المغرب تحصد خسائر مدينة آسفي عقب الفيضانات

الخميس، 18 ديسمبر 2025 09:56 ص

مدينة آسفي

تشهد مدينة آسفي المغربية تحركات ميدانية مكثفة لإزالة آثار فيضانات وُصفت بالاستثنائية، بعدما اجتاحت سيول قوية أحياء واسعة من المدينة يوم الأحد الماضي، وأسفرت عن سقوط 37 حالة وفاة وفق حصيلة رسمية، وتسعى السلطات المحلية، بمساندة فرق الطوارئ، إلى إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، وسط حالة من الحزن والصدمة بين السكان.

وتركزت أعمال التنظيف ورفع الأنقاض بشكل أساسي في قلب المدينة القديمة، التي كانت الأكثر تضررًا من الفيضانات، وتُعد من أبرز المناطق الحيوية التي تضم محال لبيع الحلي والخزف التقليدي وأعمال الفسيفساء، وقد لحقت أضرار كبيرة بالمحال التجارية والمنازل، نتيجة الأمطار الغزيرة المصحوبة بتساقط كثيف للبرد، في مشهد لم تشهده المدينة منذ سنوات.

وبحسب شهادات عدد من السكان، فإن المناطق التي غمرتها المياه كانت تعج بالزوار لحظة هطول الأمطار، ما فاقم من حجم الخسائر البشرية، وتسبب في خسائر مادية جسيمة للتجار والأهالي، خاصة في ظل سرعة تدفق السيول داخل الأزقة الضيقة.

ويأتي ما شهدته آسفي في سياق موجة من الاضطرابات المناخية التي تضرب عدداً من مناطق المغرب، حيث تسببت الأحوال الجوية القاسية في تشكل سيول جارفة، إلى جانب تساقط كثيف للثلوج بالمناطق الجبلية، ما زاد من تعقيد الوضع الميداني.

وفي هذا الإطار، أعلن المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك بآسفي، عبد الرحيم تناس، عن استئناف حركة السير في عدد من المحاور الطرقية الرئيسية بالمدينة، بعد تدخلات مكثفة لفرق التجهيز انطلقت منذ ليلة الحادث، وأوضح أن الجهود المتواصلة أسهمت في إعادة المرور إلى وضعه الطبيعي في عدة شوارع رئيسية.

وأضاف أن المدينة القديمة حظيت بتعبئة خاصة، حيث جرى تسخير موارد بشرية كبيرة وآليات ثقيلة من جرافات وشاحنات، بهدف تسريع عملية تصريف المياه ورفع المخلفات المتراكمة بفعل السيول.

وفي إجراء احترازي، قررت السلطات تعليق الدراسة بمدينة آسفي والمناطق المجاورة لمدة ثلاثة أيام، حفاظًا على سلامة التلاميذ والأطر التعليمية، واتخذت مديريات تعليمية في عدد من أقاليم شمال المغرب قرارات مماثلة بتعليق الدراسة كليًا أو جزئيًا، في ظل استمرار التحذيرات من موجة جديدة من الأمطار الغزيرة.