الصين تمهّد لإنهاء أزمة «تيك توك» في أمريكا عبر صفقة بـ14 مليار دولار

الأحد، 21 ديسمبر 2025 08:09 م

منصة تيك توك

وافقت السلطات الصينية على صفقة تقضي بنقل إدارة عمليات تطبيق «تيك توك» داخل الولايات المتحدة إلى كيان استثماري جديد، في خطوة تهدف إلى إنهاء الأزمة المستمرة منذ سنوات بين التطبيق الشهير والحكومة الأمريكية.

تأتي هذه الصفقة بعد توقيع شركة «بايت دانس» المالكة للتطبيق اتفاقيات ملزمة مع مجموعة من المستثمرين، من بينهم شركة «أوراكل»، بما يفتح الطريق أمام تجنب الحظر الأمريكي الذي ظل يهدد مستقبل المنصة.

حظر «تيك توك» بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي

وتكتسب الصفقة أهمية خاصة بالنظر إلى القاعدة الجماهيرية الواسعة للتطبيق داخل الولايات المتحدة، حيث يستخدمه بانتظام أكثر من 170 مليون أمريكي، وتعود جذور الأزمة إلى أغسطس 2020، عندما حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حظر على «تيك توك» بدعوى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، وهو ما أدخل التطبيق في دائرة من الضغوط القانونية والسياسية المستمرة.

ورغم عدم الكشف عن التفاصيل المالية الكاملة للاتفاق، فإن مصادر مطلعة أشارت إلى أن قيمة الكيان الأمريكي الجديد قُدرت بنحو 14 مليار دولار، وهو رقم يقل عن بعض تقديرات المحللين، وبموجب الصفقة، سيمتلك مستثمرون أمريكيون وعالميون حصة الأغلبية في المشروع المشترك الجديد، في حين ستحتفظ «بايت دانس» بحصة أقلية، بما يعكس محاولة واضحة لفصل عمليات «تيك توك» الأمريكية عن الشركة الأم الصينية.

ومن المقرر أن يتولى المشروع المشترك تشغيل التطبيق داخل الولايات المتحدة، مع منحه صلاحيات واسعة تتعلق بحماية بيانات المستخدمين، وأمن الخوارزميات، والإشراف على المحتوى وجودة البرمجيات، وفي المقابل، ستواصل الكيانات الأمريكية التابعة لـ«بايت دانس» إدارة بعض الأنشطة التجارية العالمية، مثل الإعلانات والتجارة الإلكترونية، بشكل منفصل عن الكيان الجديد.

طبيعة العلاقة المستقبلية بين تيك توك وبايت دانس

ورغم الإعلان الرسمي عن الصفقة، لا تزال تساؤلات مطروحة بشأن طبيعة العلاقة المستقبلية بين «تيك توك» و«بايت دانس»، خصوصًا ما يتعلق بملكية الخوارزمية وإدارتها، وقد أثار هذا الغموض انتقادات من بعض السياسيين الأمريكيين الذين طالبوا بمزيد من الشفافية، محذرين من أن الصفقة قد لا تُنهي بشكل كامل المخاوف المرتبطة بالأمن القومي.

ومن المنتظر إتمام الصفقة رسميًا في 22 يناير المقبل، وهو ما قد يضع حدًا لسنوات من الجدل والضغوط التي سعت إلى إجبار «بايت دانس» على التخلي عن أعمالها في السوق الأمريكية، وبينما يراها مؤيدوها حلاً عمليًا يضمن استمرار التطبيق، يرى معارضوها أن الأسئلة الجوهرية حول السيطرة الحقيقية على البيانات والخوارزميات لا تزال بلا إجابة واضحة.