الإثنين، 22 ديسمبر 2025

08:31 ص

تغير خريطة تصنيع هواتف سامسونج، نصف الإنتاج العالمي في فيتنام وأكبر مصنع بالهند

الإثنين، 22 ديسمبر 2025 06:30 ص

شركة سامسونج

شركة سامسونج

يعتقد عدد كبير من المستهلكين أن هواتف سامسونج الذكية تُصنَّع في كوريا الجنوبية، باعتبارها المقر الرئيسي للشركة، بينما يذهب آخرون إلى افتراض الصين بوصفها مركز صناعة الإلكترونيات في العالم، إلا أن الواقع مختلف تمامًا، إذ تعتمد سامسونج على شبكة تصنيع عالمية معقدة ومتنوعة، تجعل من تحديد “بلد الصنع” مسألة أكثر تعقيدًا مما يبدو.

تختلف سامسونج عن منافسيها مثل أبل وجوجل في فلسفة التصنيع، فهي تُعد من أكثر شركات التكنولوجيا تكاملًا رأسيًا، حيث لا تكتفي بتصميم الهواتف، بل تُنتج عددًا كبيرًا من المكونات الرئيسية داخليًا، وتشمل هذه المكونات الشاشات المتقدمة، ورقائق الذاكرة، ومعالجات Exynos، ومستشعرات الكاميرات، والبطاريات، وهي مكونات لا تستخدمها سامسونج في أجهزتها فقط، بل تبيعها أيضًا لمنافسين عالميين، من بينهم أبل نفسها.

ورغم هذا التكامل الكبير، لا تُصنّع سامسونج كل شيء داخل مصانعها، إذ تعتمد في بعض الطرازات على معالجات كوالكوم “سناب دراجون” وزجاج “غوريلا” من شركة كورنينج، لكنها تظل مسؤولة عن إنتاج أغلى وأهم الأجزاء، ما يمنحها تحكمًا أكبر في الجودة وسلاسل الإمداد مقارنة بمعظم الشركات الأخرى.

المصانع العمود الفقري لإمدادات سامسونج

وعند النظر إلى خريطة تصنيع هواتف سامسونج، تظهر فيتنام في صدارة المشهد، حيث يُنتج هناك نحو نصف هواتف “جالاكسي” داخل مجمعات صناعية ضخمة في مقاطعتي تاي نجوين وباك نينه، وتُعد هذه المصانع العمود الفقري لإمدادات سامسونج إلى أسواق أميركا الشمالية وأوروبا، وقد تجاوز إنتاجها منذ عام 2009 حاجز ملياري هاتف، في إنجاز صناعي لافت.

تأتي الهند في المرتبة الثانية، إذ تستضيف أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم بمدينة نويدا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 مليون جهاز سنويًا، ورغم أن المصنع أُنشئ في الأساس لتلبية الطلب المحلي الهائل، فإنه تحوّل تدريجيًا إلى مركز تصدير رئيسي يخدم أسواقًا متعددة خارج الهند.

أما كوريا الجنوبية، موطن سامسونج، فلا تزال تحتفظ بدور رمزي وتقني مهم في عملية التصنيع، مع تركيز خاص على الهواتف الرائدة والأجهزة المخصصة للسوق المحلية، ويُقدَّر حجم الإنتاج هناك بنحو 20 مليون هاتف سنويًا فقط، أي أقل من عُشر إجمالي إنتاج الشركة العالمي.

وفي أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، تعتمد سامسونج على التصنيع المحلي في دول مثل البرازيل وإندونيسيا، بهدف تجاوز الرسوم الجمركية المرتفعة وتسريع وصول الأجهزة إلى المستهلكين، ويُعد هذا النهج ضروريًا للحفاظ على القدرة التنافسية في أسواق تفرض قيودًا صارمة على الواردات.

وعلى الرغم من انسحاب سامسونج من امتلاك مصانع مباشرة في الصين منذ عام 2019، فإن جزءًا من هواتفها لا يزال يُصنَّع هناك عبر الاستعانة بشركاء خارجيين من مصنعي التصميم الأصلي، ويُقدَّر أن نحو ربع إنتاج سامسونج السنوي يتم بهذه الطريقة، خصوصًا في الفئات الاقتصادية مثل سلسلة Galaxy M وبعض طرازات Galaxy A، حيث تتولى الشركات الصينية تصميم الجهاز وتصنيعه وفق مواصفات سامسونج، قبل إخضاعه لمراجعة صارمة من الشركة الكورية.

خفض التكاليف وتجنب الرسوم الجمركية

هذا الانتشار الجغرافي الواسع في التصنيع لا يأتي مصادفة، بل يعكس استراتيجية مدروسة لتقليل المخاطر، سواء تلك المرتبطة بالكوارث الطبيعية أو الإضرابات العمالية، إضافة إلى خفض التكاليف وتجنب الرسوم الجمركية، والاستفادة من الحوافز الحكومية في دول مثل الهند، ويمنح هذا التنوع سامسونج مرونة أكبر في مواجهة التوترات التجارية العالمية، عبر نقل الإنتاج بين الدول عند الحاجة.

تنوع خريطة تصنيع هواتف سامسونج، يظهر أنه لا يمكن اختزال “بلد الصنع” في دولة واحدة، فالأمر يتعلق بشبكة عالمية متشابكة من المصانع والشركاء، صُممت بعناية لتأمين الاستمرارية، وخفض التكاليف، والحفاظ على موقع الشركة في صدارة سوق الهواتف الذكية عالميًا.

اقرأ أيضًا:

سامسونج تدمج «المفتاح الرقمي» لسيارات بورش الكهربائية ضمن هواتف Galaxy

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search