التصديري للكيماويات: الاقتصاد الدائري ضرورة لتعزيز تنافسية صناعة البلاستيك

الخميس، 11 ديسمبر 2025 06:20 م

محمد مجيد، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية

أكد محمد مجيد، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، أن الاقتصاد الدائري أصبح عنصرًا أساسيًا في تطوير الصناعة ورفع تنافسية الصادرات المصرية، خاصة في قطاع البلاستيك، مشددًا على أن تبني هذا النهج لم يعد خيارًا إضافيًا وإنما ضرورة تفرضها المتغيرات العالمية.

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة «نحو اقتصاد دائري في سلاسل القيمة للبلاستيك» التي عُقدت على هامش الدورة السادسة من معرض «ماك بروسيس»، حيث أوضح أن الأسواق الدولية تشهد تغيّرًا مستمرًا في متطلباتها، ما يحتم على الصناعة المصرية تبني نموذج إنتاج أكثر استدامة.

الصناعة التقليدية لم تعد مناسبة للعصر

وأوضح مجيد أن النموذج التقليدي القائم على الإنتاج ثم الاستهلاك ثم التخلص أصبح غير ملائم، إذ يهدر موارد ضخمة ويزيد الأعباء البيئية، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الدائري يعتمد على خمس مراحل أساسية هي: التصميم والإنتاج والاستهلاك وإعادة التدوير ثم إعادة التصنيع، لافتًا إلى أن 80% من حجم النفايات في النماذج التقليدية ينتج من مرحلة التصميم، ما يجعل تطوير المنتج من البداية العامل الأكثر تأثيرًا في استدامة الصناعة.

المخلفات «ثروة اقتصادية»

وشدد مجيد على أن ما يتم التخلص منه اليوم باعتباره نفايات يمكن أن يشكل خامات صناعية استراتيجية، مؤكدًا أن هذا المفهوم كفيل بتغيير الفكر الصناعي وخلق فرص عمل واستثمارات جديدة.

واستعرض عددًا من التجارب الدولية، حيث رفعت هولندا صادرات البلاستيك المعاد تدويره إلى مليار يورو بنمو 42%، بينما بلغت صادرات ألمانيا 1.9 مليار يورو، في حين تبنت شركات عالمية مثل BASF وDSM تقنيات لإعادة التدوير الكيميائي، كما أشار إلى تقدم اليابان في استخدام تكنولوجيات متقدمة لإنتاج مواد عالية القيمة مثل ألياف الكربون.

فرص واعدة لمصر في سوق البلاستيك

وعلى المستوى العربي، أوضح مجيد أن الإمارات رفعت صادراتها من البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 22%، فيما تمتلك مصر فرصة ذهبية لقيادة هذا القطاع بفضل قاعدتها الصناعية الكبيرة وتوافر المواد القابلة لإعادة التدوير .

وكشف أن صادرات مصر من الـPET المعاد تدويره ارتفعت من 165 مليون دولار عام 2019 إلى 275 مليون دولار عام 2022، بنسبة نمو وصلت إلى 66%، مؤكدًا أن عدة شركات مصرية أصبحت موردًا رئيسيًا للأسواق الأوروبية وتشارك في سلاسل توريد محلية ودولية.

رؤية وطنية مطلوبة للتحول الأخضر

وأكد مجيد أن حجم الفرص المتاحة أكبر بكثير مما تحقق حتى الآن، داعيًا إلى تبني رؤية وطنية واضحة تدعم الاقتصاد الدائري في قطاع البلاستيك، مشددًا على أن إعادة تدوير 30% فقط من المخلفات البلاستيكية في مصر كفيل بإعادة تشكيل خريطة الصناعة وزيادة الصادرات بصورة كبيرة.

وأضاف أن التحول الأخضر أصبح توجهًا عالميًا لا يقتصر على متطلبات الاتحاد الأوروبي، بل أصبح معيارًا دوليًا يفرض نفسه على مختلف الصناعات.

من التشريع إلى التصميم

وأوضح أن رحلة الاقتصاد الدائري تبدأ من التشريعات والمواصفات التي توجه المصنعين نحو تصميم منتج قابل لإعادة التدوير، مع التركيز على ترشيد الاستخدام وتقليل استهلاك الطاقة والبصمة المائية بأنواعها المختلفة، لافتًا إلى أن مفهوم «سلسلة القيمة المضافة» أدق من «الاقتصاد الدائري»، لأنها تبدأ من المورد قبل مرحلة الإنتاج، وتضمن تعزيز المسؤولية المجتمعية واستدامة النشاط الصناعي.

إجراءات دولية صارمة

واختتم مجيد بالإشارة إلى أن العديد من الدول أصدرت إجراءات صارمة للحد من استخدام البلاستيك، منها كينيا والهند اللتان منعتا الأكياس البلاستيكية بشكل كامل، كما أوضح أن الدول ذات القدرات الصناعية المحدودة تُلزم تدريجيًا بتطبيق هذه المعايير عند تصدير منتجاتها إلى تكتلات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي، ما يجعل التوافق مع الاقتصاد الدائري ضرورة اقتصادية وليست فقط بيئية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.