كيف وفّرت صناعة أبراج المحمول المحلية ملايين الدولارات لمصر؟

الثلاثاء، 09 ديسمبر 2025 09:52 ص

أبراج المحمول- أرشيفية

شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة تحولًا جوهريًا في ملف تصنيع أبراج المحمول، بعد الاعتماد شبه الكامل على الاستيراد من الخارج، خاصة من الصين وتركيا وأوروبا، وتشير تقديرات سوق الاتصالات إلى أن تكلفة استيراد البرج الواحد كانت تتراوح ما بين 18 و25 ألف دولار، وهو ما كان يضغط بشدة على فاتورة العملة الصعبة، خاصة مع خطة الدولة لبناء ما يقرب من 15 ألف برج جديد خلال خمس سنوات، بما يعادل استيرادًا تتجاوز قيمته 300 مليون دولار.

ارتفاع المكون المحلي إلى 75 % في بعض الطرازات

ومع دخول شركات محلية إلى مجال التصنيع الكامل للأبراج، وفي مقدمتها شركات مثل السويدي للكابلات، وبدأت معدلات المكوّن المحلي ترتفع إلى أكثر من 75% في بعض الطرازات، بينما انخفض متوسط تكلفة البرج المصنع محليًا إلى ما بين 10 و14 ألف دولار فقط، أي بنسبة خفض تتجاوز 40% مقارنة بالبرج المستورد، وفق تقديرات شركات مقاولات الاتصالات.

تنشيط الصناعات المغذية المرتبطة بالأبراج

هذا التحول لم يخفف الضغط على الدولار فقط، بل أسهم أيضًا في تنشيط الصناعات المغذية المرتبطة بالأبراج، مثل صناعات الصلب المجلفن، والمسامير الصناعية عالية التحمل، والقواعد الخرسانية، وأنظمة الحماية من الصواعق، وتشير بيانات غير رسمية إلى أن كل 1000 برج يجرى تصنيعها محليًا توفر نحو 20 مليون دولار من العملة الصعبة، فضلًا عن خلق أكثر من 1200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في سلاسل التوريد.

استثمارات جديدة بـ5 مليارات جنيه في خطوط إنتاج حديثة

والتوطين الكامل لتصنيع الأبراج، بما يشمل القواعد المعدنية وأنظمة التثبيت، يمكن أن يرفع نسبة المكوّن المحلي إلى أكثر من 90% خلال ثلاث سنوات فقط، خاصة مع دخول استثمارات جديدة تتجاوز 5 مليارات جنيه في خطوط إنتاج حديثة، ما يضع مصر على خريطة الدول المُصدّرة لأبراج الاتصالات إلى الأسواق الإفريقية بدلًا من كونها سوقًا مستوردًا فقط.