الطاقة الشمسية تفتح الباب أمام مراكز بيانات في الفضاء داعمة للذكاء الاصطناعي

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 01:03 م

الإنترنت الفضائي

تكتسب فكرة نقل الحوسبة العملاقة إلى خارج الكوكب قوة دفع متزايدة، مع ظهور تقديرات جديدة تتحدث عن إمكانية تشغيل أقمار صناعية معتمدة بالكامل على الطاقة الشمسية بقدرة هائلة تتراوح بين 300 و500 جيجاوات سنويًا، وهي قفزة غير مسبوقة، حال مقارنتها بالسعة الحالية لمراكز البيانات على الأرض التي لا تتجاوز 59 جيجاوات فقط.

إيلون ماسك: بناء جيل جديد من الأقمار الصناعية لتوفير طاقة ضخمة

وأعاد إيلون ماسك إشعال النقاش خلال مشاركته في منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي، مؤكدًا أن سبيس إكس تمتلك الأساس الهندسي الذي يسمح ببناء جيل جديد من الأقمار الصناعية القادرة على توفير طاقة ضخمة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي من خارج الغلاف الجوي، ويرى ماسك أن استغلال تدفق الطاقة الشمسية المستمر سيغيّر قواعد اللعبة، خصوصًا مع تضاعف الطلب العالمي على القدرة الحاسوبية.

جيف بيزوس: نقل مراكز البيانات إلى الفضاء خلال 10 إلى 20 عامًا

ولم يكن ماسك وحده من يعتقد أن الحوسبة تتجه إلى المدار، إذ توقع جيف بيزوس مؤسس أمازون انتقال مراكز البيانات إلى الفضاء خلال 10 إلى 20 عامًا، مشيرًا إلى أن النمو الهائل للطلب يجعل من الصعب الاعتماد على شبكات الكهرباء الأرضية التقليدية، بينما قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، إنه يتوقع انتشار مراكز بيانات “تغطي العالم” وربما يتم نشر أغلبها في الفضاء مستقبلًا.

جولدمان ساكس: ارتفاع الطلب على الكهرباء لبناء مراكز البيانات

وتشير تحليلات مؤسسة جولدمان ساكس، إلى أن الطلب العالمي على الكهرباء ربما يتضاعف بحلول عام 2050، مدفوعًا في جزء كبير منه بالسباق المحموم لبناء مراكز بيانات تخدم نماذج الذكاء الاصطناعي، وفي الولايات المتحدة وحدها، أصبحت هذه المراكز من أكبر المشروعات ضغطًا على الشبكات الكهربائية، وهو ما يدفع القوى التقنية الكبرى للبحث عن حلول خارج الأرض.

تحديات معقدة بسبب صعوبة تبريد الأجهزة في الفضاء

لكن الطريق إلى مراكز بيانات فضائية ليس مفروشًا بالسهولة، وهناك تحديات معقدة مثل صعوبة تبريد الأجهزة في بيئة الفراغ، وارتفاع تكاليف الصيانة، وتأثير الإشعاعات الفضائية على المكونات الحساسة، إضافة إلى التعقيدات المرتبطة بإدارة الاتصالات بين الأقمار الصناعية ومحطات الاستقبال الأرضية.

اتجاه صناعة الذكاء الاصطناعي إلى فضاء مفتوح

وإذا تمكنت شركات مثل جوجل أو سبيس إكس من تجاوز هذه العقبات، فإن العالم قد يشهد تحولًا جذريًا في بنية الحوسبة العالمية، وبدلًا من الاعتماد على مراكز بيانات قائمة على الأرض وتستهلك موارد هائلة، وربما تتجه صناعة الذكاء الاصطناعي إلى فضاء مفتوح يوفر طاقة شبه غير محدودة، ويفتح فصلًا جديدًا في مستقبل التكنولوجيا.