاستخدام السليم لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومعالجة تجزئة البيانات البيئية التي تعيق فعالية الأدوات الذكية، وإطلاق حملة وطنية لتحويل السجلات البيئية التاريخية، إلى صيغة رقمية لدعم النماذج الذكية، إلى جانب بناء الثقة وتعزيز مشاركة أصحاب المصلحة وصناع القرار، لضمان عدالة الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وخلصت الفعالية، إلى عدد من التوصيات المهمة، كان من أبرزها، ضرورة دمج مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التصميم والتنفيذ، وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات، لتوطين التكنولوجيا بشكل مستدام، إضافة إلى دعم بناء القدرات الوطنية، لاسيما في مجالات الرقمنة والبيانات وحماية الحقوق الثقافية والاجتماعية، فضلًا عن تطوير أدوات تقييم وطنية، تراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع المصري، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم الابتكار المسؤول والمستدام.

من جهتها، أكدت الدكتورة نوريا سانز، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة، التزام المنظمة بمواصلة الدعم الفني والمؤسسي لمصر في رحلتها نحو بناء منظومة ذكاء اصطناعي أخلاقية ومستدامة، مشيرةً إلى أهمية إشراك صناع السياسات، والأكاديميين، والفنانين في بلورة رؤى مستقبلية، تعزز من دور الذكاء الاصطناعي، كقوة إيجابية للمجتمع، موضحة أن نجاح الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي، يتوقف على تبني مقاربات شاملة تقودها المجتمعات المحلية، مع الحفاظ على الأصوات الإبداعية.

Short Url

search