خوفا من هروب الأثرياء، رفض مقترح "ضريبة الميراث" بنسبة 50%

الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 03:48 م

الضرائب

في خطوة لفتت أنظار العالم، شهدت سويسرا في 30 نوفمبر 2025 الماضي، استفتاءً تاريخياً على اقتراح فرض ضريبة ميراث بنسبة 50% على التركات والميراث التي تتجاوز 50 مليون فرنك سويسري، أي بما يعادل 62 مليون دولار فأكثر.

فرض ضرائب بنسبة 50% على الأغنياء

ووفقاً لرويترز، دعا ملياردير سويسري بارز إلى فرض ضرائب أعلى على الأغنياء، بعد أن رفضت بلاده بأغلبية ساحقة مقترحاً بفرض ضريبة بنسبة 50% على الثروات الموروثة التي تبلغ 50 مليون فرنك سويسري (62 مليون دولار) فأكثر.

وروجت كثير من الأصوات، إلى أن الضريبة تهدف لتقليل الفجوة في الثروة وتمويل سياسات عامة، لكن الناخبين السويسريين صوتوا بوضوح ضد هذا الاقتراح، ما يعكس توجه السويسريين نحو الحفاظ على بيئة اقتصادية جذابة للأثرياء بدلاً من فرض ضرائب ضخمة عليهم.

وقال رجل الأعمال الألماني، جيريمي هانسن، إن التركيز المتزايد للثروات يمثل مشكلة عالمية، وذلك في تصريحات نشرت يوم الاثنين في صحيفة "تاغس أنتسايجر" السويسرية التي أجرت مقابلة مع رجل الأعمال الأسبوع الماضي.

رفض بنسبة 79% لتطبيق الضريبة

وأظهرت نتائج التصويت رفض حاسم للاقتراح بنسبة تتراوح ما بين 78% إلى 79%، باعتبار أن هذه الضريبة ستدمر سويسرا كملاذ للثروات، كما أظهرت النتائج الرسمية أن المبادرة لم تحصل على أغلبية، حيث بلغت نسبة المشاركة حوالي 43%، وفقاً لـ «IMI Daily».

ويبدو أن رفض ضريبة الميراث يتردد صداه في صناديق الاقتراع السويسرية، التي كانت تميل في كثير من الأحيان إلى الحفاظ على مناخ ضريبي تنافسي وصديق للمستثمرين.

وعارضت الحكومة الفيدرالية ومعظم الأحزاب هذه المبادرة، محذرة من أنها قد تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال وتقويض عائدات الضرائب، كما وصفت منظمة إيكونومي سويس، المنظمة الرسمية المظلة لقطاع الأعمال السويسري، التصويت بأنه "غير ضروري ومدمر"، بحجة أن المخاوف من "بيع الشركات القسري"، أي أن يضطر الورثة إلى بيع جزء أو كل شركة عائلية لجمع الأموال لسداد فاتورة ضريبية كبيرة، وجدت صدى عبر الخطوط الحزبية.

سويسرا تضم 9 مليارديرات لكل مليون نسمة

وقالت كارين كيلي سوتر، وزيرة المالية، إن السويسريين رفضوا تجربة خطيرة، بل وزادت بأن هذه الضريبة كانت ستدمر جاذبية سويسرا، حيث إن سويسرا وفق تصنيف فوربس تضم 9 مليارديرات لكل مليون نسمة، وهو رقم يفوق أوروبا الغربية بخمسة أضعاف، وهؤلاء الأغنياء ليسوا مجرد أرقام، بل خزينة ضرائب متحركة تحافظ على تفوق سويسرا العالمي مالياً.

وقالت فايننشال تايمز إن المقترح لو مر لكان سيهز الاقتصاد السويسري بالكامل، لذلك حين بدأ الكلام عن الضريبة، انهالت التحذيرات من غموم السويسريين بأن الأثرياء سيهربون وتخسرهم البلاد للأبد، وهنا الناخبون السويسريون فهموا الرسالة، فصوتوا ضد الضريبة وضد أي تجربة تهدد بيئة الأعمال .

أبرز مبررات الرفض لضريبة الميراث في سويسرا

وتعود أبرز مبررات الرفض لتطبيق ضريبة الميراث في سويسرا إلى عدة أسباب، منها:

تحذيرات من أن الضريبة ستدمر جاذبية سويسرا كملاذ للثروات، أي مغادرة الأثرياء للبلاد، وهو ما يعني خسارة استثمارات ورؤوس أموال.
اعتبرت الحكومة والدوائر المالية أن الضريبة تجربة خطيرة قد تخل بتوازن النظام الضريبي وتضر بسمعة سويسرا كمركز مالي مستقر.

وأكد القائمون على الاقتراع، أن الضريبة كانت موجهة فقط للطبقة العليا، بهدف دعم سياسات مناخية، وليس لمعاقبة الطبقات المتوسطة أو الفقراء.

وتتميز سويسرا باستقرارها المالي والاستثماري الذي يجذب أموالاً ضخمة من أثرياء محليين ودوليين، وفكرة فرض ضريبة مرتفعة على الثروات مثل ضريبة الميراث، قد يهز الاقتصاد السويسري ويقلل من جاذبية البلاد للأثرياء.

دول طبقت ضريبة الميراث

وعلى الرغم من الرفض المتزايد لضريبة الميراث، إلا أن هناك دول أوروبية تطبقها، ولكن تشمل الضريبة التركات عند الوفاة وليس عند الهبات أو ميراث الأقارب المباشرين مثل: بولندا، وتركيا، فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفقاً لـ «Tax foundation».

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.