-
توقعات بخفض أسعار الفائدة اليوم بـ 100 نقطة أساس تماشيًا مع تراجع التضخم، تفاصيل
-
طفرة غير مسبوقة لمعدلات تشغيل المطارات المصرية بنسبة نمو تخطت 22%
-
النتيجة الكاملة لإعادة المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 (الأسماء)
-
«مدبولي» يأمر بإنجاز مشروعات "التنمية الحضرية" وتطورات إحياء القاهرة التاريخية
شيماء جمال تكتب.. الأب الذي يُطلّق أبناءه مع أمهم، جريمة تُرتكب "ببدلة محترمة"
الخميس، 25 ديسمبر 2025 02:47 م
شيماء جمال
شيماء جمال
حالة من الصدمة واليأس تجتاح منصات التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر، والسبب واحد ومتكرر، “أب يقرر تطليق أبنائه مع والدتهم”، في "سوق الحياة"، قد يُصنف الطلاق كعقد فاشل بين شريكين، أما في "سوق الضمير"، فإن تطليق الأبناء هو خيانة مكتملة الأركان للأمانة والدم.
إن الأب الذي يخلع مسؤولية الأبوة مع خلع "خاتم الزواج"، لا يحتاج فقط إلى حكم محكمة، بل يحتاج إلى نبذ مجتمعي ومحاسبة قانونية رادعة، هذا الاختفاء المتعمد من حياة الأطفال، ووضعهم في "ملفات قديمة" للذاكرة، أو الانشغال بترميم الصورة الاجتماعية بعد الانفصال مع ترك الأبناء بلا دعم نفسي أو مادي؛ لا يجعل منه "أباً غائباً" فحسب، بل يجعله "منسحبًا بإرادته" من أسمى رباط إنساني.
يجب أن ندرك يقيناً أن الأولاد ليسوا بندًا في عقد فاشل، ولا "أضرارًا جانبية" لحرب الزواج، وليسوا بأي حال وسيلة ضغط على الأم، أو "صداعًا" ينتهي بشطبه من الجدول الأسبوعي، الحقيقة المُرّة أن الطفل الذي يختفي والده من حياته في تلك المرحلة لا ينسى؛ قد يتكيّف نعم، لكن "التكيف" ليس شفاءً ولا تعافيًا، بل هو جرح غائر يظهر في الكبر على شكل فجوة في الثقة بالنفس، وزلزال في الأمان العاطفي، ونظرة مشوهة للعلاقات الإنسانية.
المصيبة الأكبر تكمن في "ازدواجية المعايير" المجتمعية؛ حيث يتم التعامل مع غياب الأب وكأنه "ظروف صعبة"، بينما تُجلد الأم معنويًا وقانونيًا عند أي تقصير بسيط، لذا، بات من الضروري إعادة النظر في هيكلة القوانين الأسرية؛ نحن بحاجة لتشريعات لا تتعامل مع الأبوة كـ "اختيار"، ولوائح تدرك أن النفقة ليست "تفضلًا" من الأب، وأن الرؤية ليست "مِنّة"، وأن الحضور النفسي مسؤولية جسيمة لا تقل شأنًا عن التحويل البنكي.
آن الأوان لمجتمعنا أن يلفظ تلك النماذج، ويقرر تجريم "التخلي المعنوي"، وربط الحقوق بالواجبات، وفرض محاسبة حقيقية على الأب الذي يختار راحته على حساب تمزيق أشلاء أطفاله النفسية، فالأبوة ليست مجرد اسم في شهادة ميلاد، ولا "منشورًا" في مناسبة عابرة على مواقع التواصل، ولا تلك الجملة الهشة: "أنا موجود لو احتاجوني".. الأبوة التزام أبدي طويل المدى.
نقولها بصوت عالٍ: "مَن ليس أهلًا للمسؤولية.. فلا يتزوج"، و"مَن أتى بطفل للحياة.. فليتحمل"، و"مَن هرب.. فلا بد أن يُحاسب"، القوانين الحالية تحتاج لتحديث عاجل يحمي الطفل أولًا؛ لأن الطفل لا يملك محاميًا ولا صوتًا يدافع به عن حقه في وجود والده، وفي النهاية، "الرجولة" لا تُقاس بعدد الزيجات ولا بالحرية الزائفة بعد الطلاق، بل بالقدرة على البقاء "أبًا" حقيقيًا حين تشتد العواصف.
Short Url
محمد طلعت يكتب: صراع البيطريين على "الفشة" والكبدة والممبار
25 ديسمبر 2025 02:35 م
توقعات بخفض أسعار الفائدة.. خطوة استراتيجية للبنك المركزي المصري في ديسمبر 2025
25 ديسمبر 2025 10:37 ص
محمد طلعت يكتب: تطبيقات النقل الذكي وأسئلة مشروعة حول معايير الأمان
24 ديسمبر 2025 03:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً