كيف تحولت باكستان من دولة مدعومة لشريك استراتيجي في منطقة الخليج

الأحد، 14 ديسمبر 2025 01:52 م

محمد أورنغزيب وزير المالية الباكستاني

كشف محمد أورنغزيب، وزير المالية الباكستاني، عن تحسن "ملحوظ" شهده الاقتصاد الباكستاني خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، مشيرًا إلى خروج البلاد من أسوأ أزماتها نحو الاستقرار، رغم الإقرار بأن طريق التعافي الكامل ما زال طويلًا.

وفي مقابلة خاصة مع شبكة CNN الأمريكية، أوضح أورنغزيب أن المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قد شهدت نقلة نوعية بسبب تراجع التضخم، حيث انخفض التضخم من ذروته التي قاربت 40% إلى مستوى الآحاد حاليًا، وكذلك استقرار العملة التي شهدت تحسنا ملحوظا في سعر صرف .

وأضاف أورنغزيب أن هناك انخفاض العجز في الحساب الجاري، واحتياطي النقد الأجنبي أصبح يغطي ما يقارب شهرين ونصف من الواردات، بالإضافة إلى أنه تم تحقيق فوائض أولية في المالية العامة للمرة الأولى منذ سنوات.

كما أشار الوزير إلى اعترافات دولية تدعم هذا المسار، حيث قامت وكالات التصنيف الائتماني برفع تقييمها لباكستان، وصادق صندوق النقد الدولي على المراجعة الثانية لبرنامجه، مما يؤكد أن جهود الإصلاح بدأت تؤتي ثمارها.

تحدي النمو وكلفة خدمة الدين

رغم التحسن، شدد أورنغزيب على أن الاقتصاد لم يصل بعد إلى مرحلة التعافي الكامل. ويتوقع أن يتراوح النمو الاقتصادي بين 2.5% و 3% في عام 2025، ورغم أن هذا المستوى أفضل من الانكماش السابق، فإنه “لا يكفي لاستيعاب متطلبات سوق العمل أو دعم تحسن ملموس في مستويات المعيشة”، كما بيّن أن كلفة خدمة الدين تظل ضاغطة بشدة على ميزانية الإنفاق العام، ولا يزال الاستثمار الأجنبي المباشر دون الإمكانات الحقيقية للبلاد.

إصلاحات ضريبية وهيكلية لمستقبل مستدام

لإعادة بناء الأساس الاقتصادي، تركز الحكومة الباكستانية على مسارين إصلاحيين رئيسيين، أولهما الإصلاح المالي والضريبي، والذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على التمويل الخارجي، وقد ارتفعت نسبة الإيرادات الضريبية إلى الناتج المحلي الإجمالي من 8.8% إلى 10.3% خلال عام واحد، مع هدف للوصول إلى 11%، ويتم ذلك عبر إدخال قطاعات جديدة في النظام الضريبي، وتحسين كفاءة الإدارة باستخدام الأدوات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ثانيا إصلاح قطاع الطاقة والذي يمثل تحديًا كبيرًا بسبب الديون الدائرية وضعف كفاءة شركات التوزيع. وتعمل الحكومة على إعادة هيكلة القطاع عبر إشراك القطاع الخاص في مجالس إدارة شركات التوزيع، والمضي قدمًا في خصخصة ثلاث شركات طاقة، وإصلاح نظام التعرفة لجعل كلفة الطاقة أكثر تنافسية للنشاط الصناعي.

تحول استراتيجي في العلاقة مع الخليج من الدعم إلى الشراكة

أكد الوزير أورنغزيب أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً في العلاقة الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي. فبعدما لعبت هذه الدول دورًا حيويًا في دعم الاستقرار المالي لباكستان عبر الودائع وتسهيلات النفط خلال الأزمة، يتجه النموذج الآن نحو علاقة قائمة على الاستثمار والشراكات الإنتاجية بدلًا من الدعم الطارئ.

وأشار إلى أن التحويلات المالية الكبيرة من الجالية الباكستانية في الخليج، التي بلغت نحو 38 مليار دولار العام الماضي، لا تكفي وحدها لتحقيق التنمية المستدامة، مما يجعل التحول نحو الاستثمار الأجنبي المباشر خطوة حتمية.

وتعمل باكستان على فتح قطاعات واسعة أمام الاستثمارات الخليجية، تشمل" الطاقة، النفط والغاز، التعدين، الصناعات الدوائية، الزراعة، الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية"، ويرى الوزير أن هذا التوجه يحقق تكاملاً اقتصاديًا، حيث تبحث دول الخليج عن فرص طويلة الأمد في دول ذات كثافة سكانية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.