الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

11:10 م

محمد وردة يكتب.. التجربة البرازيلية لاستنساخ «6 آلاف محمد صلاح»

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 09:10 م

محمد صلاح

محمد صلاح

في وقت تبحث فيه الدولة المصرية عن حلول خارج الصندوق لدعم الاقتصاد وزيادة الموارد من العملة الصعبة، تبرز الرياضة وتحديداً كرة القدم بمثابة «كنز مدفون»، خاصة أنها غير مستغلة بالشكل الكافي، وبدلا من أن تصبح «دجاجة تبيض ذهبا ودولارات» كما هو الحال في البرازيل تحولت إلى مصدر لاستنزاف «العملة الصعبة» بسبب المحترفين والمدربين الأجانب.

في البرازيل، لا تعامل كرة القدم باعتبارها لعبة فقط تهم الجماهير، بل تحولت إلى صناعة كبيرة ومحرك اقتصادي قوي، حيث تشير بيانات اقتصادية إلى أن البرازيل تصدر سنوياً ما بين 1200 إلى 1500 لاعب إلى أوروبا، لتساهم بمليارات الدولارات في الناتج المحلي الإجمالي، كما اعتمدت الأندية البرازيلية نموذجًا متكاملًا يقوم على اكتشاف المواهب في سن مبكرة، وتطويرها احترافيًا، ثم تصديرها بأسعار عالمية، ما جعل اللاعب البرازيلي سلعة مطلوبة في أكبر الدوريات الأوروبية.

كل تلك الأمور دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسي للاهتمام باكتشاف المواهب، حيث تساءل الرئيس في أحد المؤتمرات قائلا «هل البلد التي تضم 60 مليون شاب لا تستطيع إخراج 6 آلاف لاعب كرة مثل محمد صلاح؟»، في إشارة إلى أهمية اكتشاف المواهب خاصة أن محمد لم يعد مجرد نجماً كرويًا، بل تخطى ذلك ليصبح نموذجًا اقتصاديًا ناجحًا، بعدما تخطت قيمة انتقاله إلى ليفربول أكثر من 42 مليون يورو، بينما يصنف ضمن أعلى اللاعبين دخلًا في العالم بسبب راتبه السنوي وعقوده الإعلانية.

نجاح محمد صلاح لم يقتصر على مستواه الفردي، بل ساهم في رفع شعبية الدوري الإنجليزي في الشرق الأوسط وإفريقيا، وزيادة القيمة التسويقية للكرة المصرية، وجذب اهتمام الكشافين الأوروبيين للمواهب المحلية.

ورغم أن مصر تمتلك مصر أكثر من 4500 مركز شباب، ومئات الأندية والأكاديميات، إضافة إلى قاعدة سكانية تصل إلى 110 ملايين نسمة، نصفهم تقريبًا من الشباب، إلا أن العائد الاقتصادي من تصدير اللاعبين محدودًا بسبب غياب مشروع وطني موحد لاكتشاف المواهب، وضعف البنية التحتية والتدريب، والتعامل مع اللاعب كموهبة لحظية لا كمشروع اقتصادي طويل الأمد.

الأزمة تبدأ من «أعين» المدربين المسؤولين عن اختيار المواهب، لتتم دون محسوبية أو واسطة، ثم وضع البرامج القادرة على تطوير أداء تلك المواهب فنيا وبدنيا، والتعامل مع المواهب على أنها مشروع اقتصادي قد يدر ما بين 2 إلى 10 ملايين دولار سنويًا، وهو ما يعني أن تصدير 100 لاعب فقط يمكن أن يمنح الدولة مئات الملايين من الدولارات.

لا يشترط أن يكون الجميع محمد صلاح، لكن المنظومة الناجحة تصنع عشرات النجوم وآلاف المحترفين، والاستثمار فيهم يعني خلق آلاف فرص العمل في التدريب والإدارة والتسويق، وتقليل نسب البطالة بين الشباب، وتحسين صورة مصر رياضيًا وعالميًا، وجذب الاستثمارات الأجنبية للأندية والأكاديميات الرياضية.

أخيرا، التجربة البرازيلية لم تكن مجرد صدفة، بل استراتيجية دولة اعتبرت كرة القدم مشروعًا اقتصاديًا واستثماريًا، وعلى المسؤولين في مصر تبني الفكرة في الظروف الاقتصادية الحالية، حيث نمتلك فرصة حقيقية لتحويل شغف الملايين بالكرة إلى قوة إنتاجية مؤثرة وطوق نجاة حقيقي للاقتصاد المصري.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search