137 مليون دولار بحلول 2030، كيف أصبحت اليخوت الفاخرة ركيزة اقتصادية في رؤية السعودية؟

الأحد، 28 ديسمبر 2025 06:01 م

جزيرة سندالة في نيوم

ميرنا البكري

لم يعد البحر الأحمر والخليج العربي ممرات ملاحية عالمية لمرور السفن فحسب، فمع انطلاق رؤية المملكة 2030، تحولا لمساحات اقتصادية نابضة بالحياة يُعاد تشكيلها من جديد بمنطق الاستثمار طويل الأجل، فلم تقتصر المملكة في تعاملها مع البحر كواجهة سياحية موسمية، لكن كأصل استراتيجي قادر على خلق صناعات جديدة وجذب تدفقات رأسمالية نوعية.

في ظل هذا التحول يخرج سوق تأجير اليخوت من إطار الرفاهية المحدودة ويدخل بقوة في مرحلة الصناعة المتكاملة التي تعتمد على بنية تحتية عالمية وتشريعات حديثة، ومشروعات ساحلية ضخمة تستهدف شريحة محددة (السياحة الفاخرة عالية الإنفاق)، فيعد سوق تأجير اليخوت صناعة تصدر تجربة استثمارية متكاملة، وتعيد تعريف صورة السعودية كوجهة عالمية جديدة لليخوت الفاخرة.

حجم سوق تأجير اليخوت في المملكة العربية السعودية

يتضح من الإحصائيات أن عام 2025 عام الانطلاق الحقيقي لسوق تأجير اليخوت في السعودية، مع توقعات بتجاوز حجم السوق 92.39 مليون دولار بنهاية العام، ومع معدل نمو سنوي مركب عند 8.25%، أي السوق لديه مرونة وقدرة واضحة على التوسع، فمن المتوقع أن يصل لـ137.33 مليون دولار بحلول 2030 بحسب تقديرات شركة "جي وورلد".

لا تعد معدلات النمو في هذا السوق عشوائية لكنها نتيجة مباشرة لسياسات استهداف إنفاق سياحي عالي القيمة، خاصةً أن التقديرات تشير إلى أن إجمالي الإنفاق في سياحة اليخوت كقطاع متكامل قد يصل لـ2.9 مليار دولار.

يعد تدرج التوقعات من 92 لـ137 مليون دولار في 5 سنوات فقط، مؤشر على ثقة المستثمرين في استدامة الطلب، وأن التدفقات السياحية ليست مؤقتة أو مرتبطة بموسم واحد.

تنظيم سوق تأجير اليخوت وجذب الاستثمار بالسعودية

تعد اللائحة التنظيمية التي أصدرتها الهيئة السعودية للبحر الأحمر في أغسطس 2024 حجر الأساس الحقيقي لاستقرار السوق، ومن الزاوية التحليلية، تأتي قوة اللائحة من 3 محاور رئيسية:

1.نقل نشاط تأجير اليخوت من اجتهادات فردية لسوق منظم قائم على تراخيص واضحة للوكلاء الملاحيين وشركات التأجير.

2.ظهور اشتراطات السلامة وخطط الطوارئ التي تقلل المخاطر التشغيلية، مما ينعكس مباشرةً على خفض تكاليف التأمين، وجذب شركات إدارة يخوت عالمية.

3.قوانين الالتزام بحماية الشعاب المرجانية ومنع التلوث يرفع من القيمة التسويقية للسياحة البحرية السعودية عالميًا، وبالتالي يجعلها متماشية مع معايير الاستدامة وESG.

أبرز التغيرات في نمط الاستخدام بالمملكة العربية السعودية

يكشف تحليل أنماط التأجير أن السوق السعودي ليس نمطًا واحدًا لكنه مقسم بذكاء حسب نوع العميل، ويتضح أن اليخوت الفاخرة التي تقدم خدمة تشغيلية متكاملة، تظل العمود الفقري في السوق هناك، لأن العميل السعودي والدولي يبحث عن خدمة متكاملة ورفاهية كاملة وبالتالي يتماشى مع مشروعات مثل جزيرة سندالة في نيوم.

في المقابل، يتضح أن الحصان الأسود للنمو المستقبلي تأجير المقصورة (أي تأجير مساحة خاصة داخل اليخت بدلًا من تأجيره بالكامل)، نظرًا لأنها تفتح السوق لشريحة أوسع من الشباب والمهنيين، وتحول السوق من نخبة ضيقة لنخبة أوسع.

على الرغم من الجاذبية الكبيرة التي يتمتع بها نمط تأجير القوارب العارية (تعطي للمستأجر حرية لقيادة اليخت بنفسه بدون طاقم) إلا أن معدلات نموه في السوق السعودي لازالت تسير ببطء نسبي، وهذا يعود إلى وجود تحديات تنظيمية وإجرائية صارمة، وترتبط هذه القيود بمتطلبات التراخيص الملاحية ومعايير السلامة وحماية البيئة في البحر الأحمر، والتي تُعد من أدق المعايير في المنطقة، مما جعل القطاع أبطأ في النمو مقارنة باليخوت الفاخرة التي تقدم تجربة متكاملة دون مسؤوليات تشغيلية على العميل.

ومن زاوية تحليلية أوسع، فهذا التباطؤ ليس نقطة ضعف، بل يفتح الباب لفرصة استثمارية جديدة في إطار “اقتصاد المعرفة البحرية"، فيحتاج السوق الآن بشدة أكاديميات تدريب ومراكز ترخيص ملاحية معتمدة دوليًا داخل المملكة، وتجهز الهواة والكوادر وتؤهلهم للحصول على الرخص المطلوبة.

وبذلك، فإن التحدي التنظيمي نفسه يتحول من عائق لنقطة انطلاق، ومحرك استثماري جديد يدعم استدامة السياحة البحرية المستقلة، ويكمل منظومة اليخوت الفاخرة في السعودية بدلًا من منافستها.

Jeddah Yacht Club and Marina Hosted Over 40 Superyachts During Saudi Arabia F1 Grand Prix Weekend - Yacht Harbour — **يخت في جدة**

الرؤية التحليلية لسوق تأجير اليخوت الفاخرة بالمملكة

يواجه سوق اليخوت في السعودية الآن مرحلة تأسيس ذكي، فلا تكتفِ الدولة ببناء المراسي بل تسعى لبناء منظومة حياة بحرية متكاملة، فيعد افتتاح جزيرة سندالة كأول وجهة بحرية عالمية في نيوم المحفز الأكبر، نظرًا لأنه يجذب يخوت البحر المتوسط في موسم الشتاء، ويكسر فكرة الموسمية، ويحول السوق لنشاط مستدام طول العام.

أبرز التوصيات الاستراتيجية للمستثمرين والشركات

من الضروري التركيز على الاستثمار في شركات إدارة اليخوت وليس امتلاكها فقط، فالطلب الحقيقي يكون على المشغلين والوكلاء الملاحيين المرخصين، وبالنسبة للشركات الرائدة في تأجير اليخوت فيجب عليها تبني تكنولوجيا اليخوت الخضراء والهجينة، نظرًا لأن اللوائح السعودية تضع البيئة في صدارة الأولويات، ومن المتوقع أن يكون المستقبل صفر انبعاثات.

خريطة الملاحة العالمية

ولتطوير القطاع السياحي، فلابد من إنشاء برامج تأجير مقصورات مبتكرة تستهدف المجموعات السياحية الفاخرة لرفع معدلات الإشغال وتعظيم العائد على اليخت الواحد.

يعتبر تحول المملكة لمركز إقليمي لسياحة اليخوت مسار مدعوم بالإحصائيات والتشريعات والمشروعات العملاقة، ومع توقع وصول حجم السوق لـ137 مليون دولار في 2030 وتكامل مشروعات البحر الأحمر، فالسعودية مرشحة لتصبح الوجهة الجديدة على خريطة الملاحة العالمية بنموذج فريد يجمع بين الطبيعة والرفاهية والتكنولوجيا والاستدامة.

تأجير اليخوت، من رفاهية الأغنياء إلى فرصة استثمارية مربحة على الأمواج

8.9 مليار دولار في 2025، تأجير اليخوت يتحول إلى بيزنس عالمي رابح

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.