بين النفط والكاكاو، نيجيريا تتجه لتعزيز اقتصادها

الأحد، 09 مارس 2025 01:40 م

الكاكاو

شهدت أسعار الكاكاو ارتفاعًا ملحوظًا أثار اهتمام نيجيريا، التي تسعى جاهدًا لتكون لاعبًا رئيسيًا في هذا القطاع، مع طموحات لمنافسة المنتجين الرئيسيين مثل كوت ديفوار وغانا، يأتي ذلك في ظل التحديات التي واجهتها هذه الدول بسبب التغيرات المناخية والأمراض التي أثرت على محاصيلها، بحسب فرانس برس.

وتُعتبر نيجيريا من بين الدول التي تكافح لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط، ولكن في الآونة الأخيرة، بدأ المستثمرون بالاتجاه نحو حبوب الكاكاو بعد أن وصلت الأسعار العالمية إلى مستوى قياسي بلغ 12 ألف دولار للطن في ديسمبر 2024.

اهتمام الشركات بالكاكاو

وفي هذا السياق، قال باتريك أديبولا، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث الكاكاو في نيجيريا، "لم يكن المزارعون في وضع أفضل من هذا من قبل"، وقد أبدت أكثر من اثنتي عشرة شركة محلية اهتمامها بالاستثمار في الإنتاج أو توسيعه هذا العام، بينما قامت ذراع التمويل التابعة للحكومة البريطانية مؤخرًا بضخ 40.5 مليون دولار في شركة الأعمال الزراعية النيجيرية "جونفينتس".

ووفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة، تحتل نيجيريا المرتبة السابعة كأكبر منتج لحبوب الكاكاو على مستوى العالم، حيث أنتجت أكثر من 280 ألف طن في عام 2023، وقد حددت الحكومة هدفًا طموحًا للإنتاج يبلغ 500 ألف طن لموسم 2024-2025، مما قد يضعها في المركز الرابع بعد كوت ديفوار وغانا وإندونيسيا.

وعلى الرغم من تشكيك أديبولا في قدرة نيجيريا على تحقيق هذا الهدف في الموسم الحالي، إلا أنه يرى إمكانية ذلك في السنوات القادمة بفضل الاهتمام المتزايد بإعادة تأهيل المزارع القديمة أو إنشاء مزارع جديدة.

انخفاض أسعار الكاكاو في نيويورك

وبالرغم من انخفاض عقود الكاكاو الآجلة في نيويورك من مستويات ديسمبر القياسية، إلا أنها لا تزال مرتفعة بأكثر من 8000 دولار للطن، في حين كانت الأسعار تتراوح عادة بين 2000 و3000 دولار قبل الارتفاع الأخير، وتُعتبر كوت ديفوار أكبر منتج للكاكاو عالميًا، حيث أنتجت أكثر من مليوني طن في عام 2023، تليها غانا بنحو 650 ألف طن.

ومع ذلك، عانت كوت ديفوار وغانا من ضعف الحصاد العام الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية والأمراض، ما أدى إلى نقص في الإمدادات وارتفاع الأسعار العالمية إلى مستويات قياسية.

تغيرات المناخ

بينما نجا الكاكاو النيجيري حتى الآن من أسوأ آثار تغير المناخ، إلا أن توسيع المحصول قد يحمل مخاطر بيئية، وقد كثفت الحكومة جهودها لتعزيز القطاع غير المنظم من خلال لجنة إدارة الكاكاو الوطنية، التي أُسست في عام 2022 لتنظيم الصناعة ودعم المزارعين.

ومع ذلك، فإن جهود تحديث الزراعة قد أدت إلى تطوير مزارع أحادية المحصول، ما يثير مخاوف بشأن استدامة هذا النهج، حيث أكدت دراسة حديثة نشرت في إحدى المجلات العلمية أن زراعة المحصول الواحد قد تكون أقل استدامة مقارنة بزراعة الكاكاو جنبًا إلى جنب مع أشجار الظل، مما يعزز التنوع البيولوجي ويحسن الصحة البيئية.

Short Url

أخبار متعلقة