7.5 تريليون دولار سنويًا تكلفة مواجهة التغير المناخي عالميًا وفجوة تمويلية ضخمة تهدد التنمية المستدامة
بنك الاحتياطي الفيدرالي يكشف أسباب خفض أسعار الفائدة 0.25% (تفاصيل)
عاجل| الفيدرالي الأمريكي يخفض أسعار الفائدة 0.25% في آخر اجتماعات 2025
انتهاء التصويت بانتخابات الـ30 دائرة المُلغاة من «الإدارية العليا» بالمرحلة الأولى

قطاع مزدهر يضخ المليارات، كيف تتحول السياحة الطبية إلى محرك اقتصادي جاذب للاستثمار؟

الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 01:00 م

السياحة الطبية - صور تعبيرية

تعد السياحة الطبية أحد أسرع القطاعات نمواً في العالم، حيث يسافر المرضى إلى دول أخرى للحصول على خدمات علاجية متقدمة أو أقل تكلفة من بلدانهم.

وشهدت السياحة الطبية في الإمارات نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، لتصبح واحدة من أسرع القطاعات الصحية نمواً على مستوى المنطقة، وجذبًا للمرضى من مختلف أنحاء العالم.

ولا يقتصر هذا القطاع على تقديم الرعاية الصحية المتقدمة، بل يشمل أيضًا مساهمة ملموسة في الاقتصاد الوطني من خلال توفير فرص العمل، وزيادة الإنفاق السياحي، وتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للسياحة العلاجية.

ويعد الاهتمام بالبنية التحتية الطبية، واعتماد المستشفيات على أعلى المعايير الدولية، من العوامل الأساسية التي جعلت الإمارات وجهة مفضلة للسياح العلاجية الباحثين عن الجودة والراحة في آن واحد.

ازدهار السياحة العلاجية في دبي: أصبحت نقطة جذب عالمية

أنواع السياحة الطبية ومجالاتها

تنقسم السياحة الصحية إلى 3 فئات رئيسية، تضم السياحة الطبية، والسياحة الصحية الحرارية، وسياحة كبار السن.

السياحة الطبية هي الأكثر شيوعًا، وتشمل علاجات جراحية وغير جراحية مثل جراحة القلب والأوعية الدموية، وزراعة الأعضاء، وعلاج العقم، وغسيل الكلى، وعلاجات العيون والأسنان، إلى جانب استخدام تقنيات الطب التقليدي مثل الوخز بالإبر والعلاجات العشبية والأيورفيدا.

أما السياحة الصحية الحرارية، تقدم برامج العلاج الطبيعي والعلاجات المناخية والمائية، بالإضافة إلى التمارين الرياضية.

بينما تركز سياحة كبار السن والسياحة الميسرة على إعادة التأهيل، والخدمات التمريضية، والعلاج المهني، لتلبية احتياجات فئة عمرية محددة أو أصحاب الحالات الخاصة.

أهم أنواع السياحة الطبية

وتتفرع السياحة الطبية إلى عدة أنواع متخصصة، منها سياحة الخصوبة التي تستقطب الأزواج الباحثين عن علاجات متقدمة لمشاكل الإنجاب، والسياحة الطبية المتخصصة التي تلجأ إليها الحالات التي فشلت العلاجات التقليدية، بحثًا عن حلول نادرة مثل العلاجات الجينية أو الإجراءات التجريبية، وهناك أيضًا السياحة الطبية التشخيصية، التي تهدف إلى توفير تشخيصات دقيقة لأمراض معقدة باستخدام أحدث التقنيات المتاحة عالميًا، مثل السفر إلى ألمانيا لإجراء تشخيصات شاملة للسرطان.

مزايا وفوائد السياحة الطبية الاقتصادية

تشكل السياحة الطبية فرصة اقتصادية مميزة، إذ يجذب انخفاض تكاليف الإجراءات الطبية المرضى من الخارج، مع الحفاظ على جودة عالية للرعاية الصحية بفضل الأطباء والجراحين المعتمدين دوليًا، واستخدام أحدث المعدات والتقنيات الطبية.

ولا يضر هذا الانخفاض في التكاليف بجودة الخدمات، بل يتيح للمرضى الاستفادة من خبرة طبية عالمية مع توفير مالي ملموس، ما يعزز من حركة الإنفاق على الإقامة والسفر والخدمات المصاحبة.

كما توفر السياحة الطبية تقليل أوقات الانتظار للإجراءات العلاجية، حيث يمكن حجز المواعيد عبر الإنترنت أو الهاتف، مما يمنح المرضى المرونة وتسهيل عملية التنقل، ويساهم في زيادة عدد الحالات التي يمكن للمستشفيات التعامل معها سنويًا، وبالتالي تعزيز الإيرادات الاقتصادية للمؤسسات الطبية.

إلى جانب ذلك، تمنح السياحة الطبية المرضى إمكانية الوصول إلى علاجات متقدمة أو تجريبية غير متوفرة في بلادهم، ما يشكل سوقًا متخصصًا للأدوية والإجراءات الطبية الفريدة. هذه الفوائد تتحول مباشرة إلى أرقام اقتصادية ملموسة، مع تعزيز مكانة الإمارات كمركز إقليمي وعالمي للسياحة العلاجية.

تطور قطاع السياحة الطبية في الإمارات

استثمرت الإمارات بشكل كبير في تطوير قطاع الرعاية الصحية، من خلال إنشاء مستشفيات حديثة، وإبرام شراكات طبية دولية، وتقديم خدمات متميزة تتمحور حول راحة المرضى.

وتضم المستشفيات في دبي وأبو ظبي والشارقة طواقم طبية متعددة الجنسيات، وقادرة على التحدث بعدة لغات، ما يعزز تجربة المرضى الدوليين ويشجعهم على الجمع بين العلاج والسفر السياحي.

قطاع السياحة والسفر يساهم بشكل مباشر في الاقتصاد

مساهمات السياحة الطبية في الاقتصاد الوطني كبيرة، بلغ إنفاق المسافرين الدوليين 217.3 مليار درهم في 2024، في حين ضخ الزوار المحليون 57.6 مليار درهم، وساهم القطاع بشكل عام بمبلغ 257.3 مليار درهم، داعمًا نحو 898,600 وظيفة، وتظهر هذه الأرقام الأهمية الاقتصادية للسياحة العلاجية، كما تؤكد على قدرتها في جذب استثمارات محلية ودولية مستدامة.

دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية في مختلف التخصصات الطبية

المدن والمراكز الطبية الرئيسية للسياحة العلاجية في الإمارات

تعتبر مدينة دبي الطبية من أبرز المراكز الطبية، حيث تأسست كمنطقة حرة عام 2002 وضمّت أكثر من 4,255 أخصائيًا صحيًا ضمن 8 مستشفيات و168 منشأة طبية، مع بنية تحتية متكاملة تضم صيدليات ومراكز للرعاية الشخصية ومنافذ تجزئة، ما يجعلها وجهة متكاملة للمرضى والزوار.

في الشارقة، توفر مدينة الشارقة للرعاية الصحية فرص استثمارية متميزة، مع نظام خدمات النافذة الواحدة لتسهيل تأسيس وتشغيل الشركات الطبية، ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للسياحة الطبية في المنطقة.

أما في أبو ظبي، فتضم المدينة مجموعة من المستشفيات الرائدة مثل برجيل الطبية والشيخ شخبوط الطبية والشيخ خليفة الطبية، بالإضافة إلى مستشفى دانة ومركز كليفلاند كلينك وميدي كلينيك الشرق الأوسط.

وتوفر هذه المراكز خدمات متخصصة تشمل الأورام، وأمراض القلب، وزراعة الأعضاء، والجراحة التجميلية، وطب الأطفال، إلى جانب خدمات الرعاية بعد العلاج، بما في ذلك التنسيق للسفر والإقامة والضمان المالي للمريض، ما يعكس التكامل بين العلاج والسياحة.

السياحة الطبية - السياحة العلاجية - SAMA TURKEY

السياحة الطبية فرصة استثمارية

تفتح السياحة الطبية أبوابًا واسعة للاستثمار في مستشفيات متخصصة، ومراكز تشخيصية، والخدمات المرتبطة بالسياحة العلاجية، مثل الإقامة الفندقية، وخدمات النقل، والمرافق الترفيهية خلال فترة النقاهة.

كما أنها تشكل فرصة استثمارية مزدوجة، فهي تدعم القطاع الصحي وتخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في الضيافة والخدمات اللوجستية، كما تشكل أيضُا رافدًا مستدامًا لتعزيز الإنفاق السياحي وزيادة الإيرادات، ما يجعلها قطاعًا واعدًا للمستثمرين ورجال الأعمال الراغبين في الجمع بين الربحية وخدمة المجتمع.

أثبتت الإمارات ريادتها في قطاع السياحة الطبية بفضل استثماراتها الكبيرة في المستشفيات الحديثة، واعتمادها على معايير الجودة العالمية، وتوفير خدمات متكاملة للمرضى الدوليين.

ويمثل هذا القطاع اليوم محركًا اقتصاديًا مهمًا يضخ مليارات الدراهم في الاقتصاد الوطني، ويوفر فرص عمل واسعة، ويجذب المرضى من جميع أنحاء العالم، ليصبح نموذجًا ناجحًا للسياحة العلاجية المستدامة في المنطقة.