تسعة شهور في الفضاء،من يومين لشبه سجن فضائي (فيديو)

في رحلة كان من المفترض أن تستمر لأسبوع واحد فقط، وجد رائدا الفضاء الأمريكيان بوتش ويلمور وسوني ويليامز نفسيهما عالقين في محطة الفضاء الدولية لمدة تسعة أشهر كاملة، بعدما تعرضت مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينج لعطل فني حال دون عودتهما إلى الأرض.

انطلقت الرحلة في يونيو 2024، حيث كان من المقرر أن تكون تجربة قصيرة لكبسولة "ستارلاينر" لاختبار جاهزيتها لنقل الرواد إلى المحطة الدولية. إلا أن الأمور سارت بشكل غير متوقع، حيث اكتشف الفريق بعد وصولهم إلى المدار وجود تسرب في الوقود وأعطال في أنظمة الدفع، مما دفع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى إعلان المركبة غير آمنة للعودة.

معاناة في بيئة غير مهيأة للإقامة الطويلة

واجه ويلمور وويليامز ظروفًا معيشية صعبة، إذ لم يكن الطعام والمياه المجهزة على متن المحطة مخصصة لأكثر من أسبوع. واضطر الرواد إلى الاعتماد على الأطعمة المجففة والمياه المعاد تدويرها، بما في ذلك تلك المستخرجة من الرطوبة والعرق وحتى البول. كما كانت ظروف النوم غير مريحة، حيث اضطروا إلى تثبيت أنفسهم في أكياس نوم على جدران المحطة بسبب انعدام الجاذبية.

تأثير نفسي وجسدي قاسٍ

البقاء في الفضاء لفترة طويلة أثر بشكل كبير على الرواد. فعلى الصعيد الجسدي، أدى انعدام الجاذبية إلى فقدان نسبة كبيرة من كتلة العظام والعضلات، ما جعل عودتهم إلى الأرض أكثر صعوبة. أما على الصعيد النفسي، فقد كانت العزلة وضغط العمل اليومي عوامل مرهقة، خاصة وأن الاتصال بالعائلة كان محدودًا للغاية.

تدخل سياسي لإنقاذ الرواد

مع استمرار تأجيل العودة، تصاعد الضغط السياسي، حيث تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على شركة "سبيس إكس" من أجل تسريع إرسال مركبة بديلة لإنقاذ الطاقم. وبعد عدة تأجيلات، أرسلت "سبيس إكس" كبسولة "دراجون" التي نجحت أخيرًا في إعادتهم إلى الأرض في مارس 2025.

رحلة العودة وآثارها

عند هبوطهم في مياه المحيط بالقرب من فلوريدا، كان ويلمور وويليامز بحاجة إلى دعم طبي فوري، حيث لم تكن أجسادهم قادرة على التكيف السريع مع الجاذبية الأرضية. احتاجوا إلى برامج إعادة تأهيل مكثفة لاستعادة قوتهم العضلية وقدرتهم على التوازن.

لمعرفة المزيد … شاهد الفيديو